الحاج محمد رفيق درب لأكثر من أربعين سنة


قاسم قصير
تعرفت على الشهيد الحاج محمد عفيف في منزل والده الراحل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في بداية الثمانينيات في بلدة البيسارية حيث كنت ازور والده في اطار متابعة امور مجلة المنطلق التي كان يصدرها الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين ومن ثم بدانا العمل سوية من خلال العمل الاعلامي عندما كان يتابع الامور الاعلامية في الجنوب مع الشهيد العلامة السيد عباس الموسوي والذي تولى مسؤولية الجنوب قبل توليه الامانة العامة للحزب وكانت تعقد الاجتماعات في منزل اهله في البيسارية قبل ان ينتقل والده الشيخ عفيف النابلسي الى مدينة صيدا حيث اقام مجمع الزهراء عليها السلام.
وتواصل العمل مع الاخ الحاج محمد عفيف في مجلس التخطيط الاعلامي ومن ثم في قناة المنا ر عندما كان يتولى ادارة الاخبار والبرامج السياسية ومن ثم وصولا لمسؤوليته عن وحدة الاعلام المركزي ومستشارا اعلاميا لسماحة السيد.
وطيلة هذه السنوات كنا نلتقي ونتواصل ونتبادل الافكار والمعطيات وكان حريصا على الاستماع الى كل الملاحظات والتعاون على صعيد العلاقات مع الاعلاميين والصحفيين وكان حريصا على الحوار مع الجميع وحتى مع من كان يختلف معهم في الراي .
وكان اخر لقاء معه من خلال الدعوة الخاصة للقاء الوطني الاعلامي حيث كان مطمئنا للانتصار وحيث زودنا بالمعلومات والمعطيات عن وضع الحزب وادائه الميداني والسياسي .
وكنت اشعر انه بعد استشهاد سماحة السيد انه لم يعد يبالي بالمخاطر الأمنية حيث كان يعقد المؤتمرات الصحفية في قلب الضاحية الجنوبية وخصوصا في يوم الشهيد وكان يجيب على الرسائل التي أرسلها له وفي اللقاء الاخير معه قبلته وقلت له انني اشم فيه رائحة السيد حسن والسيد هاشم وبقية الشهداء ودعوته للانتباه والحذر .
لكنه كان يبحث عن الشهادة ويطلبها .
رحمه الله ورحم الله رفاقه الشهداء وكلنا امل ان هذه المسيرة ستنتصر رغم كل التضحيات والشهداء.