وهكذا يرحل المسافر اليتيم..سليم الحص الآدمي النظيف 

أ

يتيما في السلطة كان ويتيما في المصداقية،لم يسرق،لم يكذب،لم يقتل،لم يفسد في الدولة،لم يمتلك طائرة خاصة،لم يوقع على إفلاس دولة،لم يوافق تاجرا في الادارة،لم يتوسط لأحد من أجل وظيفة.
لم يجمع مالا من شح او حرام.
اتهموه ان لا علم له في الاقتصاد المعاصر كأن يفتح أبواب الدولة لديون بالعملة الاجنبية وان يراكم ديونا داخلية لمصلحة سماسرة المصارف.
وقف بالمرصاد قدر الإمكان الا ان تجار المال والدم والسلاح والفتن الطائفية والصفقات الإدارية وصناعة رموز سياسية كرتونية سافلة كانوا أقوى من انا الأعلى للوطن.
حتى بيروت الأكثر تمدّنا في البلاد خذلته،أسقطته لانّه لم ينضم لثقافة قطيع بيع البلاد والناس .
حذّر اللبنانيين مما يقومون به حكام اشرار الميليشيات وافلاس الدولة ،وارتُكبت ابشع إبادة جماعية مالية بحق الجمهور.
من الناس مَن سقط بجلطة مالية في مصرف ،ومن الناس من مات بنزيف دماغي من القهر في بيته او أمام دار زعيم نذل.
غداً سيوارى الثرى فهل سيشيعه الشرفاء من الناس بمأتم يفوق جنائز الآخرين الذين يفوقهم مناقبية وحبّا واخلاصا للبلاد وللامة .
كان علماً اخلاقيا لم يشعر معه أحد من الناس بطائفية او شعبوية .
رحل المسافر اليتيم دون أن يرفع يده ملوّحا لاحد.
مات حزينا على ما فعله أبناء البلد ببلادهم.
شوارع بلا إضاءة ومركبات تنقل الماء والعتمة تعمّ المدن والريف والناس تبحث عن دواء وعن قلم وعن كرامة.
رحل المسافر اليتيم وغزة تموت ببطء شديد وسط امّة ما عاد يليق بها تسمية أمّة…
رحل المسافر اليتيم بنبله ولم يترك ثروة لاحد كعادة القادة الاحرار الشرفاء.
من هنا ومن وسط منطقة عائشة بكار المحررة، وواقفا عند مفترق طرق محتارا بطريقي، اتلو سورة الفاتحة لرئيس عاش وحكم واعتزل ولم يتهمه أحد بسوء أو بأذية.

د. أحمد عياش – الحوار نيوز