فوضى مبادرات… وأميركا وفرنسا لتجنُّب الانفجار

 على رغم طغيان التطورات التي حصلت في غزة في الساعات الأخيرة خصوصاً عملية تحرير أربع رهائن إسرائيليين التي واكبتها مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات أودت بأكثر من 210 قتلى ومئات الجرحى الفلسطينيين، رصدت الأوساط السياسية اللبنانية بدقة ما صدر في شأن لبنان عن قمة الرئيسين الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون و#جو بايدن في قصر الإيليزيه أمس ولو أنّ النتائج الكاملة والتفصيلية لهذه الجهة لم تتبين بعد. ويبدو أنّ الأيام القليلة المقبلة قد تشهد بعض البلورة لمسار التحركات المتصلة بالأزمة الرئاسية بحيث باتت تتشابك وتتداخل بغموض وخربطة واسعة التحركات الخارجية مثل التحرك الفرنسي والتحرك القطري من جهة والتحركات الداخلية المتكاثرة تباعا والتي سينضم اليها تحرك إضافي ل”التيار الوطني الحر” الأسبوع المقبل.

وأمّا ما صدر علناً عن قمّة باريس الفرنسية الأميركية أمس فكان مقتضباً إذ اقتصر على قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ “فرنسا والولايات المتحدة ستضاعفان جهودهما لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان”، حيث شدّد على ضرورة خفض التوتر بين إسرائيل و”حزب الله“. وفي كلمة إلى جانب الرئيس جو بايدن الذي يقوم بزيارة دولة إلى باريس، قال الرئيس الفرنسي ماكرون إنّ فرنسا والولايات المتحدة ستضاعفان جهودهما لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان، حيث شدّد على ضرورة خفض التوتر بين اسرائيل و”حزب الله”. وأضاف ماكرون أنّ باريس وواشنطن شهدتا أيضاً استراتيجية تصعيد من جانب إيران في المنطقة، مضيفاً أنّ البلدين عازمان على ممارسة الضغط اللازم لوقف هذا التصعيد.

أمّا الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي رحب بتحرير أربعة رهائن إسرائيليين فأكّد أنّ الولايات المتحدة ستواصل العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في القطاع. وأضاف: “لن تتوقف مساعينا حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم”. ومن جانبه، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإطلاق سراح الرهائن الأربعة.

وفي سياق تواصل الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني، أعلن أمس الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أنّه زار الفاتيكان أوّل من أمس، أي عشيّة القمّة الرئاسية بين ماكرون وبايدن. وقال عبر “اكس”: “كنت في الفاتيكان يوم أمس كمبعوث شخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية لمناقشة موضوع لبنان مع الكاردينال بارولين، وزير خارجية الكرسي الرسولي ومع المونسنيور بول ريتشارد غالاغير، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول”.

على صعيد المواقف الداخلية اطلق رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل مجموعة مواقف نارية من “حزب الله” فتوجه إلى لأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله قائلاً: “هذا البلد لن يرتاح قبل أن تقفل جبهة الجنوب فويلات لبنان بدأت من هذه الجبهة وتنتهي مع إغلاقها”. وتابع الجميّل: “لحزب الله نقول لسنا ضدك بل ضد استخدام السلاح لتركع اللبنانيين وتودي بالبلد إلى الخراب، عد إلى لبنانينك وتساوَ مع الآخرين وسلّم سلاحك كما فعلنا التزم بالدستور والقانون ونحن مستعدون لمد اليد والتعاون”.

وقال الجميّل لـ”الحزب”: “توجّهوا إلى الكتائب مباشرةً وليس عبر أبواق المضلّلين الذين يطّلون على الإعلام ولا يجيدون الحديث وإن أردتم مناظرة تلفزيونية فأهلاً وسهلاً نحن مستعدون ولا نخجل بتاريخنا ولا بحاضرنا ولا بمستقبلنا”.

وأضاف خلال لقاء لمصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب: “لا يمكن انتخاب رئيس لأن “الحزب” يعطل النصاب ولا يمكن إخراج اللاجئين لأن “الحزب” يريد بقاءهم ليضغط على المجتمع الدولي وليبقي بشار الأسد سعيداً”.

وشدّد على أنّ “أساس المشكلة بمكان واحد فإن حرّرنا قرارنا يمكننا انتخاب رئيس جمهورية على قدر المسؤولية رجل وطني يمكنه القول “لا” عندما يتعلق الأمر بمصلحة لبنان”.

وقال لـ”حزب الله”: “الذهب اشتراه الشعب اللبناني لأنه كان بلداً غنياً وكفى تشويهاً للتاريخ فلبنان كان بلداً غنياً وأنتم من دمرتموه بحرب الجنوب وهذه الحقيقة”.

وأكّد: “نريد أن يستلم الجيش اللبناني حدود لبنان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن يتعدّى على لبنان إسرائيليّاً أو سوريًا او فلسطينيًا فكلنا مسؤلون للدفاع عن وطننا ولم يعط أحد وكالة حصرية فهذه مهمة كل اللبنانيين الدفاع عن لبنان عبر المؤسسات والجيش”.

في هذا السياق، قال عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج: “نحن لا نرفض التفاهم، نحن نرفض الأعراف الجديدة، تجربتنا مع الحوارات السابقة تجربة مريرة وفاشلة ولم نرَ أنّ ما تم الاتفاق عليه التزم به الطرف الآخر”. واعتبر أنّ “الخماسية تقوم بمسعى توفيقي وتسهيلي وتحاول أن تسهّل الأمور”، لافتاً إلى أنّ “أعضاء الخماسيّة ليسوا طرفا في النزاع، وليس لديهم رأي بأنه يجب السير بهذا المرشح أو بغيره”.

وأشار إلى أنّ “محور الممانعة يعطّل الجمهورية ويخطف انتخاب رئيس”. وقال “نحن لسنا ضدّ أن نتكلم مع بعضنا البعض، إنما أساس هذا الكلام يجب أن يكون تطبيق الدستور ولن نقبل بأن يكون الدستور “شكلاً”، ونحن جاهزون في كل الأوقات لانتخابات الرئاسة، وجاهزون على مستوى الأسماء والأصوات”.

وفي سياق آخر غادر أمس قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان متوجهًاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث ستكون له عدة لقاءات يتناول فيها سبل تعزيز الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية في ظل التحديات التي تواجهها.

(النهار)