إطلاق اسم المدرّب حسين شعيبعلى ملعب كرة قدم في أميركا



في ولاية ميشيغان الأميركية، وعلى أرضٍ حملت خطوات آلاف اللاعبين عبر عقود، يسطع اليوم اسمٌ من ذهب… اسمُ المدرّب اللبناني حسين شعيب الذي اُختير ليكون عنواناً لملعب كرة قدم، في تكريمٍ لا يشبه إلا سيرته، ولا يليق إلا برجلٍ جعل من العشب الأخضر وطناً ثانياً طيلة أربعة عقود ونيّف، ومن اللعبة مدرسةً للحياة وعبرة رائعة للأجيال.
أكثر من أربعين سنة أمضاها في أميركا، لم يكن فيها الكابتن حسين مدرّباً فحسب، بل كان قائداً، وحاضناً للمواهب، ومفرّخاً للنجوم، وصوتاً يوقظ الشغف في نفوس الصغار قبل الكبار، وهو الذي حطّ في ميشيغان شاباً يحمل حلماً كبيراً، فكبر الحلم معه، واتّسعت رقعته حتى صار جزءاً من ذاكرة الجالية اللبنانية ووجدانها الرياضي.
خرّج أجيالًا، صنع فرقاً، حصد إنجازات، وترك في كل محطة حكاية… وفي كل لاعبٍ أثراً لا يُمحى … ففي شبابه لعب في لبنان مع أندية الوفاء والصفاء والتضامن بيروت، وتميّز بسرعته الفائقة وتسديداته الصاروخية، كما تمّ اختياره ضمن صفوف منتخب لبنان الأول.


وفي أميركا جاء الحصاد لائقاً بجهد السنوات الأربعين، ولأن العطاء الصادق لا يضيع، جاء هذا التكريم شاهداً على سيرةٍ مفعمة بالمثابرة، ورسالة امتنانٍ من مجتمعٍ يعرف جيّداً قيمة الرجال الذين يبنون بعرقهم جسور النجاح. إن تسمية الملعب باسمه بالأمس (14 تشرين الثاني) ليست مجاملة، بل اعتراف رسمي بأن هذا الرجل كان ـ ولا يزال ـ ركناً من أركان كرة القدم في ميشيغان، وصوتاً للانضباط، وعنواناً للأخلاق الرياضية، ورمزاً لروح الانتماء.
اليوم، يرفع الملعب لافتته الجديدة، وينحني العشب إحتراماً لكلّ خطوة خطاها الكابتن حسين على درب اللعبة. اليوم، يفرح اللاعبون، ويبتسم الذين عرفوه، وتفخر الجالية بأن أحد أبنائها تحوّل إلى علامة من علامات الرياضة في بلاد العم سام.


مبارك للمدرّب حسين شعيب هذا الشرف المستحق، ومبارك للملعب الذي اكتسب اسماً يليق بتاريخه، وإلى المزيد من الأعوام التي يظل فيها العطاء يقود خطاه، وتظل فيها كرة القدم وفيةً لرجالٍ من طينته.
الجدير ذكره، أن الفعاليات البلدية والإغترابية وعائلة “الكوتش” سام شعيب في ميشيغان، وداعم المشروع الأول رجل الأعمال علي السيّد، والكابتن التاريخي لنادي النجمة ومنتخب لبنان حبيب كموني ورئيس النادي اللبناني الأميركي علي جواد ورجل الأعمال حسان بيضون حضروا الاحتفال وقدّموا للمحتفى به دروعاً تقديرية، مصحوبة بكلمات من نابعة من القلب مفعمة بدموع الفرح والاعتزاز. بدوره توجّه شعيب شاكراً الحضور وتمنّى أن تقتدي كرتنا اللبنانية بمن سبقها على طريق الاحتراف وفي سياق تقدير الجهود وحسن الاختيار.