الفكر الجزئي يهيمن تحليلا وسياسات !؟منطلقان اساسيان لفهم الواقع والتموضع !؟

علي يوسف

مع الاتساع الكبير للاتجاهات الفكرية نحو الجزئيات كأًولوية مباشرة الذي احدثه تأثير التكنولوجيا على الفكر الانساني بتنا نرى ضعفا كبيرا في التحليل الاستراتيجي للأزمات ولتأثيرات الجغرافيا السياسية في صناعة السياسات و محاولات معالجة الأزمات او التصدي لها ومواجهتها …
وانطلاقا من ذلك بتنا نرى استسهالاً كبيرا في اطلاق نتائج عامة على احداث ومواقف جزئية لها ظروف محددة وقابلة للتغيّر في اي وقت وعند بروز معطى جديد ..
وانطلاق من ذلك وعند تناول اي تحليل يتعلق بمجريات ما يحصل في منطقتنا خصوصا كونها مشتعلة وفي اوج الصراعات يجب عدم نسيان منطلقين اساسيين :

  • اولا : ان ازمة النظام الرأسمالي الاميركي البنيوية والتي تهدد بانهيار يغير توازنات القوى على المستوى الدولي والتي تعد محاولات تصحيحها احد اهم اسباب الحرب العالمية المُجزأة حاليا لا يمكن لرغبة شخصية لترامب بالحصول على جائزة نوبل للسلام والاجراءات والسياسات الآنية التي يتخذها لتحقيق هذا الهدف ان تكون بديلا او حلا للأزمة البنيوية للنظام الاميركي الرأسمالي وبالتالي فإن كل ما يحصل حاليا من دعوات ل “إنهاء الحروب ” هي خطوات مؤقتة حكما ولو حققت بعض ما يسمى نتائج ..!!! ولا يجوز إعطاء هذه النتائج بعداً استراتيجيا ..!!؟؟
  • ثانيا : في ما يتعلق بإقليمنا اعتقد جازما ان الكيان الصهيوني أدخل كيانه في معركة مفتوحة مدفوعا بأسباب وجودية وبأسباب اميركية اشرنا إليها وبات غير قادر على الخروج من حروبه على الجبهات المتنوعة في وحدة الساحات إلا بتسوية اقليمية مهما حقق من خطوات تبدو وكأنها انتصارات …!!؟؟؟؟ وعليه في التسوية الاقليمية اما ان ينتصر بمشروع “اسرائيل الكبرى ” بالسيطرة على ثروات المنطقة لمصلحته وبالشراكة مع الحاضن والمعلم الاميركي او سيكون عرضة لانهيار الكيان المغتصب ودخول المنطقة في جغرافيا سياسية جديدة تتناسق والتوازن المستجد ..؟؟؟؟؟
    ومن الطبيعي التأكيد ان التسوية الاقليمية لا يمكن ان تتم الا من خلال مؤتمر دولي وان المؤتمر الدولي هو خطوة مستحيلة في ظل الصراع الدولي القائم حاليا للوصول الى توازن جديد ..؟؟!!! وبالتالي فالمعارك والحروب مفتوحة ومتنقلة وفق التطورات والاهمية والاولوية في انتظار تطورات ونتائج الصراع الدولي الأكبر والذي على اساسه يمكن الحديث عندها عن نتائج حقيقية واسقاط نتائج التوازن الحاصل عندها على الجغرافيا السياسية والاقتصادية للإقليم ..؟؟!!!!!
    استنادا الى كل ذلك فإن تعميم نتائج ما يحصل حاليا واعتبارها توازن قوى مستجد وثابت هو من باب إما القصور السياسي وإما من باب الرغبات المتنوعة سياسية كانت او اقتصادية او بنيوية تأخذ اشكال قبلية او طائفية او تبعية او زبائنية نفعية ..؟؟!!!
    ما زلنا في بداية تحولات لا شك انها ستكون تحولات كبرى ..!! وفي الانتظار الأولوية للاستعداد للدور وللتموضع من ضمن رؤية الأمن القومي …