قال لنا السيد المسيح: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى 4:4).
الخبز يرمز الى الطعام الجسدي، لكن يسوع يذكرنا أن الإنسان لا يعيش فقط بما يغذّي الجسد، بل يحتاج الى كلمة الله التي تغذّي الروح وتعطي الحياة الحقيقية.
إتصل بي صديق ليقول لي أن النائب ابراهيم كنعان عمل “Full House” في فندق الحبتور ليل السبت الماضي، في لقاء متني قال فيه الكثير، والأهم أنه أراد من هذا اللقاء القول أنه ما زال موجودًا على الساحة المتنيّة، على الرغم من استقالته من التيار الوطني الحرّ.
نعم كل إنسان لديه حيثيته في كل عمل يريد عمله.. وكل إنسان يحق له العمل في ما أراد واستطاع. وإبراهيم كنعان النائب الذي كتبت عنه يوم استقال من التيّار مقالًا بعنوان: “إبراهيم كنعان جريمتك أن الرئاسة تليق بك” وهذا صحيح، ولكن للإنتخابات النيابية حسابات أخرى.. حسابات ربح وخسارة وأرقام وتحالفات .. ووفاء قبل كل شيء.
انتخابات 2026 إذا حصلت قد تحمل معها مفاجآت كثيرة، خصوصًا بعدما تبدلت تحالفات وأسماء.. وطبعًا إبراهيم كنعان له حيثيته المتنيّة التي بدأت مع رافعة كبيرة اسمها الجنرال ميشال عون، الذي كان رافعة للكثير من الذين كانوا يريدون العمل بالشأن العام وبالسياسة ولم تكن لديهم المساحة مع الأحزاب الموجودة على الساحة. بمعنى آخر إبراهيم كنعان، يمكن أنه لم يكن يرى نفسه مع أحزاب الكتائب والقوات اللبنانيّة والأحرار والقومي ويحب العمل السياسي.. فقصد بيت الشعب كالذين أحبّوا الجنرال الذي رفع شعار التحرير، ومنهم مَن أحب الجنرال كرهًا بالأحزاب وقادتهم.
ابراهيم كنعان أحبّ الجنرال وكان من مؤسسي التيار ومن هذه القاعدة انطلق في عمله السياسي الواسع، بعدما عاد من لندن حيث عمل بالقانون وأسس رابطة الحقوقيين اللبنانيين العاملين في بريطانيا، كمنصة له يطل منها اجتماعيًا، لأن العمل بالشأن العام يستهويه.
قال لي صديقي: اللقاء العشاء الذي أقامه ابراهيم كنعان ليقول للمتنيين أنه موجود، كان حاشدًا أكثر من كل جولات رئيس التيّار جبران باسيل في كل لبنان ساحلًا وجبلًا والمآدب التي أقيمت في عدد من المطاعم.
فقلت لصديقي: قاعة الحبتور حيث أقام ابراهيم كنعان عشاءه، تتسع ل 1100 شخص منهم من المتن ومنهم من خارجه ..منهم أصدقاء وأقارب بعيدين وقريبين.. منهم ضيوف وأصدقاء لأصدقاء، وكلهم كانوا ضيوفًا على إبن المتن الأغر، في حين أن المشاركين في مآدب التيار يدفعون هم ثمن مشاركتهم ليكونوا إلى جانب التيار ومؤسسه ورئيسه… وصدق الصديق العزيز مارسيل غانم على الهواء وأمام رئيس التيّار في لقاء “الصلحة” أن جبران باسيل لا يقدم لأحد في المناسبات “علبة شوكولا”.. وعلمت لاحقًا أن باسيل أرسل “علبة شوكولا” لغانم و”من عند كانيل”.
ولإبراهيم كنعان أقول: بتركك التيار الذي قدمت له الكثير ماديًا، لن تكون معركة عودتك الى البرلمان سهلة، خصوصًا أن لأهل بلدة جديدة المتن ذكريات بشعة لا يريدون العودة إليها.. وليس بمآدب العشاء يحيا الإنسان..



