هذه هي حقيقة “نداء الوطن”.. جيلبير المجبر: وجدنا أنفسنا أمام عقلية تجارية بحتة، تعاملت مع الجريدة كسلعة بدلًا من كونها مؤسسة إعلامية لها إرثها وتاريخها

هذه هي حقيقة “نداء الوطن”

جاءنا من الدكتور جيلبير المجبر البيان التالي:

“نداء الوطن” لم تكن يومًا مجرد جريدة، بل كانت صوتًا صارخًا للحق، ومنبرًا يعكس تطلعات الشعب ويدافع عن قضاياه. تأسست هذه الجريدة على يد رجال مؤمنين بأن الكلمة الحرة هي السلاح الأقوى في وجه الظلم، لكنها مع مرور الزمن، وجدت نفسها في دوامة المزايدات والمصالح التجارية، لتصبح سلعة تُباع وتُشترى بعيدًا عن رسالتها الحقيقية.

كنتُ أنا وفريقي من أوائل المبادرين لإنقاذ “نداء الوطن”، ليس من باب المصالح أو المكاسب الشخصية، بل من منطلق الإيمان بدورها التاريخي وأهميتها كمنبر إعلامي وطني. خضنا سلسلة من المفاوضات الجادة، امتدت على مدار أكثر من خمس اجتماعات، وكنّا قريبين جدًا من توقيع الاتفاقية لإعادة الجريدة إلى مسارها الصحيح.

رؤية واضحة للمستقبل
خلال تلك المفاوضات، كان هدفنا إعادة إحياء “نداء الوطن” بنفس الروح التي أسسها المؤسسون، مع تحديث أدواتها لتواكب العصر، وجعلها نموذجًا للجريدة العصرية التي تجمع بين القيم التاريخية والابتكار الإعلامي. كانت خطتنا الحفاظ على فريق العمل بأكمله، لأنهم جزء أصيل من هوية الجريدة، ولأننا كنا نرى أن الاستثمار في الكفاءات المحلية هو السبيل الأمثل لإعادة بناء مؤسسة إعلامية ذات مصداقية.

ما الذي حدث؟
للأسف، مع اقترابنا من حافة التوقيع، وجدنا أنفسنا أمام عقلية تجارية بحتة، تعاملت مع الجريدة كسلعة تُعرض في أسواق الخضار، بدلًا من كونها مؤسسة إعلامية لها إرثها وتاريخها. هذا الأمر أفقد المفاوضات معناها الحقيقي، وبدد الفرصة لإنقاذ الجريدة وفق رؤية تحترم قيمها وأهدافها الأصلية.

رسالة أمل رغم التحديات
رغم كل ما حدث، أؤكد أنني أتمنى التوفيق للفريق الحالي الذي استلم زمام الأمور، لأن لبنان بحاجة إلى إعلام حر ونزيه أكثر من أي وقت مضى. أتمنى أن يتمكنوا من استكمال المسيرة وفقًا لسياسة المؤسس، وأن يعود “نداء الوطن” ليكون صوتًا حقيقيًا للشعب.

حقيقة للتاريخ
رسالتي واضحة للشعب والقارئ: نعم، كنتُ أنا وفريقي الأقرب لشراء الجريدة، وكنا مستعدين لتحمل المسؤولية كاملة، ليس فقط للحفاظ على إرثها، بل لبناء مستقبل جديد لها، يجعلها أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.

ختامًا، أقولها بصدق: الصحافة ليست تجارة، بل رسالة إنسانية ووطنية، وهي أمانة في أعناق من يديرها. أتمنى أن تكون “نداء الوطن” قادرة على استعادة دورها الريادي كمنبر للحقيقة والنضال، تمامًا كما أرادها مؤسسوها.