اجتماعات سورية-عراقية–إيرانية…والأردن يغلق حدوده
اسرائيل تقصف المعابر والأمن العام اللبناني يقفلها…حتى إشعار آخر
كأحجار الدومينو تتدحرج المدن السورية وتنتقل من سيطرة النظام الى فصائل المعارضة. من حلب الى حماة وصولا الى مشارف حمص التي ارسل حزب الله بحسب “رويترز” عددًا صغيرًا من “المشرفين” اليها، الليلة الماضية، كونها تكتسب أهمية استراتيجية بالغة فهي أكبر محافظات سوريا من حيث المساحة، وتتمتع بموقع جغرافي حيوي يربط بين العراق والأردن. فيما انسحبت القوات السورية وقادة مجموعات موالية لطهران، “بشكل مفاجئ” من مدينة دير الزور في شرق سوريا.
التطورات الميدانية المتسارعة تشغل المنطقة بأكملها.اذ فيما عقد لقاء وزاري ثلاثي عراقي – سوري- ايراني في بغداد لبحث تداعيات الأوضاع في سوريا، يعقد اجتماع لوزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا ضمن عملية آستانة الخاصة بسوريا في الدوحة غدًا، علماً ان روسيا حثت رعاياها على مغادرة دمشق. اما اسرائيل فيبحث رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو غدا مع كبار المسؤولين الأمنيين الوضع فيها.
كبير هو حجم التطورات في سوريا في اعقاب ما جرى في لبنان ، وليس بريئاً مدى الاستسلام من جانب النظام واندحاره سريعاً تماما كما اندفاعة المعارضة للسيطرة على مساحات شاسعة عجزت عنها طوال سنوات الحرب الماضية، ما يؤشر الى قرار كبير اتخذ بين “الكبار” لتغيير الوضع في سوريا، واجتماع وزراء خارجية العراق وسوريا وايران قد يشكل دليلا الى وجهة التغيير الاقليمية التالية بعد سوريا.
وفي وقت تم تداول صور لسيطرة فصائل مسلحة على “معبر نصيب” الحدودي بين سوريا والأردن، اغلق الأردن الحدود مع سوريا.
جولة للجنة الاشراف: في لبنان، “وضمن إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، جال رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميداني، على ان تعقد اللجنة اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل”. بحسب ما اعلنت قيادة الجيش.
استهداف المعابر: وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن فجر اليوم، سلسلة غارات استهدفت معابر العريضة، والعدرا في ربلة، وجوسيه، تزامناً مع غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً في الشريط الحدودي في القصير في ريف حمص حيث انفجر صاروخ اعتراضي فوق بلدة جديدة القيطع- عكار.
حتى اشعار اخر: وعلى الاثر، اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان “أن نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على ان يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا امام حركة الدخول والخروج، خصوصا للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقا”.
ولاحقاً، أقام الجيش اللبناني حواجز ودوريات واتخذ اجراءات مشددة وسط انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار.
ضرب اسلحة؟ وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “أن الطائرات الحربية لسلاح الجو شنت خلال الليلة الماضية غارات استهدفت محاور نقل وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية بالقرب من المعابر الحدودية التابعة للنظام السوري بين سوريا ولبنان تم استخدامها لنقل وسائل قتالية إلى منظمة حزب الله الارهابية”. وقال عبر “إكس”: “تعتبر هذه الغارات خطوة إضافية لاستهداف قدرات الوحدة 4400 وحدة التسلح التابعة لحزب الله والمسؤولة عن نقل الأسلحة المخصصة لتنفيذ مخططات ارهابية ضد الجبهة الداخلية الاسرائيلية وقوات جيش الدفاع”.وأضاف: “يستخدم حزب الله الارهابي بدعم من النظام السوري البنى التحتية المدنية لارتكاب أعمال إرهابية ونقل وسائل قتالية مخصصة لاستهداف مواطني إسرائيل.كما تأتي هذه الضربات في اطار الجهود الهادفة لضرب نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لاحباط كل تهديد على دولة إسرائيل ولن يسمح بإعمار حزب الله.”
استقرار هش: ووقت أكد المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، أن “وقف الأعمال العدائية في لبنان لا يزال هشًّا للغاية”، .
لا لتذاكي الحزب: من جهته، رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن وقف إطلاق النار متوقف على قناعة الأفرقاء، معتبرًا أن الأمر الوحيد الذي ينقذ البلد هو استعادة الدولة سيادتها وسحب الفتيل ببسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.وأشار إلى أننا نشعر بالمرارة لأننا لم نكن نريد الحرب والوصول إلى النتيجة التي وصلنا إليها، مذكّرًا بأننا حاولنا منذ 20 سنة التحذير من أنّ حزب الله سيجرّ الويلات على لبنان ودعوناه إلى مبادرة قبل الوقوع في المحظور.وقال الجميّل: “هناك مساران، الأول: أن يقتنع حزب الله بأن بقاء السلاح انتهى وألّا يبقى ذراعًا لإيران وألّا يتذاكى على المجتمع الدولي، والثاني: أن يأخذ قرارًا بأن يسلّم السلاح إلى الجيش باتفاق لبناني لبناني، وإلّا فهناك سيناريو آخر وهو جرّ الويلات على البلد، محذرًا من أنه إذا تنصّل الحزب من الاتفاق فسيواجه إما إسرائيل وإما الجيش وللجيش دور كبير في الاتفاق، فإما أن يتجاوب الحزب مع الجيش ويسلّم سلاحه وإما سيخضع لإسرائيل”.وأوضح أنه إذا استمر حزب الله بالتذاكي فستنفجر إما في الداخل وإما مع اسرائيل، معتبرًا أن وقف إطلاق النار لن يصمد وكله يتوقف على نية حزب الله وإيران.ولفت إلى أن الثلاثية انتهت إلى غير رجعة ولا عودة إلى ما كنا عليه ما قبل 9 اكتوبر، مشيرًا إلى أن ثمة مسارين أوّل سلبي لن يؤدي إلا إلى انفجار داخلي وعودة المعارك، وثانٍ إيجابي يتمثل في أن نعطي أفقًا للإيجابية أي إعادة بناء لبنان بشراكة لبنانية على أسس جديدة تعطي أملًا للبلد وهذا المسار متاح إذا أخذنا خيار الدولة. واكد ان “بعد المسار الذي وصلنا إليه لسنا مستعدين بأي شكل، بمعزل عن الاتفاق، لأن نتعايش مع سلاح حزب الله وغيره بعد اليوم ولن نقبل ببناء لبنان بوجود ميليشيات”.
جلسة تعزيز الانتشار: في الغضون، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال، سندا الى المادتين 62 و64 من الدستور، عند التاسعة والنصف من صباح غد في ثكنة بنوا بركات – صور ، للبحث في خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
المركزية