قاسم قصير
بعد أن حسمت الإنتخابات الأميركية بوصول دونالد ترامب الى الرئاسة الأميركية وفي ظل إستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان دون توقف وإستمرار المواجهات الحدودية بين المقاومة الإسلامية والجيش الإٍسرائيلي ، يقف حزب الله أمام عدة خيارات وإحتمالات عديدة وصعبة ولها تأثير كبير على دوره ومستقبله في المرحلة المقبلة .
فما هي الخيارات والإحتمالات المتوقعة خلال الأسابيع القادمة ولحين تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه في شهر كانون الثاني من العام القادم؟ وكيف سيواجه حزب الله هذه المرحلة؟
يمكم إختصار هذه الإحتمالات والتوقعات بنقاط ثلاثة :
اولا : إستمرار المواجهات وحرب الإستنزاف وعدم التوصل الى إتفاق لوقف العدوان مع إحتمال تطور الأوضاع في المنطقة الى مواجهة جديدة بين إيران والكيان الصهيوني .
ثانيا : عودة الحرارة الى المفاوضات في حال قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بالإقتراحات اللبنانية والتي رفعها إليه المبعوث الأميركي آموس هوكستاين والقائمة على القبول بتنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وعلى الحدود وانهاء المظاهر المسلحة وبالتالي وقف العدوان على لبنان والذهاب الى تسوية داخلية وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ثالثا : عدم حسم الأمور وإنتظار تسلم الرئيس دونالد ترامب مهامه ومعرفة رؤيته للسلام في لبنان والمنطقة ووقف الحروب والتوجه الى تسوية كبرى في كل المنطقة تشارك فيها إيران وكل الدول .
هذه هي الخيارات والإحتمالات المتوقعة، ويبدو ان حزب الله من خلال مواقف الامين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم يبني خياراته وتوقعاته على الإحتمال الأسوأ وهو إستمرار المواجهات وحرب الإستنزاف وترك الكلمة للميدان ، بحيث تفرض المواجهات القائمة على الحدود وفشل الجيش الإسرائيلي بتحقيق تقدم كبير وإستمرار المقاومة بإطلاق الصواريخ نحو الداخل الإسرائيلي ، على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيمين نتنياهو العودة الى خيار التفاوض وتحقيق بعض المكاسب السياسية والأمنية قبل تسلم دونالد ترامب مهامه .
لكن في مقابل هذا التوقع لدى قيادة حزب الله هناك تخوف كبير من أن تؤدي المواجهات القائمة وتطور إطلاق الصواريخ بإتجاه الداخل الإسرائيلي قيام الجيش الإسرائيلي بزيادة مساحات التوغل البري وتصعيد عمليات القصف بحيث تطال المرافق الحيوية مثل المطار والمرفأ ، كما حصل قبل عدة أيام عندما أقتربت عمليات القصف من محيط مطار الرئيس رفيق الحريري دون أن تطاله مباشرة لكنها تركت أثارها على بعض المدارج والقاعات وذلك ردا على إستهداف المقاومة الإسلامية محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
وقد يتزامن التصعيد على الجبهة اللبنانية مع تصعيد كبير على الجبهة الإيرانية- الإسرائيلية من خلال الرد الإيراني المتوقع على الكيان الصهيوني ، أو قيام هذا الكيان بعملية عسكرية كبيرة وإستباقية ضد إيران متجاواز الخطوط الحمر التي وضعها الأميركيون على الضربة الأخيرة .
على ضوء كل ذلك سيكون التصعيد هو سيد الموقف مما سيؤدي الى إنعكاسات داخلية وسيواجه الحزب المزيد من التحديات على مختلف الصعد ، ورغم الثقة الكبيرة التي تحدث عنها الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير حول الوضع الميداني وقدرات المقاومة ، فإنه من المهم الحذر والإنتباه لكل المعطيات وخصوصا على صعيد الجبهة الداخلية وتطور ملف النازحين .
لكن هل يمكن أن تحصل مفاجأة ما بالعودة الى المفاوضات او حصول ضغوط أميركية أو دولية لوقف العدوان قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه ، هذا الإحتمال وارد لكنه ضعيف جدا ، والحزب لا بمانع بذلك وهو أبدى مرونة كبيرة خلال المفاوضات بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري وسيكون حاضرا لأي إحتمال والتركيز على ملفات ما بعد الحرب وخصوصا ملف الإعمار وعودة النازحين .
حسب المعلومات من أوساط الحرب ، فإنه جاهز لكل الإحتمالات ، سواء ذهبنا الى المزيد من التصعيد وحرب الإستنزاف أو عدنا الى المفاوضات او حصلت تسوية كبرى في المنطقة وهو لديه خيارات متعددة وقدرة كبيرة على التكيف في إدارة كل المراحل ولا تزال بنيته السياسية والتنظيمية والعسكرية والإجتماعية ناشطة رغم الضربات التي تعرض لها خلال الشهرين الماضيين.
كابشن :
سيكون التصعيد هو سيد الموقف مما سيؤدي الى إنعكاسات داخلية وسيواجه الحزب المزيد من التحديات على مختلف الصعد ، ورغم الثقة الكبيرة التي تحدث عنها الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير حول الوضع الميداني وقدرات المقاومة ، فإنه من المهم الحذر والإنتباه لكل المعطيات وخصوصا على صعيد الجبهة الداخلية وتطور ملف النازحين
يبدو ان حزب الله ومن خلال مواقف الامين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم يبني خياراته وتوقعاته على الإحتمال الأسوأ وهو إستمرار المواجهات وحرب الإستنزاف وترك الكلمة للميدان ، بحيث تفرض المواجهات القائمة على الحدود وفشل الجيش الإسرائيلي بتحقيق تقدم كبير وإستمرار المقاومة بإطلاق الصواريخ نحو الداخل الإسرائيلي