قتلى باستهداف سيارتين في الكحالة وصيدا وجرحى للجيش واليونيفل
حركة طبيعية في المطار بعد غارات الليل وبارو يجول لاحياء مسعى الحل
غداة تصعيد الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية في لبنان بشكل عنيف، مستبقاً دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض رسمياً في كانون الثاني المقبل، استمرت المساعي الدبلوماسية لمحاولة التوصل الى وقف للنار في غزة ولبنان، وسط تراجع فرص نجاحها وارتفاع وتيرة التوقعات بتصعيد الحد الاقصى.
وفي وقت يزور وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو اسرائيل والضفة الغربية والاردن لمحاولة احياء المسعى الاميركي الفرنسي لوقف النار، اطل قائد محور الممانعة علي خامنئي ليؤكد ان الحرب ستستمر.
الوعد الالهي: فقد اعلن المرشد الايراني خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ “الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار”. وقال إنّه “وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي”. وأشار إلى أنّ هذه الأيام “تتزامن مع أربعينية استشهاد مجاهد عصرنا الكبير الذي ما كان يعرف الكلل الشهيد السيد حسن نصر الله عليه رحمة الله.. نُحيي ذكراه وذكرى الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، والشهيد نيلفروشان، وباقي شهداء المقاومة”، مضيفًا “نحيي ذكراهم كما نحيي ذكرى شهادة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، ونسأل الله الدرجات العليا لكل هؤلاء الشهداء الأبرار”. وشدّد الخامنئي على أنّ “الشهيد السيد حسن نصر الله وغيره من شهداء هذه الأيام الأعزاء، رفعوا من عزة الإسلام حقًا، كما رفعوا من عزّة جبهة المقاومة وقوتها”. وتابع عن نصرالله “سيدنا العزيز استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمناه، لكنّه ترك هنا إرثًا كبيرًا وهو حزب الله”، مردفًا أنّ “حزب الله بفضل شجاعة السيد وحكمته وصبره وتوكله العالي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكانياته المادية والإعلامية وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك”.
غارات وقصف: على الارض اللبنانية،ونتيجة لوعود خامنئي، استمرت الغارات على المناطق اللبنانية وعلى الجنوب في شكل خاص غداة ليلة حامية في الضاحية الجنوبية، كما استهداف السيارات. فعلى طريق الجمهور- الكحالة سقط قتيل وجريح باستهداف سيارتهما، وفي صيدا عند جسر الاولي استهدفت سيارة هوندا ما تسبب بسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى،وافاد بيان للجيش ان ” العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور. من جهته، اعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان.
المطار: ليس بعيدا، كتب وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حميه على منصة “إكس”: “مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي”. وجاء كلام حميه بعدما تعرضت منطقة الاوزاعي بمحاذاة المطار ليل أمس لغارة عنيفة، كما سُجّلت بعض الأضرار في حرم المطار جراء قوّة القصف. وأفيد بأن لا أضرار في المطار نتيجة الغارات الإسرائيلية واقتصر الأمر على تناثر الأحجار على المدرج الغربي وطريق الخدمة إضافة إلى أضرار بسيطة في محيط المدرج 17، وبأن عملية تنظيف المكان بدأت فجراً كما أن الأمور عادت إلى طبيعتها والمطار يعمل بكل أقسامه وبشكل طبيعي.
مساع دبلوماسية: على الضفة الدبلوماسية، إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي سفير ايطاليا في لبنان فابريزيو مارشيللي الذي قال بعد اللقاء ” للأسف ان الوضع في لبنان قد تأزم كثيرا مع الحرب، ولاسيما مع مسألة النازحين ومراكز الإيواء واتفقنا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لانطلاق مسار جديد يمكن البلاد من الخروج من الازمة”. بعدها التقى الراعي سفير فرنسا هيرفيه ماغرو الذي اشار الى ان “الزيارة تخللها بحث في الوضع الراهن في لبنان والجهود التي تبذلها فرنسا لدعمه، اضافة الى نتائج مؤتمر باريس الذي اقيم لدعم اللبنانيين ودعم سيادة لبنان، وكان اتفاق على ضرورة متابعة العمل لمنح الشعب اللبناني الأمل بمستقبل افضل”. واضاف ماغرو “نحن نبذل جهدا لتحقيق وقف لإطلاق النار ونشجع ايضا كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل افضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقا من هذا، فإن فرنسا تعتبر بكل تأكيد ان لصاحب الغبطة البطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دورا اساسيا في هذا الإطار تحضيرا لمستقبل افضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على اهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد”.
تعاون الجميع: سياسيا، إستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وعرض معه التطورات الراهنة. وكان المفتي دريان وصل الى السراي حيث اقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، وكان في استقباله الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّه. وفي خلال اللقاء قال ميقاتي “ان مواقف صاحب السماحة الوطنية تعبّر خير تعبير عن الروح الوطنية اللبنانية التي تجسًدها دار الفتوى”. وشدد رئيس الحكومة على” أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي. و”بعد اللقاء اكد المفتي دريان “ان دار الفتوى وما تمثل، وطنيا وإسلاميا، تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم، وهذا يستدعي من الجميع التلاحم والتكاتف، وضرورة تحصين الوضع اللبناني الداخلي لمواجهتها”. وقال “وطننا له حق علينا في أن نقوم بما يمليه علينا الحسّ الديني والوطني في سبيل ان يتخطى هذا البلد أزماته، فالبلد يمر بمخاطر كبيرة وهذا ما يقتضي تعزيز وحدة الصف الإسلامي والوطني”. أضاف: “لمست من دولة الرئيس ميقاتي حرصه الشديد على معالجة كل القضايا بحكمة وروية وتعاون مع كل الأطياف السياسية في لبنان، فالرئيس ميقاتي هو رجل دولة ومؤسسات بامتياز وينبغي مساعدته والوقوف الى جانبه”. وقال: “آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، على الجميع ان يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعا على الاحتمالات كافة، ونحن يهمنا جدا ان يكون هذا البلد مستقرا وآمنا ومطمئنا، وأولى خطوات الاستقرار والأمان وقف إطلاق النار وانجاز انتخاب رئيس جامع”. وقال “لدينا ملء الثقة بان دولته سيحمل امال وتطلعات اللبنانين في القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز”.
عين التينة: ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة عضو اللقاء الديمقراطي النيابي النائب وائل أبو فاعور حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين وشؤوناً تشريعية.
درغام عند القائد: وفي اليرزة ، وبعدما الغي لقاء بين وفد من التيار الوطني الحر وقائد الجيش العماد جوزف عون، استقبل القائد عون في مكتبه عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام .كما استقبل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. كما استقبل مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي ومفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وجرى التداول في شؤون مختلفة.
المركزية