نتنياهو : المسألة في القدرة على تطبيق الإتفاق…اكثر من 50 استهدافًا لليونيفل
ميقاتي: انذارات الإخلاء جريمة حرب…غارة في عاريا وشهداء من القطاع الصحي
عام ثان من الشغور الرئاسي انقضى وبدأ الثالث. عامان لم ينتخب ممثلو الشعب خلالهما رئيسا لجمهورية لبنان على رغم المآسي والويلات والانهيارات والحرب والقتل والدمار. عامان لم يحركا ساكنا في نفوس المسؤولين مباشرة عن منع الانتخاب لا قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان ولا بعد ان دكت تل ابيب مدنا وقرى وسوتها بالارض واغتالت قيادات حزب الله واركان القيادة في اعمق الأنفاق. عامان بحت اصوات كل الدول والمجتمع الدولي مناشدة انتخاب رئيس والانصياع الى مصالح لبنان بعيدا من املاءات الخارج، ولكن…لا حياة لمن تنادي.
غريبة هي التبعية لمحور وتغليبها الى اقصى الدرجات على مصلحة الوطن . والاغرب غسل ادمغة فريق واسع من اللبنانيين واقناعهم بأحقية قضية لا تمت الى لبنان بصلة، والاستشهاد من أجلها، ولأجلها يُمنع على لبنان انتخاب رئيس انقاذي.
كل ذلك يجري فيما الدول الكبرى تحاور عن لبنان وتفاوض عنه من اجل وقف اطلاق نار وتنفيذ قرار اممي يشكل مخرجاً، كان للمفارقة حتى الامس القريب يُخوّن من يطالب وينصح بتطبيقه كي لا نصل الى ما وصلنا اليه، ولكن…
ترقب: وفي انتظار ما ستنتهي اليه لقاءات المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الابيض بريت ماكغورك في تل ابيب اليوم حيث اجتمعا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بدا ان الرهانات الاميركية على التوصل الى وقف لاطلاق النار على الجبهة الاسرائيلية اللبنانية، تراجعت اليوم، حيث قالت مصادر مطلعة لـ”سي أن أن”: المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر أن “مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة”.وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.ونقلت “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.
مصممون على المواجهة: ولاحقا افيد ان نتنياهو قال للمبعوثين الأميركيين: ان المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه،وأي وقف للنار مع حزب الله في لبنان يجب أن يضمن أمن إسرائيل، موضحا اننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.
تصعيد: على الارض، استمر التصعيد الاسرائيلي متنقلا بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات بالاخلاء سيما في قرى بعلبك، بينما استُهدفت مجددا سيارة في عاريا، واللافت ايضا توسع دائرة الاستهدافات لتصيب بقوة القطاع الصحي اليوم والعاملين فيه، موقعة الشهداء والجرحى.
جرائم حرب: في الاثناء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا”. وأشار ميقاتي في تصريح الى أنه “أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية”. وقال: “لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة”.
لقاءات واجتماعات: وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا اليوم. وفي السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة . كما إستقبل سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى الذي سلمه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور” المنتدى الحضري العالمي” في القاهرة في الرابع من الشهر الحالي. وإجتمع ميقاتي مع نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي واطلع منه على نتائج الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي شارك فيها في واشنطن. كما إجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وطلب ميقاتي من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمسوية في “اليونيفيل”.
ادانة استهداف “اليونيفيل”: ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة “اليونيفيل”، مشيدا بـ”الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب”.
50 استهدافا: وكان المتحدث باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، اعلن أن “القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافًا خلال شهر تشرين الأول الجاري”، ووفقًا لتصريحات تيننتي، فإن “الاستهدافات تشمل 7 هجمات متعمدة من قبل إسرائيل”.
عمليات الحزب: من جانبه، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه “استهدف اربع مرات تجمعات لقوّات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق ” صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي منطقة الخيام”. كما استهدف “الحزب” فجر اليوم تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصفوا مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف بصلية صاروخية. وقصف مستعمرة كرمئيل. وقال حزب الله: إستهدفنا تجمعاً لقوّات العدو في مستعمرة يفتاح بصلية صاروخية.
جعجع: في المواقف، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث إلى صحيفة “İl Sole 24 Ore” الإيطالية ردا على سؤال عن إمكان إيجاد حل للصراع، أن ” الحلول موجودة دومًا لكننا لسوء الحظ، نواجه نوعين من المشاكل. فمن ناحية هناك الحرب الحالية بين إسرائيل وحزب الله، وما نتج عنها من أضرار على الجبهة الداخلية. ومن ناحية أخرى، المشاكل التي نعيش في لبنان منذ ثلاثين بل اربعين سنة. أعتقد أن الأولوية اليوم هي إنهاء هذه الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار. ولكن المطالبة بهذا الامر لا تكفي ، رئيس وزرائنا يطلب ذلك منذ أشهر ولكن هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق هذا الهدف، على الحكومة اللبنانية أن تعلن بحزم أنها ستلتزم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الرقم 1559 (الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات)، والرقم 1680 و1701 (الذي ينص على انسحاب حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني). وأوضح أن “لبنان اليوم يفتقد الى دولة حقيقية. منذ عامين ونحن من دون رئيس وحكومة موقتة. نحن في حاجة إلى رئيس يلتزم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. وهذا هو السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف إطلاق النار. والباقي يأتي في وقت لاحق”. وبالنسبة إلى عدم انتخاب رئيس لغاية اليوم، أكد أن “محور المقاومة (من حزب الله إلى إيران) لا يريد حصول انتخابات حقيقية، انهم يريدون المشاركة في الجلسة الانتخابية فقط إذا حصلوا مسبقًا على اسم المرشح للرئاسة. ونظرًا لعدم سيطرتهم على الأغلبية في البرلمان، لا يمكنهم فرض مرشحهم وهو سليمان فرنجيه. لقد حاولوا فرضه ولكنهم لم ينجحوا لذلك فشّلوا الانتخابات”.
المركزية