علي يوسف
يبدو ان هوكشتاين واثق من تأثير “سحره “على المسؤولين في لبنان وان اختلفت التأثيرات بحسب المسؤول ..!
وهاهو اليوم يأتي الى لبنان بعد ان اطلق ادواته في مواقع المسؤولية في السلطة و في القوى السياسية والاعلام للترويج لفصل السلطة الشرعية عن المقاومة والتنصل رسميا من الحرب قرارا ومشاركة والدعوة لتنفيذ القرار ١٧٠١ والاستعداد لإرسال الجيش الى الجنوب لحمايةحدود الكيان الصهيوني من “محور المقاومة “وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وفق ما نص عليه اتفاق الطائف وبما “ينسجم “والقرار ١٥٥٩ الذي نص على تنفيذه ايضا القرار ١٧٠١ …
باختصار يأتي هوكشتاين الى لبنان بمهمة
“ترسيم “القرار ١٧٠١ على غرار الترسيم البحري حيث يكسب الكيان الصهيوني كل اهدافه تحت مسمى “آلية التطبيق ” ويكسب لبنان انتصارا وهميا تحت مسمى فرض وقف اطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١ ….؟؟!!!!
هو السحر نفسه الذي فاز به هوكشتاين في الترسيم البحري حيث فاز الكيان الصهيوني ببدء استخراج الغاز من كاريش كما فاز بالحصول على نسبة من حقل قانا في حين فاز لبنان بانتصار عودة توتال للتنقيب وهي الشركة التي تلاعبت بكل الدولة اللبنانية قبل اعادة انسحابها الثاني بعد انسحابها الاول .. وبحيث لم يكن في لبنان مؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فلدغت السلطة وحتى المقاومة مرتين وسط فرحة الكيان بالغباء اللبناني وكذلك فرحة انظمة الانصياع العربي وفرحة قوى سياسية لبنانية وشخصيات من مدارس الانصياع والذل للغرب وخصوصا اميركا و الذين بات من المفروض تسميتهم بالعملاء بكل وضوح خصوصا وان الحرب الحالية ستكون حاسمة ولن ينفع معها استمرار كل اكاذيب “الوحدة الوطنية “التي تغلف العجز السياسي واعتماد سياسة رجل بالفلاحة ورجل بالبور كتذاكي “لحفظ خط الرجعة” .. حيث لا رجعة ؟؟!!!
ولعله مفيدا ان ننتبه على الاقل الى ان زيارة هوكشتاين تأتي بعد حملة اعلامية وسياسية كبيرة تحاول تصوير ان المقاومة هزمت او على طريق الهزيمة بعد اغتيال سيدها العظيم وبعد اغتيال عدد من القيادات وان السلطة في لبنان لا توافق على “توريط” لبنان في الحرب وانها حريصة على حل دبلوماسي ينهي “الصراع الحدودي مع اسرائيل ” ويبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وحصر السلاح بالقوى الامنية الشرعية التي ستحمي حدود الكيان تحت مسمى حماية لبنان وبالسلاح والمساعدات الاميركية التي تمنع عليها اذا فكرت بإطلاق رصاصة على الجيش الصهيوني او الدفاع عن لبنان وبما يحفظ حريةتحرك الجيش الصهيوني على الحدود وحتى في الاراضي اللبنانية تحت شعار ” مشاركة الجيش الصهيوني في تنفيذ التزام لبنان بالقرا ١٧٠١ بعد ان عجزت قوات الطوارىء والسلطة اللبنانية في تنفيذه وفقا للرؤية الصهيونية “..؟؟!
وقد ساهم في صورة اساسية في هذه الحملة القوى السياسية والشخصيات المعروفة بولائها للسفيرة الاميركية وفي مقدمهم الرئيس ميقاتي الذي ظهر خلال هذا الاسبوع مرتين على شاشة العربية المعروفة الاتجاه ومرة على شاشة الحدث المعروفة ايضا مروجا لهذا المشروع مع تقديم اوراق اعتماد للسيد الاميركي والصهيوني ضمنا عبر مهاجمة ايران الى حد مهاجمة “التعاطف الايراني ” مع المقاومة والشعب اللبناني …؟؟؟؟!!!!!!!!!
كما يجب الانتباه الى ان زيارة هوكشتاين تم التمهيد لها ايضا بقصف كثيف وتنفيذ مجازر في البشر والحجر ومحاولات اذلال النازحين من بيئة المقاومة في مناطق عدة لتكبير كلفة استمرار الحرب والدعوة بناء على ذلك لضرورة وقفها وفق المشروع الاميركي الصهيوني ..؟؟؟!!!
ولم يفت الادارة الاميركية لهذه الحرب ان تطلب ان يترافق ضغط هوكشتاين والحملة السابقة لزيارته والمرافقة لها زيارات ضاغطة بنفس الاتجاه لأمين عام ما يسمى جامعة الدول العربية (المتصهينة )ووزراء خارجية ثلاث دول تسمى عربية هي عينها التي لعبت دور الوساطة في حرب غزة لتمرير تدمير غزة وشعبها وانهاء القضية الفلسطينية تلبية لرغبة المعلم الاميركي والصهيوني وصولا اخيرا الى توقع تهديدي فرنسي بإمكان حصول حرب اهلية في لبنان .؟؟؟!!!
انها حملة ضغط كبيرة استوجب الاسراع في تنفيذها بدء المقاومة مرحلة ايلام جيش العدو وتنفيذ غارة المسيرة على منزل نتنياهو والخوف من تطور الميدان لمصلحة المقاومة …!!
ولا بد من الاشارة هنا الى ان كل هذه الضغوطات تحاول و للأسف الاستفادة من ثغرة وجود نقص في التعبير السياسي لواقع الميدان الذي تسجل فيه المقاومة ملاحم بطولة والذي يجب تداركه وسد فراغه فوراً …..