بانوراما المساء: مجزرة في أيطو- زغرتا…غارة تودي بحياة 19 شخصًا


إسرائيل لواشنطن: سنرّد بقوة على ضربات حزب الله
ميقاتي في ضيافة ملك الأردن وباسيل عند بري: لأكبر إجماع حول الرئيس

على فالقٍ تفجيري كبير يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه وحتى شماله حيث توسعت دائرة التوحش الإسرائيلي، مستفيداً من حال التضعضع اللبناني الداخلي والانقسام السياسي الحائل دون انتخاب رئيس جمهورية يمسك زمام الامور في البلد معطوفا على اللاتوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية ووسط ترقب لطبيعة الرد الاسرائيلي على الصواريخ الايرانية.

أحدث فصول الإجرام سطّره الدم المسفوك في بلدة ايطو – زغرتا في الشمال التي استهدفت اليوم بغارة على منزل مستاجر من نازحين، افيد حتى لحظة كتابة هذه السطور عن استشهاد 19 شخصا وجرح اربعة . ولا يبدو ان التوحش سيتوقف لا بل هو مرشح للمزيد في ضوء استهدافات حزب الله للجيش الاسرائيلي امس حيث افيد ان تل ابيب ابلغت واشنطن بانها ستنفذ “ردا قويا” على ضربات حزب الله ضد قاعدة بنيامينا”، في حين ، اعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ان ” ليس لدينا أي طموح متعلق بالأراضي اللبنانية.”

زغرتا: للمرة الأولى منذ بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان، شن الطيران الحربي غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا. في المعلومات الاولية ان المبنى المستهدف يعود لموريس علوان ومستأجر من شخص يدعى احمد فقيه من عيترون، افيد انه من حزب الله،ويضم المبنى 4 شقق يقطنها أكثر من 20 شخصاً.

مساعدات: ايضا، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة في بلدة العين في البقاع الشمالي اليوم، استهدفت محلات لبيع ألواح الطاقة الشمسية، تزامنا مع مرور قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك. وافيد بأن إحدى شاحنات المساعدات التي كانت متجهة نحو رأس بعلبك أصيبت بأضرار نتيجة عصف الغارة في بلدة العين، ما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة بجروح. وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير الخضر الذي كان يتقدم موكبه القافلة إلى أن “الغارة الإسرائيلية حصلت اثناء مرور قافلة المساعدات على مسافة قريبة جداً منا في بلدة العين، و‏نقوم بهذه الأثناء بالتأكد من أن جميع الأشخاص والآليات بخير”. لاحقا، كتب خضر: الشاحنات الثلاثة وصلت الى رأس بعلبك، تضررت جميعها اضرارا خفيفة، الا ان المساعدات لم تصب بأي ضرر.

الحزب: ووقت افيد ان دبابتين إسرائيليتين اجتازتا الخط الفاصل مع سوريا وتمركزتا قرب قرية كودنة في ريف القنيطرة، نفذ الجيش الاسرائيلي اليوم سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب موقعا شهداء واصابات، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات ان “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء “لبيك يا نصر الله”، أطلقت المقاومة الإسلامية مساء أمس صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوبي حيفا، إن المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير”. واعلن ان ” مجاهدينا افشلوا محاولة ‏قوة من جنود العدوالتقدم باتجاه بلدة عيتا الشعب”. واعلن “اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو جنوبي مارون الراس بِقذائف المدفعية”. و اطلق “صلية صاروخية نوعية على قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية شمال غرب حيفا”.كما أطلق الحزب “صلية صاروخية نوعية على ثكنة بيت ليد شرق نتانيا”. واستهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية. واعلن “اننا استهدفنا قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل إلى بلدة مركبا جنوبي لبنان بالمدفعية”. وافاد ان الاشتباكات تستمرعنيفة في بلدة عيتا الشعب بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية.

البنتاغون: الى ذلك، أعلن البنتاغون ان “وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد مجددا خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على أهمية اتخاذ تدابير ضرورية لحماية قوات اليونيفيل والجيش اللبناني”. وشدّد أوستن مع غالانت على الحاجة إلى التحوّل من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار ديبلوماسي في أسرع وقت ممكن. وأبلغ أوستن نظيره الإسرائيلي ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة.

بوريل: بدوره، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه “من إطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان”. وجدد “الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط”، مؤكدا: “نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل”. أضاف: “تم تقديم مقترح إدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية”. واعتبر بوريل أنّ “الدول الأعضاء في التكتل تأخرت كثيراً في التنديد بهجمات إسرائيل على جنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)”. ووصف بوريل الهجمات بأنّها “أمر غير مقبول على الإطلاق”. وأضاف خلال اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: “يتعيَّن علينا أن نكون ضد الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل. جنودنا موجودون هناك، والكثير من الجنود موجودون هناك”.

الاتحاد الاوروبي: من جهة أخرى، وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان بيان بوريل في شأن الهجمات الأخيرة ضد اليونيفيل جاء فيه: “يعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما يدين جميع الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة. ويعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور. إنَّ جميع الأطراف ملزمة باتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن العاملين في الأمم المتحدة ومراكزها واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة في جميع الأوقات. ونحن ننتظر على وجه السرعة تفسيرات وتحقيقات شاملة من السلطات الإسرائيلية بشأن الهجمات ضد قوات اليونيفيل التي تؤدي دوراً أساسياً في استقرار جنوب لبنان. كما نحثُّ جميع الأطراف على الوفاء الكامل بالتزاماتها بضمان سلامة العاملين في اليونيفيل وأمنهم في جميع الأوقات، والسماح لليونيفيل بمواصلة الاضطلاع بدورها. تعمل قوات اليونيفيل وعاملوها الآخرون في ظروف صعبة في الدفاع عن السلام والأمن الدوليين، علماً بأن ستة عشر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تشارك فيها حالياً. ويشيد الاتحاد الأوروبي باحترافيتهم ويجدد دعمه الثابت لدور اليونيفيل”.

بري: في السياسة، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جرى خلاله عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي. وشكر رئيس المجلس لقطر أميراً وحكومة وشعباً الدعم والمؤازرة لاسيما المساعدات الانسانية للنازحين .وكانت الاراء متطابقة. واستقبل بري رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: “أكدنا مع الرئيس بري العمل على اختيار إسم توافقي لرئاسة الجمهورية”. مشيراً الى ان “الإجتماع لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها واولها وقف اطلاق النار وتنفيذ الـ١٧٠١”. أضاف: “الموضوع الثاني هو التضامن الداخلي ليس فقط الإنساني بل أيضاً في مواجهة العدو الإسرائيلي”، معتبراً أننا “قادرون على التعبير عن هذه العناوين الثلاثة في مشهد لبناني وطني وليس فئوياً ونترجمه في انتخابات الرئاسة وبمرحلة عملية وهذا ما أكدناه مع الرئيس بري”. وأكد ان “العمل جارٍ للعمل على إسم توافقي يجمع ولا يشكل تحدياً لأحد والموضوع ليس انتخاب رئيس بالـ٨٦ صوتاً بل لتأمين النصاب وأكبر قدر إجماع حول الرئيس”. واجرى بري إتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) اللواء آرالدو لاثارو شكره فيه على موقفه العاقل والشجاع بثباتهم في مواقعهم وفقاً للمهام الموكلة اليهم، مؤكداً له ان هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701.

ميقاتي: وفي عمان، استقبل رئيس الوزراء الاردني جعفر حسَّان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل الظهر في مقر رئاسة الوزراء. حضر اللِّقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيَّة وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصَّفدي والقائم باعمال سفارة لبنان في عمَّان يوسف رجي. تم خلال اللقاء البحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتطوُّرات الأوضاع والتَّصعيد الخطير في المنطقة. وأكَّد رئيس الوزراء الاردني خلال اللِّقاء”أنَّ الأردن، وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثَّاني،يقف إلى جانب لبنان الشَّقيق ويدعم أمنه وسيادته واستقراره، ويرفض بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، ويؤكِّد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الرقم 1701″. بدوره، قدر الرئيس ميقاتي مواقف الأردن” ملكا وحكومة وشعباً تجاه لبنان”، في ظلِّ ما يشهده من عدوان اسرائيلي. وكانت اقيمت للرئيس ميقاتي فور وصوله الى مقر رئاسة الحكومة مراسم الاستقبال الرسمية.

وظهرا، استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني الرئيس ميقاتي في قصر الحسينية وجرى عرض للاوضاع الراهنة في لبنان والعدوان الاسرائيلي على الجنوب. وشارك في اللقاء ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، الوزير الصفدي، ومدير مكتب الملك عبدالله المهندس علاء البطاينة.في خلال الاجتماع اكد الملك عبدالله”وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره”. وشدد “على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة”. وقال” ان الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان”. وحذر “من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع”. بدوره، أعرب الرئيس ميقاتي عن تقديره لجلالة الملك لوقوف الأردن إلى جانب لبنان في كل المراحل، ولا سيما الجهود التي يبذلها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه”.وثمن “الدعم الذي تقدمه المملكة عبر الجسر الجوي بين عمان وبيروت لإغاثة النازحين جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان”.

المركزية