كتب جريدة الأخبار صباح يو الثلاثاء في الثالث من تشرين الأول عام 2006: حقّق الجيش يوم أمس أمنية اللبنانيين والجنوبيين برفع العلم اللبناني للمرة الأولى على الحدود هناك، في حضور رأس الهرم العسكري فيه، قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي خدم عسكرياً في تلك الأرض يوم كان ملازماً عام 1970. وإلى جانب رفع العلم اللبناني، كانت الأوامر إلى الجيش الذي سيرابض في أقرب نقطة على الحدود في مواجهة العدو الإسرائيلي، واضحة من حيث الهدف والمضمون. إذ خاطب قائد الجيش العسكريين بعد رفعه العلم، قائلاً: «أدعوكم إلى التصدي للاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، بالمتوافر حالياً من إمكانات على قلتها، ريثما يتحقق ما وعدت به الحكومة من تعزيزات بأسلحة وأعتدة تتناسب وإرادة القتال لديكم». قائد الجيش العماد سليمان وصل إلى منطقة صور قبل ظهر أمس، على متن طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني حطت بالقرب من ميناء الناقورة، ثم انطلق من هناك مع الوفد المرافق من كبار الضباط، إلى بلدة اللبونة الحدودية بموكب عسكري. ولدى وصوله إليها، وبعد التحية العسكرية واستعراض عديد الجنود، رفع العلم اللبناني في حضور كبار الضباط ووحدات اللواء السادس. وألقى كلمة خاطب فيها أفراد الجيش قائلاً: «اعلموا أن الحفاظ على شرف المهمة المنوطة بكم ونجاحها هما رهن حسن أدائكم وتنفيذكم الحازم والكامل لها؛ لذا أدعوكم إلى التصدي للاعتداءات والخروقات الإسرائيلية… اسهروا على إعلاء كلمة القانون وردع كل من تسول له نفسه العبث بمسيرة الأمن والاستقرار، وبذل كل المستطاع في سبيل خدمة مواطنيكم. واعملوا بكل وعي وتجرد واستعداد دائم للبذل والتضحية لتكسبوا ثقة الشعب ورهانه عليكم من جديد؛ ومن أولى وأجدر منكم في تلبية نداء الوطن والالتزام بالواجب والوفاء بالقسم». بعدها، أزاح الستار عن لوحة رخامية كتب عليها: «الجيش اللبناني، اللواء السادس، مركز اللبونة؛ هنا يد التاريخ ترفع علم لبنان افتخاراً بالنصر وإشعاراً بانسحاب العدو المحتل وإقراراً باحتضان الجيش لكل أهله وأرضه، واعتزازاً بالمكان الذي باشر فيه العماد ميشال سليمان أولى خطواته في مسيرة تضحياته عام 1970 عندما كان ملازماً في الفوج السادس. هنا الارض تشهد للعماد بانطلاقة مهامه وريادته وتتحدث عن الانتصارات التي تحققت في ظل قيادته ــ 2006». ودخلت وحدة من اللواء السادس في الجيش اللبناني، قوامها ثماني آليات، إلى بلدة مروحين الحدودية قرابة التاسعة من صباح أمس وتمركزت فيها. ومن المقرر أن ينتشر اللواء الحادي عشر قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في بلدة العديسة. وأورد الزميل عساف أبو رحال أن اللواء العاشر في الجيش اللبناني واصل انتشاره في منطقة القطاع الشرقي من جنوب لبنان، ولامس الخط الأزرق قبالة مستعمرة المطلة، للمرة الأولى منذ نحو 30عاماً، وتوزعت عملية الانتشار على محورين رئيسيين، انطلاقاً من مقر القيادة في ثكنة مرجعيون: المحور الغربي سلكته مجموعة من ناقلات الجند والشاحنات باتجاه بلدتي كفركلا والعديسة، مروراً ببوابة فاطمة، ليصبح التواصل قائماً مع اللواء الحادي عشر المنتشر في منطقة بنت جبيل؛ وصولاً حتى بلدة الطيبة. أما المحور الثاني فباتّجاه تل الحمامص الذي وصلته قوة مؤللة سلكت طريق مرجعيون مثلث الخيام، الدردارة، حتى الحدود الدولية، لتتوقف بعض الوقت بانتظار اتصالات جرت مع القيادتين الهندية والإسبانية، أجراها ضباط لبنانيون كبار لمواكبة القوة في تمركزها على تل الحمامص، حيث أحاطتها بعض العوائق الميدانية نتيجة السواتر الترابية التي خلفها الاحتلال، قاطعة العديد من الطرقات. وفي موقع التمركز اكتُشف صاروخ ثقيل غير منفجر ألقته الطائرات المعادية خلال الحرب، أوضح مصدر عسكري أنه مخصص لتدمير التحصينات. وعملت وحدة الهندسة في الجيش اللبناني على عزل المكان تمهيداً لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأوضح المصدر أن الانتشار سيشمل منطقة الوزاني في الأيام القليلة المقبلة. وفي بلدة كفركلا الحدودية اتخذ الجيش نقاطاً له قرب مدرسة البلدة ومبنى البلدية وبوابة فاطمة. أما اللواء الحادي عشر، فانتشرت فرقة منه في بلدة العديسة، وتمركز في مدرسة البلدة وفي نقاط أخرى، وكذلك في بلدة حولا، إذ تمركزت فرقة في مقر قوات الطوارئ الدولية السابق. وبذلك يكون الجيش قد أنهى تمركزه في قرى قضاء مرجعيون كافة. واستقبل أهالي بلدتي كفركلا والعديسة دخول الجيش بنثر الأرز والورود وبالزغاريد والأعلام اللبنانية واللافتات المرحبة.