اسرائيل تعزل لبنان عن الخارج وحمية: سنواجه حصارًا
مصير صفي الدين مجهول وميقاتي يجري اتصالات دولية لردع العدوان
من طهران، حيث مسجد الامام الخميني وخلال مراسم تأبين امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، اطل المرشد الإيراني علي خامنئي “بالعربي”، متأبطاً بندقية في خطبة جمعة “ربط الحزام للدفاع عن الامة الاسلامية”، وقت يلف لبنان حزام ناري اسرائيلي يقتل بغاراته ما تبقى من شعب في ضاحية بيروت والجنوب والبقاع بعدما نزحت الغالبية العظمى. مشهد المرشد بالبندقية ،اريد منه لا شك، توجيه رسالة تعكس استمرار قوة المحور على رغم انكساراته،واغتيال كبار قادته، لكنّ مشهد الغارات على الضاحية الجنوبية خلال وجود وزير خارجية ايران عباس عرقجي في بيروت بالقرب منها كان وقعه أقوى وأشدّ.
ومقابل البندقية المحمولة من دون طائل وقد خذلت جمهور المقاومة في لبنان، ووعود “غير صادقة” وكلام ضار عن أن “من واجب حزب الله أن يدافع عن غزّة وأخر ممجوج عن الرد في الوقت والمكان المناسبين، غارات وصواريخ من عيارات هي الاثقل على الاطلاق تكاد تمحو الضاحية وتدك ابنيتها وقد عاينها عرقجي بزيارته “الدبلوماسية”، معلناً “استمرار المشاورات مع الدول من أجل إرساء وقف إطلاق النار ودعم المساعي الرامية الى ذلك شرط مراعاة حقوق الشعب اللبناني”، او ما تبقى منه بفعل سياسة طهران التي رمت بالحزب ومعه لبنان في اتون نار جهنم ،وهو فوق ذلك مهدد بالحصار البري والجوي على ما بشّر اليوم وزير الاشغال علي حمية .
ووقت لم يتضح بعد مصير القيادي هاشم صفي الدين الذي ادعت اسرائيل انها استهدفته بأعنف الغارات في الضاحية الجنوبية ليلاً، علما انه المرشح الاكثر تداولا لخلافة حسن نصرالله، واستأنفت غاراتها بعد الظهر ، حطّ في بيروت وزير الدبلوماسية الايرانية في بيروت وجال على كبار المسؤولين. وفور هبوط طائرته اعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في منشور على منصة “إكس”: “هبطنا الآن في مطار بيروت الدولي، وفدنا الذي يرأسه وزير الشؤون الخارجية عراقجي ويضم اثنين من نواب البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر، سيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى”.وأشار، إلى أن “طهران ستقدَّم 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية إلى لبنان، كجزء من المساعدات الإنسانية الإيرانية، مؤكدًا أن موقف بلاده في التضامن مع الشعب اللبناني الباسل ثابت، وعلى المنطقة بأكملها أن تدرك خطورة ما يواجهه لبنان وتداعياته على مستقبل الشعوب”.
في السراي، استقبله قبل الظهر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وعرض معه الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وفي خلال الاجتماع عبّر الوزير الايراني عن حرص بلاده على لبنان ودعمه في وجه العدوان الاسرائيلي. وقال” ان ايران ستقوم بحملة ديبلوماسية لدعم لبنان وطلب عقد اجتماع لـ”منظمة المؤتمر الاسلامي”.
عند بري: وزار وزير خارجية ايران عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء، قال عراقجي: وجودي في بيروت في ظل الظروف الصعبة خير دليل على أنّ ايران تقف وكما كانت دائماً الى جانب حزب الله وهي تدعم الشيعة في لبنان والشعب اللبناني بكامله. وأكد أننا نقف الى جانب لبنان والمقاومة وواثقون من أنّ جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل كما فشلت في الماضي والشعب اللبناني سيخرج منتصراً. وشدد على أننا ندعم مساعي وقف إطلاق النار شرط تحقيق مصالح الشعب. واوضح ان لا خطط لدينا لمزيد من الهجمات على إسرائيل إلا إذا تهورت. وافيد ان عراقجي سيلتقي عددا من النواب في السفارة الايرانية.
استهداف معبر المصنع: في مقلب الميدانيات، وعلى رغم نفي وزارة الاشغال والنقل وقيادة الجيش مزاعم اسرائيل باستخدام “حزب الله” المعابر الرسمية للبنان لنقل أسلحة، استهدف الطيران الإسرائيلي محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا بصاروخين على الأقل ما ادى الى قطع الطريق الدولية بين البلدين. وأكدّ وزير الأشغال علي حمية أن “القصف الإسرائيلي تسبب في إغلاق طريق استخدمه مئات الآلاف للفرار نحو سوريا في الأيام الماضية، واذ اوضح اننا مقبلون على حصار بري وجوي، ناشد المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لحماية المعابر.
وتوازياً، وبعدما نفذت اسرائيل سلسلة غارات عنيفة ليل أمس استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 3 مسؤولين إسرائيليين قولهم أن الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين الذي كان في أكثر الملاجئ عمقا، طالب الجيش الإسرائيلي صباحا سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء، في حين تعرضت بلدة رميش الحدودية للمرة الاولى لاعتداء اسرائيلي بطائرة مسيرة. كما طالت الغارات بلدات يارون، تول، عيتا الشعب، كفرصير، كوثرية السياد، الغسانية وغيرها. وأفيد عن سقوط 4 شهداء من الهيئة الصحية الاسلامية بعد استهدافهم بغارة من مسيرة قرب مستشفى مرجعيون الحكومي الذي اقفل ابوابه اليوم.
وفي بيروت، تجدد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ، ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد الظهر غارتين متتاليتين مستهدفاً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي – الحدت حي الجامعة. واستهدفت غارة اسرائيلية صباحا احد شوارع المريجة ما أدى الى مقتل احد المسعفين ووقوع إصابات لأشخاص اثناء تفقدهم المحلة.
البقاع: وفي بعلبك، شن الطيران الحربي 3 غارات على بلدة طاريا، استهدفت إحداها منزلا بمحاذاة الطريق الرئيسية داخل البلدة، وأدت أخرى الى قطع الطريق العام الذي يصل البلدة بأحيائها الشمالية.واستهدفت الغارات الاسرائيلية مع ساعات الفجر الأولى منطقة غرب بعلبك، ما بين بلدتي بوداي وشمسطار، مرورا ببلدة طاريا. وشن الطيران الإسرائيلي غارتين على محيط بلدة جنتا وسلسلة غارات على بلدتي علي النهري وصبوبا . فيما إستهدفت مسيرة إسرائيلية شاحنة في البيادر في قضاء زحلة.
الحزب: من جهته، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا الكريوت شمال حيفا برشقة صاروخية. كما أعلن “الحزب” عن قصف قاعدة إيلانيا برشقة صاروخية، واستهدف أيضاً مرابض مدفعية العدو في جنوب كريات شمونة بصلية صاروخية، وكذلك استهدف ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه مما أدىّ إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح. بالاضافة الى ذلك، قصف “الحزب” مستعمرة كرمئيل بصليّة صاروخية.
لقاءات واتصالات: في المقلب السياسي، ومواكبة للتطورات، أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال سلسلة اتصالات ديبلوماسية من أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والاغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى.وأكد رئيس الحكومة” ادانته ما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانيّة المتبعة”.كما تلقى رئيس الحكومة اتصالا من وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي الذي جدد “تأكيد دعم مصر الكامل والمستمر للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية والتي نتج عنها مئات الضحايا من المدنيين”. وشدد “على أن مصر تواصل اتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وخفض التصعيد، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة”. وشدد على “أن مصر تدعم مؤسسات الدولة اللبنانية التي تضطلع بمسؤوليات دقيقة في ظل ظروف عصيبة وفي مقدمتها رئاسة مجلس النواب ورئيس الحكومة والجيش اللبناني فضلاً عن المؤسسات الأمنية اللبنانية”، مؤكداً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي “اعطى توجيهاته لتقديم كل الدعم الممكن لإغاثة الشعب اللبناني ومساعدة أجهزة ومؤسسات الدولة اللبنانية على القيام بدورها على أكمل وجه”.
والاردن ايضا: :كما تلقى رئيس الحكومة اتصالا من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي مجددا “تأكيد وقوف المملكة المطلق مع لبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه ورفض العدوان الإسرائيلي عليه”.ونقل إلى الرئيس ميقاتي توجيهات الملك عبدالله الثاني” بتقديم كل المساعدات الممكنة للبنان الشقيق في مواجهة تبعات الحرب عليه، ودعم جهوده المستهدفة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار”.وشدد الصفدي”على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701، ودعم الموقف اللبناني الذي عبر عنه الرئيس ميقاتي والذي أكد فيه استعداد لبنان تطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب ودعوة مجلس النواب للانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وزير الخارجية: كما اطلع رئيس الحكومة من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الموجود في واشنطن على نتائج الاتصالات الديبلوماسية التي يجريها لوقف العدوان الاسرائيلي.علما ان بو حبيب التقى في مقر السفارة اللبنانية في واشنطن بمساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف التي شددت على “أهمية الاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية في الظروف التي يمر بها لبنان”.
“الكتائب””في السراي: الى ذلك، إستقبل ميقاتي وفدا من “حزب الكتائب اللبنانية” صباح اليوم في السراي. ضم الوفد النائبين نديم الجميل والياس حنكش والوزيرين السابقين إيلي ماروني والان حكيم .بعد الاجتماع قال حنكش: “نقلنا ككتلة “حزب الكتائب” تحيات رئيس الحزب الى دولة الرئيس ميقاتي، واطلعناه على ما قاله بالأمس النائب سامي الجميّل من انه علينا الاهتمام اولاً ببعضنا البعض وبالمأساة التي يمر بها البلد، وبأنه على الدولة مسؤولية الاهتمام بالنازحين وبالإيواء وبالأزمة . من الممنوع اليوم أن يشعر احد من اللبنانيين بأنه مكسور، فهناك مرجعية واحدة وهي الدولة اللبنانية، وعلينا ان نفكر جميعاً كيف يمكن ان نعود إلى الدولة اللبنانية، فلا يمكن ان نسير بعد اليوم على طريقة الترقيع، بل علينا ان نبني دولة حقيقية على أسس جديدة، وكل هذا الأمر أساسه يكون بوقف إطلاق النار الفوري، لان اللبناني لم يعد في إستطاعته تحمل المزيد، كما ان البلد لم يعد يحتمل كذلك، وفي كل ليلة نرى الإجرام الذي يجري من دون سقف وحدود”.
وابو فاعور ايضا: كما زار السراي النائب وائل ابو فاعور الذي يجول على القوى السياسية لا سيما المعارضة منها للبحث في الملف الرئاسي.وزار اليوم كتلة “تجدد” أن “قاعدة القناعة تتوسّع من أجل المساعي المبذولة لوقف اطلاق النار وكسر الجمود الرئاسي”.وقال: أملنا في تحويل الأفكار إلى مبادرة وطنية شاملة ونستدرج مبادرة خارجية لوقف الحرب في لبنان والمطلوب طرح صيغة وطنية للخروج من الأزمة.
القوات ترد: على هذا الخط ايضا، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان اشار الى ان “اعتقدنا أنّ هول المأساة التي يمرّ بها الشعب اللبناني المقهور والتائه والحزين بسبب الحرب والموت والدمار والتهجير التي طالت شريحة واسعة من اللبنانيين التي تنام في العراء وقوفًا ومن دون أدنى الشروط الصحية المطلوبة بانتظار لقمة طعام لها ولأولادها، فيما شريحة أخرى كان لها “حظ” إيجاد مركز إيواء، وما أدراكم ما هي هذه المراكز، وبالتالي اعتقدنا لوهلة أنّ هذه المأساة التي يعيشها اللبنانيون في الوقت الحاضر ستدفع بعض الشخصيات السياسية، ولاسيّما جماعة الممانعة، الى مراجعة عميقة لكل مواقفها التي أوصلت لبنان واللبنانيين الى ما نحن فيه، ولكن تبيّن، وبكل أسف، وبخاصّةٍ من مسرحيات الأيام الماضية بعض العقول ما زالت على ما كانت عليه، إذ في خضم ما يحصل كلّه، وفي خضم الموت والآلام والأوجاع التي تعانيها أكثرية الشعب اللبناني، لم تتورّع هذه العقول عن الاستمرار بألاعيبها السابقة وكأن شيئًا لم يحصل في البلد.
عندما تمّت مراجعة “القوات اللبنانية” وبعض قوى المعارضة بخصوص احتمال انتخاب رئيس للجمهورية، تلقفّت الأمر فورًا اعتقادًا منها أنّ من كان يعطِّل عاد إلى رشده وتراجع عن تعطيله أمام هول ما يحدث في البلد، فأرسلت الأجوبة الإيجابية بانتظار المسار الأخير المتمثِّل بتحديد جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، ولكن ما إن أبدت “القوات” والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئًا فشيئًا، بدءًا بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مرورًا بشرط تأمين توافق 86 نائبًا، وهذا أمر مستحيل، وصولا الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقيًّا، وهذا فضلا عن تأكيد عدّة مصادر من “حزب الله” أنّ الوقت الحالي ليس وقت الاستحقاقات الدستورية ولا الملفات السياسية، إنما الوقت هو للميدان.ولم يكتف أصحاب الأوجه الصفراء بكل ما تقدّم، إنما اتبعوه مع وسائل الإعلام التي تدور في فلكهم بحملة مركزة تضع المسؤولية على “القوات اللبنانية” وفريق المعارضة بتعطيل فرصة مفترضة من قبلهم لانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر ان ” الوقت لإخراج لبنان واللبنانيين من هذه المأساة، والخطوة المطلوبة على هذه الطريق تكمن في الدعوة الفورية إلى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.”
المركزية