علي يوسف
الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في عين التينة وضم الرئيسين بري وميقاتي و ووليد بك جنبلاط والذي اثار على ما يبدو حفيظة المسيحيين او لنقل معظمهم كونه استثناهم هو في الحقيقة خارج المرحلة شكلا ومضمونا …
في الشكل هو ليس اجتماعا وطنيا وان تضمن استدعاءا وطنيا لانتخاب رئيس جمهورية …
اما في المضمون فهو خارج المرحلة نهائيا وهو كالإجتماعات التي تحدث في لبنان في المراحل الفاصلة حيث تأتي دائما لتعبر عن وجود دولتين او اكثر في ما يُفترض انه دولة واحدة ..!!
يظهر دائما في اجتماعات من هذا النوع وكأن السلطة او جزء منها على الاقل التي هي الحكومة هي مع من يسمونهم اصدقاء لبنان والذين يرغبون بإلحاق الهزيمة بنا وبإذلالنا يلعبون دور وسطاء مفاوضات بين فئة من الشعب اللبناني وبين العدو ..!
وتأخذ السلطة الوسيطة على عاتقها الدعوة لتفادي الكوارث عبر تقديم تنازلات وعدم الخروج عن ما يسمونه المجتمع الدولي وهو في الحقيقة المجتمع الغربي الذي تقوده اميركا ويدير بقوة العدوان الصهيوني الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية كعنوان لتصفية اي فكرة للتحرر الوطني وللسيادة والكرامة الوطنيتين ولتكريس التبعية والخضوع والتسليم بسيطرتهم على ثرواتنا الوطنية وتعميم الاذلال والزبائنية …
وآخر ابداعات “الوساطة ” استدعاء و سقوط مسألة اولوية انتخاب رئيس جمهورية ومن دون اي شروط وحتى من دون تشاور وكأولوية اهم من كل ما يحدث من دمار ومجازر ..
و ما يبعث على الغضب ان هذه الاولوية تأتي من وجهات تحمل تلميحا ببدء مسار الهزيمة ؟؟؟!!! وهي :
١- انها تأتي فورا بعد اغتيال الشهيد العظيم سيد المقاومة وبتنازل غير مسبوق عن المرشح سليمان فرنجية الذي كانت المقاومة تدعم ترشيحه ولمبررات واضحة ومعلنة كان اعلنها الرئيس بري ..واتى هذا التراجع من دون تبرير واضح !!!…
٢-ان الكلام عن الانتخاب وبعد الاغتيال وبدء الحرب يوحي او يلمح الى ان التنازل عن مرشح المقاومة و انتخاب رئيس توافقي يأتي انقاذا للوضع ولوضع حد للحرب وتطبيق القرار ١٧٠١ بالصيغة التي تفرضها اميركا وبما يتضمن الصيغة المقبولة صهيونياً ..
٣- ان الانتخاب ووجود الرئيس يسحب ورقة التفاوض من المقاومة لمصلحة صاحب الصلاحية “التوافقي ” وبحيث يمكن لهذا الرئيس التوقيع على الاتفاق ” الذي يراه مناسباً” بما يجعل اي موقف للمقاومة “خارج عن الشرعية “..
٤-ان ادخال اولوية انتخاب الرئيس جاءت بطلب من “الدول الصديقة” عينها التي تدعم حرب الكيان الصهيوني على فلسطين ولبنان …
٥- تشعر وكأن هناك ضغط كبير على الرئيس بري مما يسمى دولا عربية للسير في اتجاه مشروع انقاذي تحت شعار الحفاظ على لبنان وعلى الشيعة فيه خصوصا بعد “الضربة ” التي تعرضت لها المقاومة و بهدف تفادي المخاطر على الشيعة وبحيث يمكن في حال الانضواء بالهزيمة العربية رعاية الموقع الشيعي واعادة اعمار مناطق الشيعة التي دمرت …!!!
ولعل من اهم الاشارات لمساوىء ومخاطر استدعاء واسقاط هذه الاولوية انها تأتي على حساب الدمار والشهداء والمجازر وصولا الى انها اعلان بدء مسار الهزيمة رغم اننا بتنا في ظل الانتصارات التي بدأت المقاومة بتسجيلها بعد استيعاب الضربات التي تلقتها باستشهاد عدد من قادتها واستشهاد قائدها وسيدها … وبما يوحي ان خطوة استدعاء هذه الاولوية هي استجابة للرغبة الاميركية بالالتفاف السريع على امكان تحول المقاومة من لحظة استعادة الجهوزية الى لحظة امتلاك كامل المبادرة وبحيث يتم تسريع خطوات سحب الشرعية عن التطور المستجد في الوضع الميداني ….؟!!!!!!!!!
ولعل اسئلة بديهية حول معنى التوافق (اذا استثنينا الاسم) توضح اكاذيب اتجاه ادعاءات المشروع التوافقي فهل هو :
توافق حول مواجهة العدوان بكل القدرات السياسية والعسكرية ..؟؟؟؟؟؟
-توافق على ان وجود رئيس جمهورية هو شرط لتجميع القوى لربح الحرب وهل يتم انتخاب رئيس لربح الحرب ؟؟؟؟؟ وما هي عناوين هذا المسار ؟؟؟؟
-توافق حول تحديد واضح جامع للأصدقاء والاعداء ؟؟؟؟؟
-توافق حول اعتبار ان داعمي حرب الكيان الصهيوني ضد فلسطين وضد لبنان والمقاومة هم اعداء للبنان ؟؟؟؟؟؟
-توافق حول اعتبار سوريا حليفا وشقيقا.. ام …!!؟؟؟؟؟؟؟
-توافق حول اعتبار ايران الداعمة لفلسطين ولبنان في مواجهة العدوان الصهيوني صديق… ام …..!!؟؟؟؟
-توافق حول اعتبار محور المقاومة صديق ..ام ..!!!؟؟؟؟
-توافق حول ان التطبيع مع الكيان الصهيوني او التعامل مع الكيان حرام.. ام …!!؟؟؟
وهناك عشرات الاسئلة الاساسية التي تتعلق بالامن القومي وبوحدة لبنان كدولة يجب الاجابة عليها لكي نتحول من التعايش الى وطن ..!!!
والسؤال الاخير والأهم هل يعني ان الرئيس التوافقي سيكون بإمكانه ان يكون توافقيا حول كل ماذكرنا … او ان الرئيس التوافقي الذي يطالبون ان يأتي بطلب اصدقاء الصهاينة الذين يحلو لبعض السلطة ان تسميهم اصدقاءنا ، مطلوب منه ان يقدم فئة كبيرة من اللبنانيين للاعدام على المقصلة الاميركية الغربية الصهيونية باعتبارهم ارهابيين خارجين على الشرعية …؟؟؟؟؟؟
خيطوا بغير هالمسلة …!!!!!!