نجوى ابي حيدر
ضبابي هو وشديد القتامة المشهد الداخلي اللبناني ومصير لبنان واللبنانيين في ظل جنون عظمة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو اللامتناهي وسياسة البطش والاجرام التي ينتهجها، ومثله الصورة داخل حزب الله بعد اغتيال امينه العام السيد حسن نصرالله الذي ما زال مكان وتوقيت تشييعه غير محدد، بعد اسبوع على استشهاده ، علما ان في شريعة الدين الاسلامي يفترض دفن الميت ، كما هوية من سيخلفه امينا عاماً للحزب وسط ترجيحات تتراوح بين نسيبه هاشم صفي الدين ونائبه نعيم قاسم.
في معرض قراءتها للمشهد العام، تقول مصادر مطلعة على الاوضاع ان الحزب بدأ يستعيد انفاسه ويلملم صفوفه، ويبدو ان السيد صفي الدين يدير الامور راهنا ً، في انتظار جلاء الصورة ، متوقعة عدم حصول تشييع عام لنصرالله مراعاة للظروف وحفاظا على سلامة وامن جمهور الحزب والمسؤولين واقتصار الامر على دفنه من دون الاعلان عن المكان، الى حين تسمح الظروف بذلك، فيصار آنذاك الى تنظيم مراسم تليق برمزية نصرالله.
وتوضح لـ”المركزية” ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من المواجهات، خصوصا ان ما اقدم ويقدم عليه نتنياهو من حلقات اجرام غير مسبوق لم يعد مرتبطا بالانتخابات الاميركية وفق ما راهن البعض ولا بنتائجها ومن يدخل البيت الابيض، دونالد ترامب ام كمالا هاريس، ذلك انه وظّف لحظة ما قبل الانتخاب وحقبة “البطة العرجاء” للأدارة الاميركية لينفذ مخططاته، سعياً اولا لانهاء حزب الله والقضاء على كل مقوماته العسكرية، بدليل ما يقترفه جيشه في لبنان من غارات تستهدف كل مقاره وقياداته واغتيال زعيمه الرمز حسن نصرالله، غير عابئ بمصير المدنيين ، وقد بلغ عدد الشهداء منذ بدء الغارات حسبما اعلن اليوم وزير الصحة فراس الابيض 1974 بينهم 127 طفلاً، وثانيا لإعادة تلميع صورته امام الرأي العام الاسرائيلي بعد نكسة “طوفان الاقصى”، وقد نجح بذلك حتى اللحظة لا سيما بفعل اغتيال نصرالله، وهزالة رد الفعل الايراني على اغتيال مجمل قادة المحور ورموزه وغياب “وحدة الساحات” عن مناصرة الحزب .
الرهان، تقول المصادر، في ظل الاجواء هذه، على وحدة الداخل وضبط الامن بفعل موجات النزوح اللامتناهية من المناطق المستهدفة جنوبا وبقاعا ومن ضاحية بيروت الجنوبية والمناطق المحيطة بها ، وقد نجحت القوى العسكرية والامنية في الامساك بالامن على رغم كل ما يواجهها حدوديا وفي الداخل في ظل وضع بالغ الحساسية وبيئات غير منسجمة سياسيا وعقائديا تتداخل في ما بينها. والمهم، تضيف ، الا تنزلق الاوضاع الى الاخطر، اي ان يصبح الاجتياح البري الاسرائيلي أمرا واقعاً، لأن الجيش اللبناني سيكون مجبرا على الانخراط في المعركة فتتحول من حرب حزب الله مع اسرائيل الى حرب بين الدولتين، خصوصا ان مهمة الجيش الاساسية المنوطة به في قانون الدفاع حماية الحدود، وهومضطر حينما تعتدي اي دولة اجنبية على حدوده ان يرد بالمثل. وقد قدم اليوم شهيدا نتيجة استهداف العدو الاسرائيلي مركزا له في منطقة بنت جبيل، ورد عناصر المركز على مصادر النيران.
حتى الساعة، ليس ما يدّل الى نهاية قريبة للمواجهات العسكرية ، وقد باتت الحدود الجنوبية كلها مُشَرعة على العمليات العسكرية التي يخوضها حزب الله، ومعطيات الميدان تؤشر الى عزم نتنياهو على عدم العودة الى الوراء وضرب كل الدعوات والتحذيرات الدولية عرض الحائط،ومن لم يتوانَ عن اعتبار امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس شخصا غير مرغوب فيه، لا لشيء الا لأنه يدين المجازر التي يرتكبها ،وقد خرج من القاعة حينما القى نتنياهو كلمته امام الهيئة العامة لتسجيل موقف ازاءه، لن يرضخ للضغوط الدولية الاخرى، بل يستكمل مسار استهدافاته الى حين تحقيق اقصى ما يطمح اليه،وهو على الارجح لن يقبل بعد اليوم بتنفيذ الـ1701 الذي لا ينفك الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي يؤكدان التزام تنفيذه انما 1701 و1595+ .
المركزية