بانوراما المساء: العسكر المتقاعد يحاصر الحكومة ويمنع انعقاد مجلس الوزراء



اسرائيل تغتال عنصرًا في الحزب قرب صغبين و8 جرحى في النبطية
مجزرة جديدة في مواصي خان يونس…اكثر من اربعين شهيدًا

 تأرجح لبنان اليوم على حبلين: اعتصام العسكريين المتقاعدين الذي طيّر جلسة مجلس الوزراء لبدء مناقشة الموازنة ، والغارات الاسرائيلية التي استهدفت عمق البقاع الغربي ، وصولا الى محيط صغبين التي كانت حتى الامس القريب في منأى عن رعب الاستهدافات. اما حبل مقاضاة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة فمُجمد حتى الخميس المقبل في انتظار جلسة استجواب جديدة تتجه الانظار الى ما قد تفرزه من معطيات ومعلومات جديدة.

يوم العسكريين بدأ باكرا جداً، لكنّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سبقهم وحضر الى السراي مع صياح الديك لمراجعة مشروع موازنة العام 2025 الذي لم يُراجَع بفعل منع الوزراء من دخول السراي فتعطلت الجلسة مع تعطّل لغة الكلام ، الى حين اعلان العميد شامل روكز في ساعات ما بعد الظهر الحصول على ضمانات باعطاء الحقوق فتم فك الاعتصام وفتحت الطرق.

مجلس الوزراء:  مجلس الوزراء لم ينعقد اذا بسبب التحرك الاعتراضي للعسكريين المتقاعدين الذي حاصر السراي ومنع الوزراء من الوصول. فأرجئت الجلسة الى موعد لاحق بحسب ما أعلنت الامانة العامة للمجلس في بيان بسبب عدم اكتمال النصاب. وكان الرئيس الحكومة حضر الى مكتبه باكرا جدا وباشر التحضير لجلسة مجلس الوزراء . كما حضر كل من وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، وزير الاتصالات جوني قرم، ووزير الشباب والرياضة جورج كلاس. وبعد الاعلان عن تأجيل الجلسة قال بوشيكيان في تصريح: دولة رئيس الحكومة ونحن الوزراء  نتحمل مسؤولياتنا كما تحملناها منذ اليوم  الأول . اما الموضوع الذي يثار فهو يحوز على اهتمامنا  ومدرج في بنود الموازنة وفي المقترحات المقدمة فيها، ونحن فتحنا باب الحوار. ونأسف لما يحصل اليوم من اعتصامات.  لقد تم التواصل بعد إلغاء جلسة مجلس الوزراء مع اللواء المتقاعد نقولا مزهر، كما تواصلت معه شخصيا وهو حاول الدخول إلى السراي ، ولكن المعتصمين وللأسف لم يسمحوا له بذلك. اضاف: نحن نتعاطى مع مؤسسة هي”رابطة متقاعدي الجيش اللبناني”.انهم يطالبوننا بالحوار معهم، ونحن نعرف وجعهم وكذلك دولة الرئيس والحكومة، ونحن مع ايجاد حل لمطالبهم، ومنفتحون للتفاوض، لكنّ السؤال مع من نتفاوض؟ عندما يرفضون مجيء اللواء مزهر للتفاوض معنا ولدينا طروحات لحل قضيتهم، فمع مَنْ نتكلم، اذا لم يكن هناك من يود التكلم معنا، وما هي الغاية من ذلك؟  أضاف: نتمنى أن تتوضح الأمور للرأي العام، وكما ذكرت، فنحن كحكومة نتحمل مسؤوليتنا، ولذلك حضرنا اليوم الى السرايا لإيجاد الحلول كما فعلنا دوما.

ضمانات: وبعد الظهر افيد ان العسكريين فضوا اعتصامهم حيث اعلن العميد المتقاعد شامل روكز عن حصوله على ضمانات باعطاء الحقوق.

كرم: تعليقا، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على منصة “إكس”: العسكر المُتقاعد يفترش الطرق، المعلّمون يعيشون المرارة، الصناعة تُعاني، والقطاع الطبّي ليس في متناول الشعب، التجارة تحتضر، وقطاعات الخدمات بشلل شبه كامل، البلاد بلا قطاع مصرفي مُتعاف. الجميع يدفع الثمن، طالما لبنان مصادر من محور المُمانعة. والحلول لا تأتي إلّا بالتحرّر منه.

حنكش: بدوره، اشار عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش الى انه كان قد شارك في العام 2018 بتحرك للعسكريين، معتبرًا ان الوقوف الى جانب العسكريين واجب لأنهم ضحوا بأنفسهم لحماية البلد كما ان تسوية اوضاعهم بجب ان تكون اولوية لان ما يقومون به اليوم هو بالنيابة عن الجميع في البلد. واعتبر حنكش في حديث اذاعي أن الاساس هو الاستمرار بنهج الاصلاحات بدلا من تغطية العجز من جيوب المواطنين في دولة غير منتجة. ولفت حنكش الى أن الموازنات في لبنان وهمية، وحزب الكتائب طعن في كل الموازنات والتي بسببها وبسبب بعض الخزعبلات وصل البلد الى هذا الوضع الى جانب غياب المحاسبة وبدعة حكومة الوفاق الوطني. وقال: “نريد موازنات بوقتها ولكن لنتوقف عن اللجوء الى جيوب الناس، للأسف لدينا طاقات شبابية في لبنان ندفعها للخروج من لبنان بسبب هذه الموازنات”.

استهداف بقاعي: عسكريا، استهدفت مسيرة اسرائيلية بصاروخ جو ارض دراجة نارية على طريق باب مارع -صغبين في البقاع الغربي وصودف مرور سيارة مدنية نوع مرسيدس أثناء الاستهداف، مما أدى إلى سقوط شهيد وجريحين تم نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة. و اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن” الغارة بالمسيرة التي شنها العدو الإسرائيلي على طريق عام في البقاع الغربي أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخصين آخرين بجروح”. على الاثر، نعت “المقاومة الاسلامية ”  “الشهيد المجاهد محمد قاسم الشاعر “أبو حوراء” مواليد عام 1977 من بلدة سحمر في البقاع الغربي”.

في الجنوب: اما جنوبا، فاستهدفت مسيرة إسرائيلية بـ3 صواريخ  مبنى مولفا من 5 طوابق في حي كسار الزعتر في مدينة النبطية – قبالة السرايا الحكومية. وعلى الفور هرعت فرق الاسعاف والدفاع المدني الى المكان المستهدف.  واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة أن الغارة “أدت إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح طفيفة تم علاجها في طوارئ مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب”. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة بين بلدتي جويا ووادي جيلو. كما تعرضت بلدة الخيام لقصف مدفعي اسرائيلي عند الساعة السابعة صباحا، بعد ان كان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار على البلدة عند الأولى من بعد منتصف الليل، بصاروخ لم ينفجر.

كرامي: سياسيا، قال النائب فيصل كرامي بعد زيارته عين التينة مع وفد من تكتل التوافق الوطني: بحثنا في الموضوعات الداخلية التي تهمنا ونحن أكدنا  الموقف السابق ، لان هناك حربا و أزمة إقتصادية ولان هناك غزة و الجنوب ، يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية، وطالما هناك انقسام داخلي في لبنان يعني لا بد من الوصول إلى نتائج ، والنتائج المنطقية تقول بأن هناك مسارين ، المسار الأول هو إنتخابات مبكرة، ونتيجة الجو العام والوضع العام وقرب الإنتخابات بعد سنة ونصف لا مجال للانتخابات، فلنذهب الى الحوار ، وهناك من يقول أن الحوار غير دستوري فكيف صار الحوار غير دستوري ، بأي عقل وأي منطق خصوصاً أن إتفاق الطائف و روح الطائف والدستور ينادون بالحوار ولبنان مبني على توازنات دقيقة وعلى الحوار، خصوصاً أن دولة الرئيس نبيه بري شرح لنا وطور مبادرته”، داعيا” جميع الأطراف الى مد اليد والذهاب الى الحوار،ولنذهب الى جلسات متتالية لنخرج من هذه الازمة الدستورية التي نحن فيها، فلا مجال لحلحلة الأمور الدستورية إلا بإنتخاب رئيس للجمهورية”.

مجزرة جديدة: اقليميا، وفي حين قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان وقف النار في غزة سيجعل الاتفاق على حدود لبنان أكثر قابلية، أفادت وسائل إعلام فلسطينية فجرا بأن القوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرة جديدة في قطاع غزة عندما شنت غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غربي القطاع. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن المجزرة، التي وقعت بالقرب من المستشفى البريطاني بمدخل منطقة المواصي، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما لا يزال عدد كبير أيضا من المواطنين في عداد المفقودين.ونقلت عن مسعفين قولهم إنه تم انتشال 40 قتيلا و60 جريحا بعد 3 ساعات من عمليات انتشال ضحايا مجزرة مواصي خان يونس، فيما قال الدفاع المدني “إننا أمام واحدة من ابشع المجازر منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وأن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال بفعل الصواريخ الارتجاجية”.ووفقًا لتقارير صحفية ومحلية، استُخدمت في الهجوم 5 صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام وحفر بعمق 9 أمتار في الأرض، مما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.

المركزية