بانوراما المساء: ميقاتي يجمع سفراء مجلس الأمن: لمحاسبة مستهدفي المدنيين

مذكرة توقيف وجاهية في حق سلامة وجلسة ثانية الخميس

قوات الفجر ترشق كريات شمونا بالصواريخ ومجلس وزراء غدا

ماذا بعد مذكرة توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة ؟ وماذا ستكشف بعد جلسة التحقيق الثانية الخميس المقبل؟ هل “يبقّ كاتم اسرار السلطة السياسية البحصة” على قاعدة “عليّ وعلى اعدائي” خصوصا اذا ما طالت مدة توقيفه لأشهر وثبت ان ثمة من ورّطه ورفع عنه الغطاء، ام يلتزم الصمت على أمل اخلاء سبيله في وقت غير بعيد؟

يبدو من الصعوبة استباق مسلسل المفاجآت الناشئة عن هذا التطوّر القضائي الاستثنائي الذي شكل واقعياً صدمة، لعلها الاولى بهذا الحجم، لاحد ابرز العالمين بخفايا المنظومة الحاكمة على مدى ثلاثة عقود. واذا كان بعض الاجتهادات ذهب في اتجاه التساؤل عما اذا كانت جهات سياسية داخلية او خارجية اضطلعت بدور في مجال توقيف سلامة لهدف خفي ، فإن مجريات الجلسات في الايام والاسابيع المقبلة لا بد ستكشف شيئا ما من هذا القبيل.

توقيف سلامة: على مدى ساعتين وربع الساعة استجوب قاضي التحقيق الأول بلال حلاوي حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة اصدر في نهايتها مذكرة توقيف وجاهية . وحدد جلسة ثانية يوم الخميس المقبل وطلب الاستماع الى شهود. جلسة التحقيق الاولى مع سلامة بدأت عند العاشرة صباحا، في ملف الإثراء غير المشروع داخل قصر عدل بيروت، بعدما وصله قرابة العاشرة الا عشر دقائق في سيارة أمنية، دخلت وسط احتشاد عدد كبير من المواطنين الذين حضروا لمواكبة الجلسة، فيما نفّذ الجيش والقوى الأمنية طوقاً أمنيّاً وإجراءات مشدّدة في المحلة، قبيل بدء جلسة الاستجواب. وأشارت معلومات الـ mtv أن القاضي بلال حلاوة رفض حضور القاضية هيلانة اسكندر جلسة استجواب سلامة فخرجت من القاعة، وقدمت لاحقا كتابا لحلاوة لحضور الجلسات. وكان النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار أوقف سلامة بعد استجوابه لثلاث ساعات الثلاثاء الماضي. وخلال الأسبوع الماضي، ادّعت هيئة القضايا في وزارة العدل، ممثلةً برئيستها القاضية اسكندر، على سلامة وكل مَن يظهره التحقيق، وذلك تِبعاً لادّعاء النيابة العامة المالية.

في السراي: على الخط السياسي العسكري، حضرت التطورات الامنية جنوبا المصحوبة بتهديدات اسرائيلية بحرب ضد حزب الله، في السراي. فقد أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “الحاجة إلى أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات أكثر فاعلية وحسماً في معالجة الانتهاكات والهجمات الاسرائيلية على المدنيين اللبنانيين”، معتبراً أنه “يجب أن تكون استجابة مجلس الأمن سريعة وقوية وتهدف إلى حماية المدنيين الأبرياء وعناصر الدفاع المدني الذين يبذلون قصارى جهدهم لتخفيف آلام المدنيين”. وشدد على أننا “ندين بشدة الاستهداف الاسرائيلي المستمر للمدنيين اللبنانيين والذي يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وتهديداً لسلامة الشعب اللبناني وأمنه”. وشكر ميقاتي أعضاء مجلس الأمن على “دعمهم لتجديد ولاية اليونيفيل وعلى التزامهم المستمر بالاستقرار في لبنان”، داعياً “مجلس الأمن الى تحمل مسؤوليته في الحفاظ على القانون الدولي والأمن من خلال محاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين اللبنانيين”. وشدد على أنّ “لبنان يؤكد التزامه بالسلام والاستقرار وحماية شعبه”، مشيراً الى “أهمية التعاون والدعم الدوليين في تحقيق الاستقرار الدائم والبناء في المنطقة”. كلام رئيس الحكومة جاء خلال استقباله السفراء والقائمين بأعمال سفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

بوحبيب: من جانبه، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد الاجتماع “عرضنا كافة الاوضاع والاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون والصحافيون والمسعفون، لا سيما وأن استهداف المدنيين يعتبر ضد اتفاقية جنيف. لقد أكد جميع السفراء خلال الاجتماع تأييدهم لعدم استهداف المدنيين، مع التذكير بالقانون الذي صدر في جنيف، حيث ان هناك قوانين دولية تحمي كافة المدنيين اثناء الحرب، باعتبار ان عمل الصحافي اثناء الحروب ولدى تغطيته للعمليات لا يعني أنه يؤيد طرفا محدداً، كذلك عمل الدفاع المدني، وقد أدان معظم السفراء بشكل غير مباشر هذه الاعتداءات، واكدوا انهم ضد استهداف المدنيين، وتم الاتفاق على عدم استعمال كلمة “عدم التصعيد” انما علينا استعمال كلمة “وقف الاعتداءات”. نحن كحكومة نريد وقف اطلاق النار ووقف الحرب، وابلغنا معظم المعنيين استعدادنا للقيام بمفاوضات غير مباشرة مع الاسرائيلين من اجل ذلك”. أضاف: “هناك قرار اعلنه رئيس الوزراء وهو الطلب من بعثتنا في الأمم المتحدة التشاور مع أعضاء مجلس الأمن بشأن جلسة لمجلس الأمن عن لبنان وخصوصا عن استهداف المدنيين، وهذا ما اعلنه دولة الرئيس اليوم وساباشر العمل على ذلك”. ورداً على سؤال قال: “نحن مرتاحون لأن هناك دعماً دولياً للبنان، وهذا واضح في كل الاجتماعات التي حصلت، وتوضّح في اكثر خلال الموافقة على التجديد لليونيفيل، وهذا الأمر أظهر أن هناك دعماً قوياً للبنان من كل الجهات، وهذا الذي يمنع حصول حرب شاملة في جنوبنا”. أضاف: “نحن لم نطلب من مجلس الأمن وقف القتال، ولكن طلبنا اجتماعاً استشارياً قد يؤدي إلى ذلك، أو يؤدي الى عدم استهداف المدنيين، لذلك نحن نعمل على كل المنابر الدولية. نحن نتكلم مع كل الدول ومع مجلس الأمن وفي حال حصول وقف إطلاق نار يجب أن يكون هناك قرار جديد”. وأشار إلى أن “إسرائيل هي من ترفض، أما حزب الله فمن المعقول ان يرفض ولكنه ليس دولة ليقول نعم او لا، الدولة اللبنانية هي التي تقول نعم أم لا. إذا كان هناك نوع من قرار جيد نقبل به كدولة، فسنحاول ان نقنع حزب الله به، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية، فحزب الله ليس عضوا في الأمم المتحدة بل لبنان وحزب الله معنا من هذه الناحية”. وأوضح رداً على سؤال أن أي قرار سيصدر بوقف إطلاق النار سيكون قراراً جديداً وليس نسخة معدلة من القرار 1701.

بلاسخارت: ليس بعيدا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت حيث جرى عرض للمستجدات والأوضاع لاسيما السياسية والميدانية منها في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة .

دور قطر: بدوره، استقبل بوحبيب سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وجرى بحث في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي الجهود الكبيرة والمقدّرة التي تبذلها الدوحة، سواء في لبنان لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، أو في غزة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وجدد الوزير بو حبيب شكر دولة قطر على وقوفها الأخوي الدائم الى جانب لبنان وشعبه ومساندتها المستمرة لهما، وعلى القرار الأخير لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالاستمرار في دعم الجيش اللبناني. كما أثنى وزير الخارجية على عدم إصدار دولة قطر أي تحذير لرعاياها من السفر الى لبنان، أو الطلب منهم مغادرته، في ظل الظروف الراهنة، ما يعدّ رسالة دعم وتضامن واضحة مع لبنان، حكومة وشعباً، بوجه العدوان الاسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية.

قصف: على الارض، طال قصف مدفعي اسرائيلي مباشر اطراف بلدة زبقين في القطاع الغربي. ايضا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة “شنها العدو الإسرائيلي على بلدة حانين أدت إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح استدعت إدخالهم إلى المستشفى للعلاج.”

حزب الله والفجر: في المقابل، صدر عن “المقاومة الإسلامية” البيان الآتي: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، استهدف مجاهدونا عند الساعة (8:12) من صباح يوم الاثنين 09-09-2024 موقع معيان باروخ بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة”. ايضا، أعلنت “قوات الفجر – الجناح العسكري للجماعة الإسلامية”، في بيان، انه “في ظل تمادي العدو الصهيوني في عدوانه على أهلنا وقرانا في الجنوب، ودعما لأهلنا في غزّة وفلسطين كجزء من الواجبين الوطني والإنساني، قامت قوات الفجر (الجناح العسكري للجماعة الإسلامية ) صباح اليوم الإثنين الواقع في 9/9/2024 بتوجيه رشقة صاروخية استهدفت موقع “بيت هلل” في مغتصبة “كريات شمونة” شمال فلسطين المحتلة وحقّقت فيه إصابات مباشرة”. وكان الجيش الإسرائيلي اعلن أن الطائرات الحربية والمروحية هاجمت ليلا مباني عسكرية ومنصة إطلاق تابعة لحزب الله في مناطق كفركلا والطيبة وحنين ويارين.

موازنة 2025: على صعيد آخر، وعشية جلسة مجلس الوزراء لمناقشة موازنة 2025 التي يهدد العسكريون المتقاعدون بتعطيلها، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان أن “المطلوب من الحكومة تنفيذ توصيات لجنة المال منذ أكثر من 15 عاماً والتي لو احترمتها السلطة التنفيذية لما وصلنا الى الانهيار ولا الى الفوضى المالية”، مشيراً إلى ان “لجنة المال اعترضت سابقاً ولن تقبل اليوم بالزيادات الضريبية العشوائية à la carte لسد العجز لأنها زيادة عشوائية للايرادات على ظهر الناس، ولا تأتي ضمن الموازنة بل عليها أن تحال مع تبريراتها الى مجلس النواب بصيغة مشاريع قوانين مستقلّة عن الموازنة. وقال كنعان: “أنصح الحكومة بالالتزام بمنطوق الدستور وقانون المحاسبة العمومية وأن تأتي بموازنة مشذبة ومتواضعة طالما أن اعادة هيكلة الدين والقطاع المصرفي لم تحصل بعد”. أضاف: “أنا واضع كتاب “الابراء المستحيل” ومن كشف المخالفات على حيلها بالحسابات المالية للدولة اللبنانية. وعلى الكتل النيابية الارتقاء من مستوى المحاصصة بالفساد والذهاب الى المحاسبة والإصلاح البنيوي الذي ناديت به وعملت عليه مع لجنة المال على مدى سنوات”. وأكد كنعان أن “المطلوب من الحكومة كما الكتل التي تتفلسف عن الاصلاح والقضاء تحمل مسؤولياتها ووضع نفسها أولاً تحت سقف القانون ولا تسمح بالتمرجل على المواطن العاجز عن تأمين كلفة الدواء والاستشفاء وقسط أولاده”.

المرفأ: من جهة ثانية، اشار تكتل الجمهورية القوية الى ان التعويل في ملف تحقيقات المرفأ هو “على موقف شجاع من النائب العام التمييزي الحالي (بالتكليف) القاضي جمال الحجّار بالتراجع عن تعاميم سلفه القاضي غسان عويدات الامر الذي لم يحصل حتى الآن”. وزار وفد من نواب تكتل الجمهورية القوية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي صباحا وأودعه رسالة للمطالبة بإزالة العقبات من أمام المحقّق العدلي استكمالًا لتحقيقات انفجار مرفأ بيروت.

25 قتيلا في سوريا: اقليميا، وبعدما شنت اسرائيل غارات على مركز البحوث العلمية في سوريا ليلا ، حيث أفادت وكالة “سانا” بأن اسرائيل شنت “عدوانا جويا من اتجاه شمال غرب لبنان مستهدفة عددا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، ” تحدث الإعلام إسرائيلي عن ارتفاع عدد قتلى الغارات إلى 25.

المركزية