هل يدفع حزب الله التيار إلى خيارات تعيد لبنان إلى زمن الحلف الثلاثي؟

كتب مارك بخعازي

كانت العلاقة بين ” حزب الله” و” التيار الوطني الحر” مميزة دائما، وإذا ما وقع خلاف او تباين كانت قيادتا التيار والحزب تبادران إلى تجاوزه ومعالجته ،لكن في الفترة الأخيرة وفي ضؤ تعارض آلاراء في ملف رئاسة الجمهورية، وطريقةالتعامل مع الحكومة وعقد الجلسات التشريعية ، أصبحت العلاقة اكثر تعقيدا، إلى أن جاءت عملية ” طوفان الاقصى” وحرب الإسناد لغزه التي عارضها ” التيار الوطني الحر” الذي لم يدع البتة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٥٥٩ القاضي بتجريد حزب الله من سلاحه،وسائر القرارات المشابهة، بل قال علنا أنه يرفض الاعتداء على بيئة الحزب ويدين أعمال إسرائيل ضد جنوب لبنان واستهدافها مدنه وقراه.ولكن على ما يقول أحد التياريين أن حزب الله يريد كل شيء والباقي، ويسيئه أن يكون لحليفه او صديقه رأي مخالف. ويضيف هذا المصدر أن أصابع الحزب ليست بعيدة عن خلق الظروف التي هيأت خروج النواب والقياديين من صفوف التيار بدليل ما يشيّع آلان عون في مجالسه بأن لديه ضمانات بالتحالف معه في قضاء بعبدا ومع إثنين آخرين هما جوزف الياس حبيقه المعروف ب” جو”،ومنسق ” تيار المرده” ” في هذا القضاء بيار بعقليني . أما في جبيل فإن مسؤول الحزب فيه يرفع السقوف ويهدد بأنه لن يكون للتيار نائب في هذا القضاء،وأن لا تحالف معه تحت أي ظرف، وأن لدى حزب الله هذه المرة قدرة على حصد أربعة نواب من اللائحة التي سيشكلها في دائرة كسروان- الفتوح -جبيل. واذا صح هذا الامر،فهذا يعني أن شعرة لا تسقط من رأس الزعامات المارونية في عمق مناطقها ومعاقلها إلا بإرادة الحزب. وعندها تصح مقولة النائب فارس سعيد أن لبنان محكوم من هذا الحزب الذي أصبح طليق اليد ليس في المناطق الشيعية فحسب،بل في المناطق السنية بعد انفخات جزء من ” دف” تيار المستقبل” وتفرق عشاقه. ومن ينظر إلى إحتضان وزير الاشغال العامة والنقل للنائب سيمون ابي رميا المنقلب على تياره يسارع إلى القول: من اي جاءت النخوة والحميه لابن حميه، مع انه لم يظهر مثيلا لهما قبل استقالة ابي رميا من التيار الوطني الحر. الاستقبالات لا تحصى ولا تعد بمعية رائد برو نائب جبيل عن الطائفة الشيعية،والاعلان عن تنفيذ مشروعات كانت مدرجة منذ زمن طويل على لائحة البرامج التي عمل نواب المنطقة على تحقيقها. وهذا ما أثار العجب. وبدا واضحا أن وراء الازمة ما وراءها، وأن السؤال المطروح: هل أن ما يتداول في المجالس الكسروانية – الجبيلية هو رسالة تلوح بالعصا والجزرة في آن. او أن هناك نية فعلية لدى حزب الله لتكوين كتلة نيابية مسيحية تابعة له مباشرة من دون ألحاجة للمرور بقنوات الاحزاب والتيارات المسيحية ،وهذه الكتلة ستكون محدودة وتقتصر على المسيحيين الذين يوالونه مباشرة كونهم ترشحوا على لوائحه في بعبدا، كسروان- جبيل، زحله،بعلبك- الهرمل،جزين ،حاصبيا – مرجعيون،بيروت الثانية . وقد تكون كتلة نيابية وازنة في ظل التشققات والتجاذبات والخلافات التي تعصف بالقوى المسيحية.ولان خوفا يستبد بالمسيحيين من محاولة استيعابهم عبر ” بلوف” انتخابي يجيد اللعب على التناقضات، فان ثمة من طرح الصوت منبها إلى وجوب اجتماع ” القوات” و”التيار” ،” الكتائب”،”الاحرار” ” الكتلة،” حركة الاستقلال ” وسواها من القوى في جبهة واحدة تحت شعار ” استنقاذ المسيحيين من محاولة” تركيعهم” وتطويعهم لمصلحة آرمات محدودة التمثيل شعبيا وعديمة التأثير الا في تغيير مسار الاستحقاقات بما تشتهي سفن الحزب. كما حصل عندما دفع المسيحيون في العام ١٩٩٢ غاليا ثمن مقاطعتهم الانتخابات، فتجرعوا المر والأمر، وفرضوا عليهم ما ابوا لعقود طويلة ومن أبرز ما حل بهم قانون التجنيس الذي غير الديموغرافيا اللبنانية،وكرس نهائيا عدم التوازن، تمهيدا لتعريتهم من كل شيء. ماذا اذا تكتل هؤلاء على طريقة ” يا غيرة الدين” في حركة ” تسونامية” تكون موجهة ضد الحزب . انه سيناريو مخيف وقد يكون بغيضا ما يطرح، ولكنه ممكن. على أن السؤال الكبير الذي لا نعرف جوابه حاليا: اي مصلحة للحزب والتيار في الوصول إلى هذا المنزلق الذي ستكون ” القوات اللبنانية” هي الرابح الأول والأكبر فيه ؟