*النص الكامل لمقابلة الرئيس العماد ميشال عون عبر الOTV السبت ٣ آب ٢٠٢٤*
س: في السابق كانت قضية التيار واضحة اكثر من اليوم عند البعض، كان يقال حرية سيادة استقلال، ثم شراكة وطنية ومحاربة فساد. اليوم هناك تشويش لدى البعض حول ما هي قضية التيار؟
ج: بالواقع كل شيء تغير في البلد. الشعار الذي كنا نرفعه بداية، اي حرية سيادة استقلال، حصلنا عليه، لكن بقيت هناك بعض الشوائب بحاجة لتصحيح. واعتقد اننا يجب ان نعمل تحت شعارات اخرى ايضاً حالياً، فما هو المضروب اليوم عند الشعب وفي الوطن؟ هناك الفساد والتخاذل وموت الادارة وكلكم تعرفون الا شيء يمشي الا بالرشوة وحالياً اكثر من السابق. اذاً، هذا هو عملنا حالياً، عندنا شباب لديهم مستقبل يهاجرون ولا يجدون عملاً عندما يكبرون، وكل هذه المواضيع بحاجة لحل.
س: هل التيار الذي انطلق معك لا يزال هو نفسه؟ ام ان هناك تياراً حذف ليحل محله تيار ثان كما يقول البعض؟
ج: كلا، فليسمحوا لنا ان نقول بأننا لم نغير احداً، هناك استمرارية كافية من بقاء المؤسسين في التيار، الذين لم يتوانوا ابداً بأي لحظة عن القيام بأي شيء، وخصوصاً اليوم حيث ان الذين يستلمون ادارة التيار يتمتعون بالكفاءة بما فيه الكفاية.
س: هل يجب ان نخاف على مستقبل التيار اليوم؟ واذا كان كذلك فما مصدر الخوف؟
ج: طالما الانضباط قائم في التيار، وان كان ترك البعض او تُرّكوا، فلا خطر عليه، بل يكون هناك خطر عند ترك الاخطاء تتراكم، لأن هذا التيار ليس قليلاً وله ارث، اذ تأسس بالدم والحروب لعودة لبنان حراً وسيداً، واعتقد ان من ينساه ينسى تاريخه وتاريخ وطنه. س: يقول السيد المسيح ان كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، فلماذا سيشذ التيار عن هذه القاعدة؟ج: لا يشذ التيار عن هذه القاعدة فكل تجمع بشري اينما كان تحصل فيه اخطاء واذا لم تتخذ اجراءات تمنع هذا الامر طبعاً “يفرط” وتصبح تحركه المصلحة الفردية.
س: هل تعتبر ان هناك اليوم انقساماً في التيار؟
ج: لا انقسام في التيار. بعض المنتسبين لديهم طموحات خارج التيار، وهذا ما يجعل المسؤولين فيه يقولون لهم حققوا طموحاتكم، ولكن لوحدكم، ولا تسخروا التيار لكم، ولا تستخدموه بهذا الموضوع، لأن للتيار سياسته وهو ليس للإيجار. التيار لديه قضايا اساسية للوطن والشعب كله، ولا احتكار سياسياً فيه، فحتى لو كان الشخص رئيسه او وزيره او نائبه، يجب يكون الشخص متجرداً في الحالة التي يدافع عنها ويريدها ان تنجح.
س: اذا اراد الجنرال اليوم توصيف ما يجري في التيار ماذا يقول؟
ج: امر طبيعي، فعدما تقول مجموعة كبيرة ستحصل خلافات وهناك من اعتقدوا انهم محظيون وسيحصلون على شيء، يجب ان يكون لدى كل من في التيار القليل من التنازل الشخصي كي ينجح، والتيار الناجح هو الذين يكون اعضاؤه متجردين عن المنفعة الشخصية… ودائماً في الشجرة هناك اغصان ضعيفة واخرى قوية. القوية تتركها تنجح وتكبر والضعيفة يتم تشحيلها وانا كنت مزارعاً.
س: هناك من يقول نحن اسسنا التيار وبالتالي يحق لنا ما لا يحق لغيرنا.ج: هذا القول غير صحيح فهناك من ينجحون وآخرون لا ينجحون، وهناك من الجدد والتيار بحاجة ليتجدد. س: هل هناك دكتاتورية في التيار اليوم ام حرية زائدة؟
ج: اذا كان كل واحد يجب الاخذ برأيه لوحده، فهذا لا يجوز، اذ يجب ان تكون المجموعة الكبيرة هي التي تتكلم وتصحح وتنجح، اما اذا لم يعجب احدهم هذا الوضع، “فليصطفل هذه مشكلته”.
س: تقصد انه يجب ان يكون هناك نوع من التوازن بين الحرية والتنوع والنظام والالتزام؟
ج: بكل تأكيد، لكن مرات يكون للحقيقة وجه واحد ولا نستطيع ان نقول “مع الحقيقة او ضدها”، فالحقيقة هي الحقيقة وعلى الجميع الالتزام بها. التشقق بالتيار او غيره يكون عندما يحاول احدهم فرض رأيه على الآخرين، لكن طالما ضمن التيار تتم مناقشة كل الامور وتؤيدها الاكثرية الساحقة، لا يمكن ان نتبع شخصاً لوحده، وعليه ان يقبل ان الحق ليس معه وان يلتزم برأي الاكثرية. ليس من الممنوع عليه ان يتكلم لكن ضمن غرفة الاجتماع، وما يتم الحديث به في الداخل يجب ان يبقى بالداخل، لا ان يقول لاحقاً هذا الامر كان محقاً والامر الآخر لا، ولا ان نصنف بعضنا، بل نستمع لبعضنا ويتخذ القرار الاجدى والافضل.
س: قال الوزير باسيل منذ ايام بأن اللعب بداخل التيار ممنوع، فماذا قصد؟
ج: يقصد بأنه لا يجب ان يشهر احد بالآخرين. س: هل قرار فصل آلان عون من التيار عادل؟ وهل ما ارتكب من اخطاء جسيم لدرجة تستحق هذا القرار؟ج: ارتكب عدة اخطاء، والحكم داخلي في التيار. س: الم يمر القرار عبرك وعبر مجلس الحكماء؟ج: اجل. بنهاية جمع الاخطاء وعدم قبول الملاحظات والتفرد بأشياء تضر بالتيار.
س: هل يعني ان القرار الذي صدر انت موافق عليه؟
ج: “كيف لكان”؟ انا هنا لأساعد التيار لتبيان الحقائق اولاً واخيراً.
س: لماذا وصلت الامور بموضوع النائب الان عون الى هنا؟
ج: قام بأمور تنقض سياسية التيار ولا يريد الالتزام بتصحيحها.
س: موضوع القرابة العائلية ما هو دوره؟ بالنهاية النائب عون هو ابن شقيقتك، الا يعطيه هذه الامر نوعاً من الحصانة اكثر؟
ج: كلا. هذا يعني ان عليه ان يكون النموذج على عكس ما يقول الآخرون. نموذج يقف ويتكلم بهدوء ولا يتنقل من تلفزيون لآخر، فنحن لسنا “دكانة”.
س: كثيرون من المفصولين ينتقدون مراحل كانوا موجودين فيها كنواب او كمؤيدين منذ الثمانينات والتسعينات فماذا تقول لهم؟
ج: هل وجدت متهماً يقول انه ارتكب الخطأ المنسوب اليه؟ عندما تجد واحداً اصدقهم. س: ماذا تقول لناشطي التيار في بعبدا الذين يتأثرون بالقرار ويريدون من الجنرال عون ان يتوجه اليهم؟ج: نقول لهم ان لا احد يفصل من التيار بلا اسباب، ونحن نتحدث عنها، فهناك تيار وسياسة للتيار لا يمكن الخروج عنها، والا لا يعود الشخص من التيار بل يصبح من الافراد. اذا كان هناك من انتقاد فيجب ان يقال بالداخل، واي امر آخر غير مقبول. س: هل توجه لهم دعوة الى الالتزام بالمؤسسة الحزبية؟
ج: طبعاً، فلماذا هم في حزب؟ اليس ليجمعوا قوتهم ليقوموا بإصلاح ويقدموا شيئاً للخير العام؟ لماذا تجمعوا؟ اليس لتكون لديهم قوة؟
س: هل تخشى ان تكون هناك تداعيات للقرار على صعيد نواب آخرين؟ كأن يستقيل أحدهم او يتمادى بما كان يقوم به سابقاً؟
ج: كلا فهذه خطر، لكن الاخطر ان يبقوا معاً بهذه الطريقة. الا تريد الصراحة؟ قلنا الالتزام بتوجيهات التيار والتوجيهات التي تمر برئيس التيار.
س: ما هي حدود حق النائب بالتمايز؟ هل يحق له مثلاً انتخاب مرشح غير مرشح التكتل لرئاسة الجمهورية؟
ج: كلا. هذا امر اساسي. جوهر التيار ان يكون رزمة قضبان وليس قضيباً واحداً.
س: ماذا تقول لأهالي قضاء بعبدا وانت ابن حارة حريك خصوصاً ان ما جرى يتعلق بأحد نوابهم؟
ج: اقول لهم لم نستفرد احداً بل اتخذ الاجراء لأسباب سياسية جدية.
س: هل لديك رسالة للبنانيين حول مستقبل التيار الوطني الحر؟
ج: بالتأكيد، كونوا مؤمنين لأن الايمان “ينقل الجبال”، ونحن نقدر ان نقوم بأمور كثيرة شرط الانضباط وان نكون لبعضنا ومجموعين والا نخسر ما لدينا من رأسمال، ورأسمالنا هو الفكر والسياسة والتضامن.
س: هناك شخصية سياسية وصفت هذا الاسبوع التيار بانه سرطان لبنان. كيف ترد عليه؟
ج:الله يشفيه ويوجه له الخير ليبقى بصحة جيدة ليقوم بواجباته.