بقلـــم الدكتــــور أنطــونيـــو فــرح مستشار قانوني وأستاذ جامعي
يُنادونَكَ الحبر الروماني معصوماً عن الخطأ وخليفة بطرس وصاحب القداسة أمّا أنا فأخاطبُكَ كاهناً مُتَبَسِّطاً لأنّك في أرثوذكسيتي أسقفُ متقدّمُ شرفياً…لا أكتر ولا أقلّ.أيها المتقدّم بين المتساوين، رسالتي نحوك بصفتك رئيس دولة أوفد مبعوثاً وزير خارجية الى ما تبقّى من جمهورية لبنانية….قبيل الزيارة وفي احدى العظات التي أضحت باهتة المضمون، نُسِفَ العيش المشترك ونُحِرَ بزنّار أحمر تَلتها زيارتكم بالانابة في قمّة مُكتمِلة شكلاً تمّت مقاطعتها من مُكوّنات رئيسية دينية وسياسية… فالتهمت المأدبة ذاتها وأفرغت مواقفاً اضطر بعدها وزير خارجية حاضرتكم أن يؤكّد ان على الكاثوليك (الموارنة ضمنهم) ان يتشبّثوا بالعيش الواحد….اذا كان المرؤوس وفرقته يُغنّون على شفير هاوية الوجود المسيحيّ، ألم تَحِن الساعة بعد.. يا بابا الاسقفية المتقدّمة بين المتساوين؟لماذا غاب البطاركة الأرثوذكس عن القمّة حضوراً شخصياً؟غالبية المسيحيين في لبنان يُنادون بالتقسيم على أنواعه في حين أنّكم تنادونهم بالحوار مع الآخر وقراءة أرض الواقع تقييماً!بعضهم يرغب بحروب صليبية ونزع سلاح واتهام الآخر بالارهاب.. هل تتبنّون أو تُؤيّدون؟أين محاسبة الفساد المالي والأخلاقي وتنكيل المسيحيين عبر استنزافهم مالياً في البعض الكثير من المؤسسات المالية بعد الحروب الدّموية والاقتصادية التي أصابتهم؟ ماذا عن ملفات التحرش بالأولاد والحصانات المرضيّة؟ ماذا عن مخالفة الإرادة الرسولية يسوع العطوف الرّحوم؟ ماذا عن اختلاس الأموال والهدر وتوزيع الاوقاف جوائز ترضية؟هل أضحت ثقافة الحياة فجوراً ومجوناً وجنوناً وخليط سُكرٍ بين مياه البحر الممزوجة بثمالة الصّرف الصحّيّ وينابيع الجبال الملوّثة بنفايات الحضارة الفينيقية؟ذكّرهُم يا بابا روما أنّ المسيحيين اكتسبوا ثقافة العيش حين طأطأت عظامهم أنياب الأسود شهادةً حيّة!أبلِغْهُم يا حبرهم الأعظم أنّ امريكا تشرب كؤوس دمائهم تسويات وأنّ الأمّ الحنون تبحث شراكةً نفطيّةً في بحرهم المتوسّط وأنّ الكوكب تَمَلمَلَ من استراتيجيتهم الوجودية…يا بابا قلوبنا: طَهِّر الهيكل جماعياً لأنّ سُوسَ إثمهِ يَنخُرُ عظام وجودِنا…بِكُم، وبارك يا راعي الرّعاة، انتهى.