أقامت جمعية “مار منصور دي بول” حفل تسليم وتسلّم بين رئيسها السابق بول كلاسي ورئيسها الجديد ناجي القدوم في المقر الرئيسي لجمعية “مار منصور” في برج حمود بحضور النائب الرسولي لطائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار أسايان، الرئيس الإقليمي لجمعية الآباء اللعازريين ومرشد جمعية “مار منصور” الأب رمزي جريج، رئيس رابطة “كاريتاس لبنان” الأب ميشال عبّود، المرشد العام لـ “عائلة قلب يسوع” في لبنان الأب المدبّر نقولا الرّياشي، الرئيسة العامّة لراهبات العائلة المقدسة الأم ماري أنطوانيت سعاده، ممثل مطران الكلدان ميشال قاصرجي والنواب: بيار بو عاصي، نيكولا الصحناوي ورازي الحاج، رئيس مجلس التفتيش المركزي جورج عطية وحشد من الفاعليات الاجتماعية وأعضاء جمعية “مار منصور”.
الحفل الذي قدمته الاعلامية غنى أميوني الخازن وتخلّله مقطوعات موسيقية من عزف المؤلف الموسيقي ايلي براك، شهد كلمة لكلاسي الذي اكد انه على يقين أن “رسالة جمعية “مار منصور” الإنسانية التي ابصرت النور في لبنان منذ سنة 1860 نجحت بفضل العناية الإلهية حيث إستطاع جميع الذين تعاقبوا على قيادتها في إبقاء مشعل الخدمة والمحبة مرتفعاً في وسط المجتمع اللبناني وذلك لأنهم اصرّوا على المغامرة مع الله والإتحاد به رغم كل التحديات والظروف الصعبة التي واجهوها عبر السنوات وذلك بفضل إتحادهم مع بعضهم البعض وطنياً وعالمياً وبفضل تطبيقهم لتعاليم ولتوجيهات الكنيسة الجامعة وبفضل تفانيهم في خدمة من وضعهم الله على طريق رسالتهم الإنسانية، إخوتنا واسيادنا الفقراء الا وهم جوهر وسبب وجود جمعيتنا ورسالتنا”.
كلاسي الذي تناول رؤية المؤسس الطوباوي فريدريك اوزانام الذي اراد مع رفاقه المؤسسين السبعة “ان يشبك العالم بشبكة من المحبة” من خلالها بقيت ثابتة على روحانية القديس منصور دي بول “ابو الفقراء”، سأل الله ان يحفظ ويبارك كافة الاعضاء الملتزمين في الفروع الواحد والخمسين والموظفين في مؤسسات الجمعية، متمنيا للرئيس الجديد ولإعضاء مكتب المجلس الاعلى كل التوفيق والنجاح ولمتابعة مسيرة القداسة الفردية والجماعية”.
بعدها كان عرض شريط مصور لرؤية الرئيس الجديد ناجي القدوم وبرنامج عمله والمجلس الوطني الجديد. ثم إستهل القدوم كلمته بتوجيه تحيّة مفعمة بالحب الذي “يجب ان يكون القاعدة الوحيدة والقانون الاوحد الذي يحكم الاعمال الانسانية”، كما علمّ مؤسس “الجمعية” الطوباوي فريديريك اوزانام، مضيفاً: “لا بل يجب ان يحكم كل تفاصيل حياتنا. كذلك تحية ملؤها الرجاء رغم غيوم القلق الملبّدة فوق وطننا لبنان ورغم الضبابية جراء الصرعات والحروب التي تعصف اليوم بالبشرية، رجاء مستمدّ من مسيرة شفيعنا مار منصور دي بول الذي لم يعرف الكلل أو الملل أو اليأس أو التعبْ خلال خدمته الفقير والبائس والمهمش”.
قدوم حيّا سلفه كلاسي الذي سيستمرّ في عطائه من خلال المكتب الجديد وأعضاء المجلس الوطني السابقين على جهودهم وعطاءاتهم في سبيل الاستمرار بتجسيد روحانية جمعيتنا المتمثّلة بخدمة الفقراء والمهمشين.
كما تطرّق للوضع الراهن مشيراً الى ان كثراً تفاجأوا من هشاشة الامن الاجتماعي التي ظهرت جليا مع الانهيار الذي يعصف بلبنان منذ العام 2019 ومن تهميش وجع الفقراء والمنسيين لمصلحة هدر على دعم غير مدروس من هنا ومناكفات سياسية من هناك، مضيفاً: “نحن لم نتفاجأ لأن الفقير والمسنّ والمهمّش لم يكونوا يوما اولوية لدى دولتنا للأسف. صحيح أن الازمة غير مسبوقة لكن المقارباتْ اللا إنسانية قد تكون غير مسبوقة أيضا”.
تابع: “الحاجات والطلبات تتضاعف، المعوازون والمنسيون يزدادون، نسبة الفقر لا بل الفقر المدقع إرتفعت، إلا أننا كلنا ايمانْ أن بإمكاننا إستخراج إيجابيات من كل هذه السلبية. فتفاقم الازمة يضاعف فرص عيش نعمة الخدمة”.
وإذ اشار القدوم الى أن الامكانات قد تكون محدودة نسبياً إلا أنه أكد أن لهفتهم ومحبتهم للانسان الموجوعْ غير محدودة وان هذه الكلمات فعل إيمان وليست مجرّد مشاعر وشعر في آن.
أردف: “فنحن نؤمن انّ الرب يسوع يبارك أرغفة جمعية مار منصور الخمسة والسمكتين، وأنّ خوابي الخدمة والعطاء لن تفرغ اولاً من محبة وتقدير الفقير والمعوز وثانيا من أهل الخير الذين يثقون بمسيرة جمعيتنا في لبنان منذ العام 1860 وبشفافيتها لأن أي هبة أو مساعدة تمنح من خلالنا هي مقدّسة”.
قدوم الذي اشار الى التقرير الذي عُرض وحدّد عبره مع إخوته في المجلس الوطني المعيّن حديثاً الاهداف ووضعوا خارطة طريق للعمل، اكد أنهم يعون جيداً صعوبات المرحلة وأن لبنان مفتوح على المجهول، مضيفاً: “المساعدات الخارجية ليس فقط تقلّصت بل أصبحت مشروطة. لكنّنا ندرك أكثر أن هذا الواقع يحتّم علينا مضاعفة جهودنا لنكون على قدر الرسالة المؤتمنين عليها وهي العمل في سبيل صون كرامة الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية. ففي وجه كل فقير ومهمّش وطفل ومسن وجه يسوع”.
كما توجّه الى ابناء جمعية “مار منصور” على إمتداد لبنان بالقول: “لننجح بذلك نحن مدّعوون أيضا ان نعيش كجمعيةْ عنْصرة مستدامة، فنكون في ورشة تنظيمية من أجل حسن إستثمار كل الطاقات البشرية الموجودة والبناء على جيل الشباب والإعتماد أكثر فأكثر على التمويل الذاتي عبر المشاريع الإنتاجية. كما نحن مدّعون أيضا للاستفادة من التطوّر والحداثة والتكنولوجيا لتسخيرها في خدمة رسالتنا التي ستبقى دائما تنبض بروحية مار منصور والطوباوي فرديريك”.
ختم القدوم: “نجاحنا بوحدتنا ورهاننا على روحانيتنا وإتكالنا على الله. ولتبقى جمعية مار منصور في خدمة الانسان وعيش الايمان”.
في الختام، قلّد الرئيس السلف كلاسي الرئيس الجديد القدوم وشاح الجمعية وسلّمه مجسم صممه ونحته مدير كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية المهندس بيرنار غصوب يرمز لروحانية المؤسس اوزانام وعمل الجمعية في لبنان. بعدها انتقل الجميع الى الكوكتيل وأخذ صورة تذكرية.