لبى عدد من السفراء المعتمدين في لبنان والاعلاميين المحليين والاجانب دعوة وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية الى جولة ميدانية في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، ردا على ما ورد في صحيفة “التلغراف” البريطانية من ادعاءات.
وشارك في الجولة سفراء: الإتحاد الأوروبي، المانيا، مصر، الهند، باكستان، الصين، اليابان، كوريا، كوبا، رومانيا، البرازيل، كازاخستان، الأردن، اسبانيا، الجزائر، نيجيريا، المكسيك، ممثل الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد اسماعيلي، الملحقة الإعلامية في السفارة الايطالية مادونا الحكيم وممثل عن سفارة فرنسا.
وقد وصل المشاركون الى قاعة الشرف في المطار، حيث حضر الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: السياحة وليد نصار، الاعلام زياد المكاري والخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، قائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري، رئيس مصلحة الجمارك في المطار سامر ضيا، قائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب وكبار الضباط في جهاز امن المطار وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في المطار وممثل عن “اليونيفيل”.
وشملت الجولة الميدانية مختلف الاقسام في المطار، من مركزي الشحن الجوي واستيراد البضائع الى سور المطار، واطلع المشاركون على الاجراءات الامنية والجمركية المتبعة، ثم عقد حمية ونصار والمكاري مؤتمرا صحافيا تحدثوا فيه عن الجولة. كذلك تحدث السفير المصري علاء موسى والقائم بالأعمال في السفارة العراقية امين نصراوي عن مشاهدتهما اثناء زيارة المطار.
المكاري
وحيا المكاري الإعلاميين على “جهودهم الاستثنائية”، وقال: “أمس حطت في المطار 112 طائرة واقلعت 109 طائرات ولم تتأثر حركة المسافرين بما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية”.
اضاف: “من منطلق مسؤوليتي كوزير للإعلام أقول للإعلام اللبناني، بأن عليكم دورا أساسيا في هذه الحرب سواء العسكرية الدائرة في جنوب لبنان او الإعلامية التي نشهدها حاليا، أكان في ما يتعلق بموضوع السفراء الذي تبين ان لا أساس له من الصحة، او في ما يتعلق بموضوع اجلاء سفارة كندا لـ 45 الف مواطن كندي من لبنان”.
وتابع: “المطلوب دائما من الإعلام والاعلاميين ان يتأكدوا من مصادرهم، فكل خبر غير مستند على الحقيقة يؤثر سلبا على البلد”.
وقال: “نحن نفهم ان البلد مقسوم، واذا كانت ثمة تصفية حسابات بين اللبنانيين فممنوع ان تكون على حساب مطار رفيق الحريري الدولي او على حساب سلامة اللبنانيين. ونحن نعلم بأن اخواننا العرب والمغتربين في كل دول العالم يحبون المجيء الى لبنان لقضاء فصل الصيف”.
اضاف: “المسؤولية مطلوبة، نحن طبعا لسنا وزارة ارشاد ولا نحاول فرض الامور، ولكن ما نطلبه القليل من المسؤولية. من جهتنا، نحن نتابع على قدر امكانياتنا، ولكن المسؤولية الكبيرة تقع على الإعلام وأتمنى ان تحملوا هذه المسؤولية لأنكم انتم تمثلون البلد ومستقبله”.
موسى
بدوره، قال السفير المصري: “سعدنا بدعوة الوزير علي حمية لنا لزيارة مطار بيروت، وكانت فرصة لأن نقف على كيفية العمل فيه، وتفقدنا بعض منشآته واستمعنا من المسؤولين سواء من الناحية الفنية او الأمنية، كيف تدار الأمور في مطار رفيق الحريري الدولي خاصة ما يتعلق بتصدير واستلام البضائع وهي احدى المهام الدقيقة جدا”.
اضاف: “لا أخفي عليكم القول إنه بالنسبة لي شخصيا وكذلك للسادة السفراء، نحن لسنا مسؤولين عن التفتيش في مطار بيروت ولا البحث عن أشياء ممنوعة فيه، انما الهدف من وجودنا اليوم في المطار هو رسالة أيضا الى كل الأطراف بأن ما نحتاجه في المستقبل هو التهدئة وليس البحث عن منغصات تزيد من حدة التوتر”.
وتابع: “نعلم جميعا بأن وضع لبنان يتأثر بما يدور في هذا الإقليم، وما نسعى اليه نحن والحكومة اللبنانية، ان نهدىء خلال الفترة المقبلة من حدة التوتر قدر الإمكان، ونبحث عن مخرج في ما يخص الوضع في غزة وصولا الى وقف إطلاق نار دائم وتأكيد على ان هذا الأمر سيؤدي الى تهدئة الأوضاع ليس فقط في لبنان إنما أيضا في جبهات عديدة، هذا هو هدفنا” .
وقال: “ان ما نشرته مجلة التلغراف الانكليزية تتحمل هي مسؤولية ما اوردته في مقالها، ونحن عندما نذهب الى هذه الأمور الشائكة والحساسة نبحث دائما عن مصادر موثوق بها ومعلنة وليست مجهلة، وبالتالي تتحمل صحيفة التلغراف ما ذكرته”.
اضاف: “كما ذكر لنا الوزير علي حمية بأن الحكومة اللبنانية تدرس كيفية الاتجاه نحو المنحى القانوني في التعامل مع هذا الأمر”.
وتابع: “ما استمعنا اليه من المسؤولين في مطار بيروت يؤكد على أن المسار والالية المنظمة لحركة البضائع تسير على وجه طيب، وهذا ما يعنينا كسفراء لدولنا في لبنان” .
وقال: “ان زيارة السفراء الى مطار بيروت هي رسالة دعم للدولة اللبنانية، فنحن نحاول خلق مناخ يساعد على التهدئة وليس العكس، وإننا في لبنان والمنطقة نحتاج الى فترة تهدئة وخلق مناخ إيجابي يمكن من خلاله الوصول الى حلول لمشاكل كبيرة من ضمنها مشاكل يمر بها لبنان”.
ولفت الى انه “والسفراء الذين شاركوا في الجولة في المطار، سينقلون انطباعات عما شاهدوه على ارض المطار”، مشيرا الى ان “الجولة أتت في وقتها والهدف منها إرسال رسالة الى داخل لبنان وخارجه بأن هذا البلد يستأهل ويحتاج اشياء افضل وافضل”.
نصراوي
وكانت كلمة للقائم بالأعمال في السفارة العراقية قال فيها: “لبينا اليوم دعوة الوزير علي حمية لزيارة حرم مطار رفيق الحريري الدولي في لحظة حساسة يمر بها لبنان والمنطقة، واطلعنا من الأخوة المسؤولين في المطار على الإجراءات اللوجستية والأمنية التي تقوم بها لحماية أمن مطار رفيق الحريري الدولي ومنشآته كافة”.
وأشاد بـ”كافة الإجراءات المتخذة من قبل الدولة اللبنانية وجهاز امن المطار”، متمنيا “للبنان وشعبه السلامة وان تزول هذه الغيمة السوداء عن لبنان وفلسطين وكل شعوبنا العربية قريبا”.
حمية
من جهته، شكر وزير الاشغال لـ”مختلف وسائل الإعلام مشاركتها وجميع الإعلاميين صبرهم في ما خص بعض الإجراءات الأمنية المتخذة، التي هي مفروضة في كل مطارات العالم”، وقال: “وجهنا بالأمس دعوة عامة إلى السفراء جميعا للقيام بزيارة ميدانية على الأرض لكل مرافق المطار، وأهمها مراكز التصدير والاستيراد، وتم ذلك بالفعل سواء إلى مركز الاستيراد والتصدير LAT، الذي يشكل 20 في المئة من حركة التصدير والاستيراد في المطار، وكان هو المعني بالخدمات للطائرة الإيرانية التي كانت موضوع صحيفة التلغراف البريطانية. كما زرنا مركز الاستيراد والتصدير لـcargo الشحن لـMEA، الذي يشكل 80 في المئة”.
أضاف: “قدم المعنيون في الجمارك والسيد سامر ضيا شرحا تفصيليا إلى السفراء عن تفاصيل الآلية المعمول بها في المطار، والتي تتوافق مع كل المعايير الدولية. كما كانت جولة لوسائل الإعلام في كل مراكز الشحن في المطار. وقمنا نحن والسفراء بجولة في سور المطار، حيث قدم قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري شرحا تفصيليا إلى سعادة السفراء أو من يمثلهم حول دور الجيش اللبناني وكتيبة المدافعة في حراسة أمن المطار لأسواره، من خلال وجود الكاميرات والعناصر والضباط والرتباء في حرم المطار وكل مرافقه”.
وتابع: “ستكون هناك زيارة ميدانية من قبل جهاز أمن المطار لوسائل الإعلام على كل الأماكن التي تختارها في المطار”.
وأردف: “تابعنا اليوم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما شرحنا بالأمس، موضوع التشويه الذي صدرعن صحيفة التلغراف البريطانية لسمعة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وبالتالي، نحن نعد دراسة قانونية مع رئاسة الحكومة اللبنانية حول الإجراءات القانونية اللازمة التي سنتخذها بحق تلك الصحيفة ، نظرا لما شكلته من ضرب معنوي ليس فقط للمطار، بل لكل لبنان واللبنانيين”.
وقال: “إن مرافق الدولة اللبنانية من المرافىء البحرية إلى المطار الجوي هي بأكملها مفتوحة لكل السفراء أيضا، فنحن لن نكتفي بهذه الزيارة اليوم، فكل سفير من سفراء الدول جميعا يرغب في زيارة المطار بإمكانه التواصل مع المديرية العامة للطيران المدني وجهاز أمن المطار، ليصار إلى ترتيب زيارة ميدانية له”.
أضاف: “أصبح من المعلوم أن العدو الإسرائيلي قام بألف خرق جوي في السنة فوق الأجواء اللبنانية، وخصوصا فوق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التشويش على الأقمار الصناعية، والذي تم ذكره في تقرير من الإتحاد الأوروبي وليس من الدولة اللبنانية التي تستعين بها لحركة إقلاع وهبوط الطائرات”.
وأكد أن “مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يستوفي كل المعايير الدولية”، مجددا شكره لـ”السفراء جميعا ولكل من مثل تلك السفارات”، وقال: “إن المطار مفتوح للجميع”.
وردا على سؤال حول مقاضاة صحيفة “تلغراف”، قال حمية: “اليوم صباحا، عقدنا اجتماعا مع الرئيس ميقاتي، فهناك اتصالات مع هيئة القضايا في وزارة العدل ومع سفير لبنان في بريطانيا رامي مرتضى ومع محامين من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لرفع دعوى على صحيفة تلغراف”.
وردا على سؤال آخر، قال حمية: “نحن في المطار، وبالتزامن مع المقال الذي صدر بالأمس عن صحيفة تلغراف، انتقلنا من الخروقات الجوية من قبل الطائرات الاسرائيلية الى حرب نفسية عبر مقالات مكتوبة. أثبتنا بالأمس واليوم زيف هذه المقالات وسخفها، لكن في النهاية كوننا نتحمل مسؤولية تلك المرافق كان لا بد لنا أن نكون شفافين مع الرأي العام اللبناني والمجتمع الدولي، ولأجل ذلك دعونا السفراء جميعاً للقيام بزيارة ميدانية للمطار، بحضور وسائل الإعلام”.
وعما أسمته الصحيفة بالمصادر التي اعتمدت عليها، قال: “بالنسبة إلينا، إن المصادر التي ذكرت في صحيفة التلغراف البريطانية، هي غير ذات صفة ومختلقة، وكان الأجدر بها على الأقل أن تقوم بسؤال قسم النقل البريطاني المختص، الذي هو بمثابة وزارة النقل البريطانية، إذ يقوم بزيارة سنوية لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وزيارته الأخيرة كانت في 22 كانون الثاني 2024 أي منذ حوالى ستة أشهر، حيث زار كل اماكن المطار ومرافقه، ولم يترك مكاناً فيه إلا وزاره. وبالتالي، كان يجب على “التلغراف” ان تبني مصادرها على مصادر رسمية بريطانية، لا مصادر مجهولة”.
وردا على سؤال عن غياب سفراء عن هذه الجولة، قال حمية: “إن الدعوة كانت صدرت عبر وسائل الإعلام للجميع، وباعتبار ان التوقيت هو العاشرة والنصف صباحا، ربما لم يتمكن سفراء من جدولة مواعيدهم، وربما أيضا لأسباب لوجستية لديهم، إنما أؤكد أنه عندما تقوم الجهة المختصة البريطانية بزيارة المطار، وهي المعنية بالنقل في بريطانيا وبشكل سنوي، وهناك تواصل دائم ومستمر مع كل من السفارة الأميركية والسفارة البريطانية من قبل المديرية العامة للطيران المدني، ونحن نشجع المديرية العامة للطيران المدني على التنسيق مع كل السفارات في لبنان، ومن ضمنها السفارتان البريطانية والأميركية. ونحن قد وجهنا الدعوة إلى الجميع”.
وعن إمكان تعرض المطار للخطر، قال: “هذا الموضوع كنا شرحناه سابقا منذ بداية السابع من أكتوبر، وأن جهاز أمن المطار قد اتخذ اجراءاته، وهناك خطة عمل داخل المطار بإشراف قيادة جهاز أمن المطار”.
نصار
من جهته، شكر وزير السياحة لوسائل الإعلام تلبيتها الدعوة، وكذلك السفراء أو من يمثلهم، وقال: “بصفتي وزيرا للسياحة ومن منطلق سياحي واقتصادي، تقول بالأرقام تجاوز في عام 2023 عدد الوافدين إلى الكيان الإسرائيلي المليون و500 ألف من أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكانت هناك فرص عمل في القطاع السياحي تجاوزت الـ230 ألف مؤسسة وشخص في هذا الكيان. وبعد حرب غزة، خسر بالتأكيد المليون و500 ألف وافد، كما خسر أكثر من 230 ألف فرصة عمل. ولذلك، انتظرنا أن تشن حرب نفسية على لبنان، كونه رغم كل ظروفه، وكما نسمع من المسؤولين في المطار، فحركة المطار بالنسبة إلى المغادرين والوافدين طبيعية، وليست بعيدة كثيرا عن أرقام سنة 2023. ومن هنا، أطلب من الاعلاميين خصوصا التدقيق أكثر بأرقام عدد المغادرين والوافدين من لبنان وإليه”.