لورا يمين
للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى العاصمة الأميركية، امس الأحد، في زيارة هدفها الرئيسي إقناع الولايات المتحدة بالإفراج عن شحنة القنابل الثقيلة التي علقت واشنطن إرسالها إلى إسرائيل.
وقال غالانت إن “الاجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين حاسمة من أجل مستقبل الحرب، فخلال هذه الاجتماعات اعتزم مناقشة التطورات في غزة ولبنان”. وأشاد غالانت بأهمية علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، وشدد على أهمية زيارته الحالية، وأردف: نحن مستعدون لأي إجراء قد يكون مطلوباً في غزة ولبنان وفي مناطق إضافية. ورأى غالانت أن “الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة”، مؤكداً “سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأميركيين، وسأتطرق إلى الكيفية التي قد يتيح بها حدوث أمور إضافية، وأنا أعلم أننا سنحقق تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية أيضاً”.
في موازاة هذا الكلام الهادئ تجاه واشنطن، الذي أطلقه غالانت، والذي أراده ممهدا لترطيب الاجواء المشحونة، واصلاح العلاقات المتوترة بين الدولتين الحليفتين، وإعادتها الى طبيعتها، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يبرر، نوعا ما، مهاجمته الولايات المتحدة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، محاولا ايضا تلطيف ما فعله. فقد قال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة، امس “إنني أثمن عالياً دعم الرئيس جو بايدن والإدارة الأميركية لإسرائيل. فمنذ نشوب الحرب قدمت الولايات المتحدة دعمها المعنوي والمادي لنا من خلال الوسائل الدفاعية والوسائل الهجومية، لكن قبل نحو 4 أشهر طرأ انخفاض ملموس على حجم الذخائر المزودة من الولايات المتحدة لإسرائيل، إذ كنا نتقدم على مدار أسابيع طويلة إلى أصدقائنا الأميركيين بطلب إسراع وتيرة الشحنات، وقمنا بذلك المرة تلو الأخرى وعلى أعلى المستويات، وكل المستويات، وفي غرف مغلقة، وتلقينا تفسيرات مختلفة، لكننا لم نحصل إلا على شيء واحد هو عدم تغير الوضع”. اضاف غامزا من قناة الفيديو الذي نشره هو منذ ايام: مع أن أشياء معيّنة قد وصلت تدريجياً إلا أن جل أنواع الذخائر لم تصلنا. وبعد أشهر من عدم تغيّر هذا الوضع، قررت التعبير عن ذلك علناً، وقمت بذلك بناءً على تجربة تراكمت على مدار سنين طويلة، وأيضاً على معرفتي بأن هذه الخطوة ضرورية لإتاحة تدفق السلاح. وكنت أتوقع أن الأمر سيكون مرتبطاً بهجمات شخصية عليّ من الداخل والخارج، مثلما حدث حينما تصديت للاتفاق النووي مع إيران، ومثلما حدث ويحدث حينما عارضت المرة تلو الأخرى إنشاء دولة إرهاب فلسطينية، ومثلما يحدث حالياً حينما أعارض انتهاء الحرب مع إبقاء حركة (حماس) على حالها”…
غالانت يتحدث عن اليوم التالي ويريد احياء التنسيق مع واشنطن، اي انه يتحدّث في ما يريد الاميركيون سماعه، ونتنياهو “يطرّيها” ويشرح لماذا صعّد ضد اميركا. هدف تل ابيب من هذا السلوك، الفوز بالدعم العسكري الذي تريده اسرائيل، فوزا كاملا، والحصول على الاسلحة التي تريدها، بكل الاوزان والاحجام، بلا سقوف.
فهل ستعطي واشنطن الاسرائيليين ما يطلبون؟ هل تضمن الا يستخدموا هذه الاسلحة لتنفيذ مجازر ولتوتير الواقع اكثر، اكان في غزة او في لبنان؟ واذا اشترطت عليهم عدم استخدامها في القطاع وفي لبنان، واذا كانت تل ابيب تقول انها في حال حصلت على هذا السلاح فإنها لن تستخدمه.. فما الغاية حينها من الحصول عليه؟!
لورا يمين ـ المركزية