إيران لم”تضرب كف” منذ انتهاء حرب العراق بل “عم تقاتل بغيرها”
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن الطرفين المعنيين بالحرب والتوتر على الجبهة الجنوبية لا “حزب الله” ولا لبنان بل هما إيران وإسرائيل، مضيفاً: “حتى اللحظة إيران لم تعط أي مؤشر أنها تريد إعتماد الحلول الديبلوماسية لأن الازمة القائمة تلائمها لتصدير الثورة. لذا لا قيمة لكل التفاوض القائم مع “حزب الله” باعتباره تفاوض مع البديل. النوايا الايرانية تصعيدية لأقصى حد وهي تترجم عبر أذرعها في المنطقة”.
وفي مقابلة عبر “صوت كل لبنان”، أشار الى أن الايراني طوّر التكنولوجيا العسكرية التي إستوردها من كوريا الشمالية وحوّل مدى صاروخ صمد الذي يستخدمه عبر الحوثيين من 1500 كلم الى 2200 كلم فيطال إسرائيل، مضيفاً: “عبر هذه الخطوة، إيران دخلت من الباب الواسع في المنطقة ولكن ستقاتل كالعادة حتى يقتل آخر لبناني وآخر يمني. فهي منذ ٨/٨/١٩٨٨ – اي تاريخ انتهاء الحرب مع العراق – “ما ضربت كف بل عم تقاتل بغيرها”. إذاً نوايا إيران من العراق الى اليمن مروراً بلبنان تصعيدية لرفع المستوى التفاوضي وتحسين شروطها. انها تستفز الدول الاوروبية والعربية وتركيا عبر ممارسات الحوثيين في البحر الاحمر والتي تتسبب برفع كلفة النقل والمهلة الزمنية التي يتطلّبها. رغم ذلك نية المجتمع الدولي هي ألا يقوم بأي شيء مع إيران، لذلك المساعي الدبلوماسية لن تنتج حلاً”.
كما ذكّر بأن فتح امين عام “حزب الله” حسن نصرالله جبهة الجنوب بقرار فردي جريمة بحق لبنان لانه يعرّض اللبنانيين ومصالحهم لخطر كبير وكذلك لبنان بطبيعته وثقافته لخطر أكبر.
بو عاصي الذي إعتبر أن نصرالله يضرب بالصميم الهوية الوطنية والثقافة اللبنانية القائمة على الانفتاح على العالم، توجّه له بالقول: “انت غطيت الفساد لسنوات وسنوات وقبلك لعب هذا الدور النظام السوري. لقد خربت البلد إقتصادياً واجتماعياً وضربت العلاقة مع دول الخليج واليوم تلحق باللبناني الى قبرص عبر تهديدك للجزيرة، فأين يذهب لتأسيس مستقبله؟ هل يذهب إلى زيمبابوي كي يسترزق دون أن تلحقه وتهدد مصالحه؟!! من كلفك تهديد العلاقات الاوروبية – اللبنانية للخطر؟!”.
أضاف: “العتب على الذين تركوا حزب الله “يعنتر” بلا أي ردع له. فأين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من تهديد نصرالله للعلاقة مع قبرص؟ خرج ولم يعد؟! هل هو رئيس لمجلس الوزراء أم مدير عام؟! لماذا لم يرفض جدياً التعرض للعلاقات اللبنانية – الأوروبية وأخذ الخطوات اللازمة؟! هل إكتفى بالبيان المقتضب لوزير الخارجية عبد الله ابو حبيب؟! هل من مسؤولين في لبنان؟!”.
هذا وشدّد على ان “حزب الله” غريب بأدائه الاستراتيجي عن لبنان وإن كان افراده يحملون الجنسية اللبنانية، مضيفاً: “أهدافه ليست لبنانية ولم ولن نقبل أن نكون ضيوفاً في بلدنا. كل من يقول لنا “تركوا حزب الله وما فيكم ليه ولا جدوى من إنتقاد سلاحه” هو شريك أو متواطئ أو جبان إما لأن لديه مصالح شخصية أو لأنه لا يملك جرأة المواجهة. كأنه يقول لنا “شرعي وضروري وموقت” ونتذكّر الى اين اوصلتنا هذه المعزوفة سابقاً. مواجهتنا بالموقف مهمة جداً وهو سلاحنا، فلنتذكر مثلاً رئيس الحكومة البريطاني ونستون تشرشل الذي اخذ القرار بمواجهة المانيا من دون أن يخوض حرباّ ضدها، لقد بدأ مواجهته وحيداً”.
رداً على سؤال ان لبنان مرتبط بالساحة الاقليمية ولكنه يشهد منذ ما قبل حرب غزة إحتقاناً داخلياً وقد يكون ما نشهده تنفيسة، أجاب: “عسى ألا يكون الأمر كحربي التحرير والالغاء اللتين إعتبرهما العماد ميشال عون “تنفيسة” عام ١٩٨٩ فأطاح بالبلد. لذا إعتبار جبهة الجنوب “تنفيسة” لا يخفّف من شأنها بل يشكل خطراّ محدقاً”.
عن زيارته والوفد “القواتي” قطر منذ اسابيع، لفت الى ان قطر تسعى لإستطلاع الوضع وتريد المساعدة ولكن تريد رداً واضحاً من المسؤولين اللبنانيين إن كانوا يريدون حلاً فعلياً ومستعدون للسير بذلك وفق منهجية واضحة. يجب ألا ننسى أن قطر والمجتمع الدولي أيضاً يريدون الذهاب إلى حل واضح وسريع لكن لديهم إنشغالات أخرى”.
ردّا الى سؤال لماذا الموفد الاميركي أموس هوكشتين لم يزر معراب في زيارته الاخيرة، أوضح أن “همّ الولايات المتحدة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية وعدم التصعيد في الجبهة لذا يفاوض “حزب الله” عبر الرئيس نبيه بري، مضيفاً: “المهمة ليست رئاسية كي يجول على الافرقاء كافة. في المقابل نحن على تواصل دائم مع الأميركيين ان عبر السفارة أو عبر تمثيلنا في واشنطن أو من خلال زياراتنا لها. منذ نشأتنا تميزنا كـ”قوات لبنانية” بنشاط خارجي. مؤخراً قمنا بجولات الى قبرص وقطر وباريس ولندن وبروكسيل بظرف شهر واحد. فـ”القوات” حريصة على التواصل مع الخارج، لكن الدعم الأساسي هو ناسنا وكوكبة أكبر عدد من النواب لحراكنا”.
في الختام، إعتبر بو عاصي أن الحوار من حيث المبدأ هو أمر جيد لكن كما يطرح هو كلمة كاذبة للخروج عن الدستور والقوانين، مضيفاً: “اخبرني عن تسوية واحدة اتت بالفائدة على لبنان. اتحدث عن تسوية وليس توافقاً. التسويات عقد اذعان واستسلام، فمثلاً تسوية الدوحة بعد ٧ ايار هي فشل ذريع لان “حزب الله” اخذ النفوذ و”باع اللبنانيين حكي”. نزل لاحقاً بـ”عراضة القمصان السود” و”طيرّ” الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة وأطاح بالتسوية”.