احتفل معهد اده الفني بتخريج دفعة عام ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤ من طلابه في باحة المعهد الخارجية ، وحضر الاحتفال فاعليات سياسية ودينية وتربوية وبلديات بالإضافة الى ذوي وأولياء الطلبة وأصدقاء المعهد .
بعد دخول الطلاب بلباس التخرّج على أنغام موسيقى لاعبة الكمنجة اليز خاطر ، وقفة للنشيد الوطني اللبناني ، فكلمة مقدمة الاحتفال الدكتورة زينة زغيب وجاء فيها :
” إنّها اللحظةُ المنتظرةُ عند الأهلين منذ سنين، وهي اختمارُ سنواتٍ من التعلّمِ، فلتكُنْ خطوةً مباركةً للطلاّبِ وذويهم.
وقالت :”من معهد إدّه الفنّيّ، الرابضِ على تلّةٍ ساهرةٍ على حمايةِ مدينةِ الحَرف والحِرف والمهن والأجيال الصاعدة أقولُ لكم إنَّ الحياةَ طريقُها طويلٌ ومُبهمٌ، عليكم أن تتحلَّوا بالحكمةِ والإصرارِ. ففي مشواركم، لن تنالُوا شيئًا على طبقٍ من فضّة، ولن تَجدوا في ميدان العمل من يخاف عليكم كما فعل أساتذتُكم بل ستُحارَبون من القريب قبل البعيد، وسيُطلب إليكم تقديمُ الجديد والمميّز في سوق ملؤه المنافسة.
وأضافت :” في مسيرتِكم التعلُّميّة كددْتم كثيرًا، كلٌّ بأسلوبه، إنّما لا تظنّوا أنّ المعلوماتِ التي تلقّيتُموها ستكفيكم في مسيرتكم العمليّة، فمن لا يعملْ على تطوير قدراتِه يسبقْه القطارُ ويبقَ أسيرَ الماضي والأمجاد، لذلك ممنوعٌ أن تكُفّوا عن تطويرِ
ونَصَحَت :” لا تبتعدوا في أثناء بحثكم عن لقمة العيش من القيم الإنسانيّة، وعندما تواجهكم المصاعبُ فكّروا في كلّ دمعةِ أمٍّ ذرفتها من أجلكم، وحرمان والد عاناه بصمت ليعيلَكم، اتّقوا الله وسيروا بخطًى ثابتةٍ نحو اللاحدود لأحلامكم.”
اده
رئيس بلدية اده ، الدكتور بيار اده وفي كلمة ارتجلها من وحي المناسبة، هنأ الخرّيجات والخرّيجين الذين يحملون اسم معهد اده الفني ، وبهذا “فأنتم من أهلنا وأحبّائنا نشدّ على أيديكم ونقف الى جانبكم فيما تحتاجونه خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد .
وأضاف:” أعرف انكم ستفتشون على عمل أينما وجدتموه فذلك هدفكم ، وقد لا تجدون عملا إلا خارج البلاد فتضطرّون الى الهجرة والكفاح طلبا للرزق الحلال ولكني أوصيكم ببلادكم، بأهلكم، بالوالدين حبّا وبِرّا ، بارضكم ، ببيوتكم ، بذكرياتكم فلا تدعوا الهجرة تبتلع منكم كل هذه العطايا الربانية لأنكم مؤتمنون عليها .فاعملوا تحت الشمس حيث شئتم ، واجمعوا حلال تعبكم، ولكن عودوا الى الاستثمار في بلادكم، فأنتم متخرّجون في اختصاصات المهن الحِرفية ومجال عملها واسع في بلادكم . ونوه بجهود المدير بطرس عبدالله والأساتذة ودعا لهم بدوام التقدم والنجاح والازدهار
زعرور
كلمة الخرّيجين القتها الطالبة ماريتا زعرور ، فشكرت، باسمهم ، إدارة المعهد مديرا واساتذة على تعبهم وسهرهم في سبيل مستقبلهم ، وتوجهت الى أهلهم بالشكر والامتنان على كل ما بذلوه من تضحيات وسهر وحرمان لتأمين اقساطهم وكلفة ما يحتاجونه لتعلّمهم .. وَدَعت زملاءها الى البقاء على صداقة الزمالة والتواصل ، والوفاء للمعهد ، والبَرّ بالوالدين والإيمان بالله .
سعد
ميراي سعد ألقت كلمة الأساتذة وجاء فيها : ” ها أنتمُ اليومَ تتخرّجون من معهد إدّه إلى معموديّة الحياة.
أنتمُ السنابلُ في مجازية العطاء، أنتمُ النسورُ تشمخُ تواقةً لرود الأعالي.
أنتمُ خمرةُ الخوابي، وغمار البيادر.
هو لبنانُ منكم وبكم
ما أردناه إلا لؤلؤةً على جبين الشاطئ الأزرق. ما أردناه إلا صيّحةً في كتابِ الكون. وملتقى الأرواح في موعدِ الزنبق.
كيف لا ونحن في ظلّ معهدٍ يرعاه مديرٌ شهدَت له الادارةُ بالاستقامةِ والحكمة وحسن التدبير.
وعرفانُ الجميل لمن جعل اليراعَ لدى منشئ الأجيال وسلّم الادارةَ للحسام:
وأضافت :” كما تحيطنا باقةٌ من الأساتذةِ الكفوئين المناقبين أصحابَ الفكر لنرفعَ البنيان سويًّا في إبداعيةِ الجمال.. وبهتافات الشكر أهمسُ وأقولُ لذويكم: أنتم المداميك الأساسيّة في عمليّة التربيّة، في صنع الإنسان وبناء لبنان
عبدالله
مدير المعهد بطرس عبدالله ألقى كلمة قال فيها :
” لقد أثبتت الوقائع على مر التاريخ القريب والبعيد أن أصحاب المهن هم الذين تمكنوا من تجاوز ترددات الإنهيارات الإقتصادية، وما زلنا نعيش جميعا نتائج الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات.
وقال : لقد تأسس هذا المعهد الفتي وانطلق على يد سلفي الصديق المدير الأستاذ جورج خوري ، وبعد تكليفي بمهام الادارة، أطلقت شعار المحافظة على الإنجازات ومتابعة العمل وكأن كل يوم يمر علينا ، هو اليوم الأول من عمر المعهد، فلا كَلَل ولا مَلَل، لا تعَب يعرف إلى إرادتنا سبيلا، فهدفي كان وما زال وسيبقى المحافظة على معهد يليق بتعبنا جميعا ويليق بالمنطقة التي تأسس على أجمل روابيها، ويليق بطلابه ومتابعة الطريق مع شركاء النجاح ومضاعفتهم من خلال تظهير دور المعهد الأساسي في تطوير جيل الشباب وتحضيرهم للإنطلاق في سوق العمل.
وأضاف:” بالأمس أخافونا من سرعة التطور الإلكتروني عندما انطلقت الإنترنت، وبعده عشنا قلق نظام العولمة واليوم بدأنا بالتصرف بحذر شديد حيال الذكاء الإصطناعي، ونسينا أن أمام كل هذه التحولات، الأهم الأهم هو المحافظة على القيَم، فإذا استطعنا تسخير كل هذه الخدمات في سبيل تعزيز سُلَّم القيَم عندها نكون بالفعل قد تجاوزنا المخاوف الكثيرة التي تحيط بنا كأفراد وكعائلات وكمجتمع.
وأوصى طلّابه : ( لا تخافوا)، واجهوا عباب الموج العاتي بقلوبكم المؤمنة بالله، وبعلمكم الذي نهلتموه من معهدنا، وتابعوا التحصيل العلمي على قدر الفرص والإمكانات المتاحة، وكونوا واثقين بأنفسكم فاليوم والغد والمستقبل أمامكم ولكم.
ولأننا مكونات هذا المعهد تشكل أسرة حقيقية تتشارك الفرح والحزن، لا بد لي إلا أن أعبر عن حزن عائلة المعهد على خسارتها في حادث سير مؤسف لأحد طلابنا المغفور له بإذن الله الطالب بلال حيدر احمد وختم بقوله :” إلى اللقاء وإلى مزيد من النجاح والفرح والأمل والعزيمة والإصرار، تمسكوا باللون الأرجواني لون ملوك جبيل، مدينة الحرف، لؤلؤة مدن المتوسط، كونوا على مثال أسلافكم من أبنائها سفراء للكلمة والعلم والمعرفة.”
بعدها ، جرى تسليم الشهادات، وأخذ الصوَر التذكارية ، ورمي “القبعات” في الهواء كتقليد مقتبس ، فإلى نخب المناسبة .