بانوراما المساء…أعنف هجوم لحزب الله على اسرائيل… صواريخ ومسيّرات بالمئات


مجلس الحرب يجتمع الاحد وواشنطن تسعى لمنع الحرب الشاملة


الكتائب عند بري وباسيل عند الحزب…والرئاسة مكانك راوح

لا صوت يعلو فوق اصوات المدافع وهدير الطائرات الحربية وصواريخ المسيرات الدقيقة. كل شيء يوحي بأن الحرب قاب قوسين والجبهة الجنوبية الملتهبة لن تبقى وحدها ساحة معركة بين اسرائيل وحزب الله، بل سيقحم الحزب  لبنان برمته في اسناده لغزة.

اليوم، واعتبارا من ساعات الظهر الاولى، استكمل الحزب رد فعله على اغتيال قائده الميداني الابرز “ابو طالب” وثلاثة من عناصره في جويا، فشن اوسع هجوم على الداخل الاسرائيلي منذ بدء الحرب معلنا “استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات اصابت الاهداف بدقة”.

ومقابل تصعيد الميدان، جمود سياسي لم تفلح كل المبادرات والجولات النيابية في كسره، فبقي القديم على قدمه والتعقيد على عقدته عشية الذكرى السنوية الاولى على آخر جلسة رئاسية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 حزيران 2023.

تصعيد في الميدان: المنطقة الحدودية الجنوبية اشتعلت اليوم من الجانبين. وفي وقت افادت القناة 13 الإسرائيلية ان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يجتمع الأحد المقبل لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية ومفاوضات صفقة التبادل، اعلن حزب الله انه استهدف “موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية واصابه إصابة مباشرة”. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن اطلاق حزب الله نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة.

غارات: في المقابل، شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات استهدفت اطراف مرجعيون لجهة دبين وجبل الريحان. وشن غارة استهدفت اطراف بلدة حاريص واخرى على حرش بركات، اطرف جديدة مرجعيون الشمالي. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن مقاتلاته قصفت عددا كبيرا من المباني التي وصفها بأنها تستخدم من قبل حزب الله في عيتا الشعب في جنوب لبنان.

قلق اميركي: وقال مسؤول أميركي كبير لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة تشعر “بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”. وشدّد على السعي إلى “منع الوضع على الحدود اللبنانية من التحوّل إلى حرب شاملة”، لافتاً إلى أن “وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال”.

باسيل: في الداخل، خفتت التحركات على الضفة الرئاسية. وقبيل مؤتمر يعقده عند الخامسة لشرح نتائج جولته على القوى السياسية، اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة  للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.

3 مقاربات: من جانبه، أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيانا قال فيه: اليوم يكون قد مرّ عام كامل على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية دعا إليها الرئيس نبيه بري، وأما لماذا لم يدعُ إلى جلسات أخرى منذ عام بالتمام والكمال، فلأنه، وبحسب قوله، بانتظار حوار ما، في الوقت الذي استنفدت فيه الحوارات الممكنة كلها بين الكتل النيابية من دون ان تتوصل إلى مرشح يتفق عليه الجميع بسبب تمسُّك محور الممانعة بمرشحه النائب السابق سليمان فرنجية، فيما كان أعرب الآخرون، كل الآخرين، من المعارضة إلى التغييرين إلى المستقلين عن رغبتهم في البحث عن مرشح ثالث. والأدهى من ذلك كله انه حتى بالنسبة للحوار الذي يختبئون خلفه ويتخذون منه قميص عثمان بغية عدم ترك الانتخابات الرئاسية تجري كما يجب ان تجري، فإنه حتى بالنسبة لهذا الحوار، فإن “القوات اللبنانية” كانت قد طرحت على موفد الرئاسة الفرنسية السيد جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة للبنان ثلاث مقاربات تشاورية وما زالت حتى اللحظة بانتظار الأجوبة عليها. أما المقاربات الثلاث التي توفِّر متطلبات الحوار الجدي والفعلي من دون المساس بالدستور والثوابت، فهي كالتالي: المقاربة الأولى وضع مبادرة كتلة الاعتدال الوطني موضع التنفيذ، بمعنى ان تدعو الكتلة زميلاتها الكتل أخرى إلى التداعي وإرسال ممثلين عنها للاجتماع في مجلس النواب والتشاور ليوم كامل إذا اقتضى الأمر في موضوع رئاسة الجمهورية، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة انتخابية بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية. المقاربة الثانية ان يأتي السيد لودريان إلى لبنان ويطلب من رئيس المجلس النيابي الاجتماع بممثلين عن الكتل النيابية، فتتولى الأمانة العامة في المجلس دعوة الكتل كافة للاجتماع بالسيد لودريان الذي يقوم بطرح ملخّص عن نتائج جولاته المكثفة على المسؤولين والأحزاب والكتل النيابية كافة، وبعدها ينسحب لودريان ويكمل ممثلو الكتل مشاوراتهم ليوم كامل إذا اقتضى الأمر، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية. المقاربة الثالثة ان يدعو الرئيس بري إلى جلسة انتخابية كما ينص الدستور، وبعد ان تجرى الدورة الأولى، وفي حال لم تسفر عن انتخاب رئيس يعلِّق الرئيس بري جلسة الانتخاب لمدة ساعة او ساعتين ويطلب من الكتل التشاور بين بعضها قبل ان يعود ليدعو إلى دورة ثانية، وهلمّ جرّا حتى الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. ختم: لقد طرحنا هذه المقاربات الثلاث مع علمنا اليقين بان الموضوع ليس موضوع حوار، بل موضوع تعطيل انتخابات حتى تستجمع الممانعة كل أوراقها التي تمكِّنها من انتخاب مرشحها الرئاسي.  

الكتائب عند بري: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من حزب الكتائب اللبنانية ضم نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ والنائب نديم الجميل في عين التينة. واعلن الصايغ على الاثر، “أردنا ان نسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية… ونرى ان ليس هناك حتى اليوم من كفالة او ضمانات ان العملية الانتخابية ستنتج رئيسا توافقيا”، لذا لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية بدءًا بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على الوزير جهاد ازعور والقوى الاخرى للخروج من المأزق.واضاف: فهمنا اليوم ان لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان ولا يمكن لفريق ان يقول انا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا ان هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب الى رئيس توافقي يبقى التفتيش عن المخارج.

كنعان: ايضا، زار رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان عين التينة، والتقى الرئيس بري لـ٤٥ دقيقة قال بعدها “في المسألة الوطنية، لا السياسية. هل يعقل أن نبقى نتحاورونتبادر للبحث في جنس الملائكة؟ فرئاسة الجمهورية مسألة أساسية تشكّل مفتاحاً لكل الحلول ولعمل المؤسسات واستعادة الثقة بلبنان والقرار لمؤسساته الدستورية. وانتخاب الرئيس يجب أن يعطى كل الاهتمام اللازم من قبل جميع النواب وهي أساسية. فلا يعتقد أحد أنه يمكن تجاوز انتخاب رئيس للجمهورية بأي شكل من الأشكال بأي ملف من الملفات المطروحة اليوم على الساحة اللبنانية. لذلك كانبحث بعدة نقاط وأمور وتشاركنا مع دولة الرئيس بهذه الأفكار وان شاء الله سيكون لها تابعاً في وقت قريب جداً”… واشار الى “اننا نسمع عن قوانين وخطط ومشاريع تطرح بالاعلام يميناً ويساراً. وهذه الزيارة لتأكيد كرئيس لجنة مال وبرلماني ومواطن لبناني، أنه لا يمكن التعاطي بخفّة بموضوع له علاقة بكل المواطنين اللبنانيين هنا وفي الخارج وله علاقة باستعادة الثقة بلبنان، عنيت بذلك مسألة معالجة الودائع وما يسمى بالانتظام المالي. فالانتظام المالي يجب ان يكون جدّياً ومبنياً على وقائع، لذلك، هناك عدة إجراءات مطلوبة من الدولة اللبنانية والحكومة وهي واضحة بالنسبة للتدقيق بموجودات المصارف وعائدات وموجودات الدولة اللبنانية، لمعرفة الإمكانات، وكيف سيتم توزيع الالتزامات على مصرف لبنان والمصارف والدولة اللبنانية، وليس الخسائر كما يدّعي البعض. فلليوم لا يمكن الحديث عن خسارة الناس والمصارف شغالة والدولة شغالة، وليس هناك من افلاس”. وأكد كنعان “ضرورة إزالة التناقض والذهاب قدماً لتطوير الفكرة التي توصلنا اليها نتيجة نضال كبير قمنا به في لجنة المال والموازنة وهي عدم القبول بفرض أمر واقع على اللبنانيين والمودعين اي شطب الأموال “.

في واشنطن: من جهة ثانية،  يواصل قائد الجيش العماد جوزف عون لقاءاته ضمن إطار زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس النائب Michael McCaul والنائب Gregory Meeks، كما التقى عددًا من أعضاء لجنة الصداقة الأميركية اللبنانية في الكونغرس. وجرى التباحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والتحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية حاليًّا، وحاجاتها الأساسية للاستمرار في حفظ أمن لبنان واستقراره.

عبدالمسيح ينسحب: على صعيد آخر، أعلن النائب أديب عبد المسيح خلال مؤتمر صحفي عقده في  منزله “انسحابه  بشكل كلي من كتلة “تجدد “التي تضم النواب ميشال معوض، فؤاد مخزومي وأشرف ريفي مع تأكيد  بقاءه في صفوف المعارضة”.  وقال “لم ألبس عباءة التبعيّة ولن ألبسها أبداً وقرّرنا أن نمدّ الجسور مع جميع القوى السياسية بهدف لمّ الشمل وتغليب لغة الحوار على لغة المقاطعة”. أضاف: “تمكّنت ومخزومي من جمع جميع القوى خارج المعارضة كالتيار والحزب الإشتراكي إلا أنّوبعد سنتين من العمل الدؤوب السياسي هناك أبواق من طابور خامس أجهل نيّاتها همست في آذان الحلفاء ما أدّى إلى إطلاقها تكهّنات من دون أن تسألني بشأنها”. واستكمل: “أعلن انسحابي اليوم من كتلة تجدد النيابية وأثمن جهود كلّ أعضائها وأعلن عن تأسيس مكتب سياسي يُطلَق قريباً ويضمّ شخصيّات كورانيّة على أن يتوسّع وهو ليس سيّاسيًّا إنّما مستقل وقراراته استراتيجيّة وسياسيّة”. وختم عبد المسيح “المعركة الأساسية كانت وستبقى مشروع بناء دولة وأنا جزء من هذا المشروع”.

(المركزية)