من حيث يدري او لا يدري، قدّم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، هدية ثمنية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، قد تكون من الاغلى التي تلقاها في اعوام نشاطه السياسي الاخيرة.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تحت ذريعة الخروج من الشغور، والحاجة الى “التوافق” من اجل تحقيق هذا الهدف، وبهذه العناوين البراقة والجميلة، اعطى رئيس التيار، بري، الذي لطالما اعتبره خصما واتهمه بـ”تدمير” وافشال عهد الرئيس ميشال عون، صلاحية التمسك بعقد طاولة حوار يرأسها هو شخصيا، اي بري، قبل انتخاب اي رئيس للجمهورية، طبعا اذا لم يكن الثنائي الشيعي قادرا على فرض مرشّحه هو، بالأكثرية النيابية.. لانه اذا كانت هذه هي الحال، لا حاجة طبعا للحوار و”مرحبا توافق”، تضيف المصادر.
صحيح ان باسيل اعلن ان الكل سيتعهّد وسيوقّع على اوراق تقول ان هذه الطاولة لن تتحول عرفا وستكون لمرة واحدة فقط، لكن الجميع رأى بأم العين، تضيف المصادر، كيف يتعاطى الثنائي مع الوعود التي يطلقها والاوراق التي يوقّعها، هل مِن حاجة هنا، لنذكّر بالوعد بالصيف الهادئ عام 2006؟ او بإعلان بعبدا الذي عاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقال عنه “بلوّا واشربوا ميتو”؟
لكل هذه الاعتبارات، يمكن القول ان حوار بري الذي “ما كان ماشي” حتى الامس القريب، بما ان ثمة معارضة شديدة له ولتحويله الى عرف، انتعش بالاوكسيجين الذي مدّه به باسيل.. هو قد لا يبصر النور، تتابع المصادر، الا ان ما فعله باسيل، بالحد الادنى، أعطى “مشروعية” لسياسة بري الرافضة فتح ابواب مجلس النواب، الا بعد ان يكون رأس هو حوارا، حول الرئاسة، واعطاه بالتحديد مشروعية مسيحية كان يفتقدها بعد ان كانت بكركي والقوات، ترفضان تكريس بري معبرا إلزاميا الى اللعبة الديمقراطية.
لماذا فعل باسيل ذلك؟ ولماذا نسي خصومته مع رئيس المجلس؟ لحسابات خاصة، تجيب المصادر. فالتخلّص من دعم الثنائي لرئيس تيار المردة ومن احتمال الاتفاق على قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح ثالث، هما الهاجس الاساس لدى رئيس التيار. واذا التصق ببري وأفهمه انه قادر على ان يعطيه “الحوار”، على ان يتّفق معه وتاليا مع حزب الله، على مرشح جديد، بما ان هذا الحوار لن يُنتج إجماعا على فرنجية، وهذا ما يقوله باسيل لمَن يجول عليهم مِن المعارضين، كي يغريهم ويُقنعهم بالحوار.
ولأن اللعبة الديمقراطية ما كانت ستتيح اصلا وصول فرنجية، تقول المصادر ان الارجح ان ما يتوخاه باسيل هو ان يرص الصف من جديد مع الثنائي فيختاران معا الرئيس الجديد ويديران معا العهد الجديد…
لارا يزبك ـ المركزية