من أجل كلّ المتعبين، إصنعوا وطنًا..

من أجل كلّ المتعبين، إصنعوا وطنًا..

تاريخنا ككلّ تاريخ مليء بالذكريات.

ذكريات جميلة فرحة وذكريات أليمة حزينة.

في كلّ محطّة من تاريخنا، أحداثٌ ومآس وويلات وحروب.

صحيح أنّ النسيان يمحو الألم.

لكنّ الألم أقوى من النسيان وأقوى من أن تمحوه إرادة.

ألمٌ محفورٌ في القلوب والنفوس.

ألمٌ محفورٌ في الشوارع والساحات.

ألمٌ  كبيرٌ يشبه الحقيقة الكبيرة.

ألمٌ كبيرٌ يشبه الصمت الكبير.

هل يجب دائمًا أن يموت الأبرياء في غفلة من الاستهتار؟

هل يجب دائمًا أن يموت الأبرياء في غفلة من الضمير؟

هل يجب دائمًا أن يموت الأبرياء من أجل الأقوياء؟

من أجل كلّ الدماء، إصنعوا عدالة.

من أجل كلّ الدموع، إصنعوا خلاصًا.

يحقّ لكلّ المتعبين أن يرتاحوا ويعيشوا بكرامة.

يحقّ لكلّ الخائفين أن ينعموا بدولة قوية قادرة.

دولة لها قرارها وسلطتها وقانونها.

دولة لها مؤسساتها وشرعيتها الوحيدة.

لا تقوم دولة على التسلّط والفساد.

لا تقوم دولة على الارتهان والتبعية.

لا تقوم دولة على بطولات وهمية لا تطعم خبزًا ولا تأتي بدواء.

لا تقوم دولة على لغة الدماء.

ليكن تاريخنا كتابًا مفتوحًا لنتعلّم من أخطائنا ونزواتنا.

لنتعلّم كيف نبني وطنًا يليق بأجيالنا،

وطنًا لا يخاف من غده،

وطنًا يفرح في ذكرياته…

                                                                                      (باديس)