بينما تزدحم الساحة السياسية بالمبادرات والمساعي لكسر المراوحة السلبية رئاسيا، حيث يتحرّك اليوم على هذا الخط، اللقاء الديمقراطي وايضا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وقد يلاقيهما في مرحلة لاحقة، تكتل الاعتدال الوطني الذي كان قدّم مبادرة منذ اشهر، قرر رئيس تيار المردة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، ان يسبق هؤلاء بخطوة وان يطرح الركون الى اللعبة الديمقراطية الصرفة.
فدعا الاحد، في الذكرى الـ 46 لـشهداء 13 حزيران 1978، الى “إما القبول بمبدأ الحوار والتوافق على سلة كاملة، وإما الذهاب الى انتخابات بين الخيارين السياسيين الأساسيين في البلد”، على أن يمثل هو ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الخطين السياسيين على هذا الصعيد، قائلا “نهنئ من يربح. ماذا نحقق بهذه الطريقة؟ نرد الاعتبار للإنتخابات الرئاسية ولمعركة الرئاسة ولهيبة الرئاسة ونحترم نفسنا كموارنة”. واعتبر فرنجية أنه “إذا اردنا الاستمرار في منطق التيار الوطني الحر حول الرئيس القوي، يجب ان يكون رئيس القوات سمير جعجع المرشح الطبيعي للتيار الوطني الحر للرئاسة”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هذا الاقتراح يحتاج الى ان يكون جعجع راغبا بالترشح الى الانتخابات الرئاسية، لكنه يحتاج قبل كل شيء الى قبول الثنائي الشيعي اي حركة امل وحزب الله – مؤيدو فرنجية في معركته الرئاسية لانه يمثل خطّهم كما قال بنفسه – بالركون الى اللعبة الديمقراطية وبالموافقة على نتائجها ايا تكن. وهنا، قد تفرز الصناديق ما يتوقّعه الثنائي وقد تفرز ايضا ما لا يتوقّعه.
اليوم، تتابع المصادر، الخوف الاكبر لدى حزب الله هو “مِن المجهول”، ولذلك يصر على مبدأ الحوار الذي يسبق الانتخابات، ولذلك يقف خلف رئيس المجلس نبيه بري في تمسّكه بهذه الطاولة. فالثنائي يريد ان يعرف سلفا هوية الرئيس الذي سيتم انتخابه ويريد ان يتأكد انه يمثّله ويحميه وظهره وسلاحه وخياراته، سواء كان اسمه سليمان فرنجية او غيره، ما يطلبه الحزب هو ضمان وصول رئيس الى بعبدا مِن صلب بيته السياسي.
عليه، تقول المصادر ان المطلوب هو ان يؤمّن فرنجية ضوءا اخضر من حلفائه للسير بهذا الطرح – وهو طرح منطقي وواقعي اذ يحترم الدستور وابسط قواعد اللعبة الديمقراطية الانتخابية – فهل هو حاصلٌ عليه؟ وهل سيوافق الحزب على احتمال الا تنتهي العملية الانتخابية الى ما يشتهيه هو؟! اذا ضمن فرنجية هذه الموافقة، بعدها يصبح الحديث عن ترشيح جعجع نفسه وعن احتمال دعم باسيل له، جديا اكثر، تختم المصادر.
لارا يزبك ـ المركزية