منذ يومين، وفي غمرة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أعلن الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت، انسحابهما من حكومة الطوارئ برئاسة بنيامين نتنياهو، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة “في أسرع وقت ممكن”. واتهم غانتس وآيزنكوت، الشريكان في حزب “معسكر الدولة” (12 نائبا من أصل 120 بالكنيست)، نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة، كما اتهماه بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، ولا سيما القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى من القطاع. وقال غانتس، رئيس الأركان الأسبق (2011-2015) والمرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة، خلال مؤتمر صحافي: “بقلب مثقل، أعلن رسميا انسحابي من حكومة الطوارئ”.فما هي تداعيات الخطوة على حكومة نتنياهو؟مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “المعارضة لا تشكل الأكثرية التي تمكنها من الإطاحة بأكثرية نتنياهو الذي يتمتع بأغلبية 64 صوتًا في الكنيست. حتى الساعة، هذه الاكثرية غير موجودة، لكن الامور قد تتغير وفقاً للتطورات على الارض، فلربما استطاعات هذه المعارضة ان تلتئم بجبهة وتشكل أكثرية وبالتالي تصوّت او تدفع باتجاه انتخابات مبكرة، عندها يمكن القول ان حكومة نتنياهو ستسقط. لكن حتى الساعة لا مؤشرات تدل على ان المعارضة قادرة على تشكيل أكثرية والدفع باتجاه انتخابات مبكرة، لا بل ان عملية النصيرات العسكرية عادت وعوّمت نتنياهو نوعاً ما، لأن الاسرائيليين اعتبروها انجازا وتؤدي الى نتيجة واستطاع من خلال هذا الضغط العسكري الذي كان يدافع عنه وإبعاد كل طرح لحل سياسي او دبلوماسي، بأن هذه الاستراتيجية فعالة، لذلك لا اعتقد ان استقالة غانتس ستقلب المعادلة. صحيح ان غانتس يتفوق شعبيةً على نتنياهو في استطلاعات الرأي، لكن يبقى ان المعارضة الاسرائيلية لا تشكل الأكثرية حتى الساعة، وبالتالي اعتقد ان الامور ستبقى على حالها حتى الانتخابات الاميركية”.وعن تأثيرها على مجريات الحرب في غزة، يشير نادر الى ان “الامور ستبقى في مسارها الحالي، والحرب المفتوحة ستستمر، ولا شيء يدل على انها ستتوقف. في المقابل، قد يرتفع نفوذ الوزراء اليمينيين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، مع رحيل غانتس الذي كان يشكل نوعا من التوازن لكن من دون ان يؤثر بشكل كبير. فقد رأى غانتس انه لا يؤثر ويعطي مشروعية وصورة وحدة وطنية لمجلس الحرب.هذه هي الصورة الحالية، لكن قد يحصل تطور دراماتيكي على الارض يعطي المعارضة دفعا من جديد. اليوم جاءت عملية النصيرات وعوّمت نتنياهو لكن غدا قد يحصل تطور ميداني آخر يطيح بهذا التعويم ويذهب بالاتجاه المعاكس”.ويرى نادر ان “ما حصل لن يؤثر ايجاباً على وقف إطلاق النار بل العكس فالامور الى مزيد من التصعيد، لأنها أدّت الى تقوية اليمين المتطرف فتصاعدت قوته في الداخل، واساسا فإن اصحاب نظرية الحسم العسكري والضغط الاقصى هم من اليمين المتطرف … الامور رهن التطورات على الارض، لذلك الوضع هش جدا”.ويختم نادر: “غانتس لم يعد له اي دور في الحكومة، وهو أصلاً استقال لأنه لم يكن لديه دور فاعل، بل ان وجوده مهم سياسيا ورمزيا لأنه يعطي صورة الوحدة الوطنية. اليوم لا نعلم من سيحل مكانه في مجلس الحرب، لكن الصوت الطاغي أصبح لليمين المتطرف، وبالتالي هذا يأخذ الامور باتجاه الحل العسكري لا السياسي”.
يولا هاشم -المركزية