يدخل التيار الوطني الحر على خط “المبادرات الرئاسية”، على الرغم من ان المبادرات الخارجية وتحركات كتلة الاعتدال الوطني ثم اللقاء الديموقراطي وما سبقهما، بقيت كلها في اطار الزيارات البروتوكولية والمجاملات ولم تصل الى لبّ المشكلة، حيث كل طرف ما زال متشبثا برأيه وموقفه، واضعا فيتو على خيارات الطرف الآخر.
مع الاشارة ان التيار الوطني الحر كان في تشرين الاول العام 2022 قد أعد ورقة تتضمن الاولويات الرئاسية التي تؤكد ان “التيار الوطني الحر يقارب استحقاق الرئاسة الاولى انطلاقا من مفهومه للدستور ولدور الرئيس وموقعه”.
وجال وقتذاك على كافة القيادات والكتل والاحزاب وسمع المواقف الايجابية، التي لم تقترن بالأفعال، وما زال الاستحقاق الرئاسي عالقا عند آخر جلسة انتخاب عقدت في حزيران الفائت، اي منذ عام كامل.
وكان رئيس التيار النائب جبران باسيل قد استبق جولته التي ستبدأ الاسبوع المقبل، بالتوضيح أنّ الحوار يجب الّا يتحول إلى عرف يسبق انتخاب رئيس الجمهورية، وأن لا يتحول مجلس النواب إلى مجلس عشائر، ولكن اذا اقتضى الأمر عقد الحوار فلا مشكلة من عقده شرط انتخاب رئيس.
إذًا تنطلق مبادرة التيار من اهمية تقريب وجهات النظر، ولكن هل لها حظوظ بعدما فشلت او جمدت المحاولات السابقة؟
يشرح رئيس التيار الوطني الحر ناجي حايك، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان الحل سيكون مزيجا من الطروحات الداخلية والخارجية، ولذا يجب علينا دائما ان نحاول لا ان نبقى جامدين في مكاننا، وهذا ما يقوم به “التيار” اذ “انه يجرّب بشتى الطرق”.
واذ يشدد على انه من خلال ما قام ويقوم به يؤكد “التيار” ان ليس لديه اي مرشح للانتخابات الرئاسية، يقول حايك: بل على العكس اننا نريد ان يتفق اللبنانيون على مرشح واحد، وبالتالي فان “التيار” لا يتمسك الا بالتوافق، وهنا جوهر تحركنا.
وردا على سؤال، يؤكد حايك ان “التيار” لن يطرح الاسماء، بل “نريد رئيسا يتمتع بتاريخ نظيف ويتحلى بالكفاءات اللازمة لتولي هذا المنصب، على ان يتمتع بالتأييد المسيحي الوازن، كونه يمثل المسيحيين على رأس السلطة في لبنان… وعندها يمكن اسقاط الاسم المناسب، ولكن المشكلة ان كل ماروني يرى نفسه المرشح الانسب.
ومن ستشمل الجولة؟ يوضح حايك انها ستشمل كل القيادات المحلية، كما سيكون هناك لقاء مع اللجنة الخماسية، خصوصا وان الدول المعنية بالملف اللبناني تتواصل فيما بينها من اجل الوصول الى حلّ، وتعتبر انه على الداخل ان يلاقي التحركات الخارجية للوصول الى انتخاب رئيس.
ويتابع: عندما تطلب دول العالم بانتخاب رئيس للجمهورية، فانها بشكل او بآخر تدعم المسيحيين في لبنان.
وهل سيحصل لقاء مع القوات؟ يجيب: “نحن منفتحون على كل الناس”، معتبرا ان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ليّن مواقفه في الفترة الاخيرة.
وكالة أخبار اليوم