لم يكن افتتاح طرق بين القاع وراس بعلبك والقاع.. الاثنين، بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزيف عون، حدثا تنمويا صرفا، بل اتخذ ايضا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ابعادا سياسيا.
شكلُ الحدث ومضمونُه، يؤكّدان هذه القراءة. فوقوف الراعي جنبا الى جنب مع قائد الجيش في افتتاح الطرق، والجولة التي قاما بها معا على المناطق هذه التي نستها الدولة، وقد حلّ الاهالي والجيش مكانها، لافتان ومعبّران من حيث الصورة والمشهد، ويدلّان على قدرة المؤسسة العسكرية بقيادة العماد عون، على تحقيق إنجازات مفيدة للبلد والناس، في وقت كل شيء ينهار في لبنان، وهو امر ينال رضى ومباركة بكركي، بدليل مشاركة الراعي شخصيا في الافتتاح.
ولتثبيت الجانب السياسي للحدث في شكل أكبر، كانت مواقف لافتة ايضا، أطلقها الراعي في المناسبة. فأشاد بجهود قيادة الجيش لحفظ الوطن وتعزيز الروابط بين اللبنانيين عبر فتح طرقات جديدة في حين أن البعض يعمل على إقفال الطرقات وإضعاف هذه الروابط، آملًا في أن لا تبقى أي منطقة في لبنان معزولة عن أبنائها وعن بقية المناطق. وشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في المجلس النيابي في أسرع وقت ممكن، انطلاقًا من دور الرئيس كرمز لوحدة الوطن.
الراعي يرى اذا، ان عون قادر على فتح الجسور بين اللبنانيين والتقريب بينهم، ويعتبر ان غيره يهدم هذه الجسور. ليس تفصيلا ان يتحدث البطريرك بهذه العبارات عن قائد الجيش، في وقت يجري البحث بقوة، عن مرشح تسووي لا يستفز احدا، يجمع بين اللبنانيين ولا يفرّق، لرئاسة الجمهورية.
هذا هو جوهر مساعي الخماسية الدولية، تضيف المصادر، وهذا ايضا ما يسعى اليه المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، كما ان السفير السعودي وليد البخاري الاثنين أعلم المرشح الرئاسي شبلي الملاط الذي زاره مع وفد “عن تقدم التشاور حثيثاً على طريق رئيس التسوية الكفيل بإعادة الثقة لطاقات أهل بلاد الأرز الراسخة”.
وبينما يحاول المرشحون المحسوبون على اطراف سياسية، القول انهم، عندما يصلون الى الرئاسة، سيصبحون للجميع وسينتفتحون على الجميع، وهذا ما قاله المرشح سليمان فرنجية منذ ايام، تشير المصادر الى ان هذا الموقف لا يفيد، وأقلّه لم يفد صاحبه منذ اكثر من عام، بما ان الفريق الآخر في البلاد غير مقتنع بانتخابه ويرفض اي رئيس محسوب على طرف، لكنه يبدي في المقابل انفتاحَه على خيار ثالث اي على رئيس تسوية.
قائد الجيش، بشهادة الراعي، بانٍ للجسور ومُقرّب للمسافات بين اللبنانيين، ويصلح ليكون الخيار الثالث.. فهل يمكن ان يرفع هذا المعطى من حظوظه الرئاسية ويقصّر من مدة الشغور الرئاسي التي طالت كثيرا؟ ام ان الحسابات الشخصية من جهة، واصرار فريق على كسر الآخر في البلد، سيبقيان يعطّلان انتخاب اي رئيس تسووي، سواء أكان العماد عون او سواه؟
لارا يزبك ـ المركزية-