نتنياهو يرفع احتمالات الحرب واستدعاء 50 ألف احتياطي لجبهة لبنان


واشنطن: “ما زلنا في مرحلة يُفضّل فيها الإسرائيليون حلاً ديبلوماسياً”

إلتحق أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة التهديدات ضد لبنان التي أطلقها كل المسؤولين والقادة العسكريين في الدولة العبرية. وترافقت هذه التهديدات مع تصعيد متواصل على الحدود، تميّز أمس بإصابة 11 في مستوطنة حرفيش بالجليل الغربي شمال إسرائيل، بضربة نفّذها «حزب الله». وتبعد حرفيش التي لم يُجلَ سكّانها، أكثر من 3 كيلومترات عن الحدود مع لبنان. وأفادت تقارير أنّ الضربة أصابت موقعاً لتجمّع قوّات الجيش الإسرائيليّ، في ملعب لكرة القدم، وقد أسفرت عن تسجيل 11 إصابة، إحداها حرجة و3 خطرة، فيما تراوحت الأخرى ما بين المتوسّطة والخطرة.

وفي هذا السياق، أعلن نتنياهو أنّ الدولة العبرية «جاهزة لشنّ عملية مكثفة للغاية» على الحدود مع لبنان، وقال خلال زيارة مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود أنّ تل أبيب «جاهزة لعملية عسكرية شديدة جداً في الشمال. ومن يعتقد أنه سيستهدفنا ونحن نبقى مكتوفين يرتكب خطأً كبيراً. وبطريقة كهذه أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال»، بحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش ينتظر قراراً من الحكومة لجعل المواجهة مع «حزب الله «في لبنان «ساحة لحرب رئيسية» تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى «ساحة معارك ثانوية». وفي هذا السياق، قالت إذاعة الجيش إنّ الحكومة تسمح باستدعاء 50 ألف جندي احتياطي إضافي استعداداً للتصعيد على جبهة لبنان.

ولاحقاً، صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار يسمح للجيش بزيادة قوات الاحتياط التي ستستدعى ليصل عددها إلى 350 ألف جندي احتياطي، وذلك حتى نهاية شهر آب المقبل. لكن مسؤولين في وزارة الأمن قالوا إنّ «هذه زيادة طبيعية وروتينية للمنظومة القتالية».

وقال وزير الثقافة والرياضة الاسرائيلي ميكي زوهار في اجتماع الحكومة: «حان الوقت للقول بوضوح إنّ تأجيل الحملة لتدمير «حماس» جلب لنا كارثة 7 أكتوبر. إنّ تأجيل معركة تدمير قدرات «حزب الله» سيجلب لنا كارثة أكبر وأكثر فظاعة، ونحن ندفع بالفعل أثماناً باهظة في حين أنّ الذروة لا تزال أمامنا».

ولفتت «القناة 14 العبرية» الى أنّ «التقدير في إسرائيل أنّ حرباً مع «حزب الله» قد تندلع في الأسابيع المقبلة».

وعلى صعيد ردود الفعل على التطورات على الحدود الجنوبية، حذّرت الولايات المتحدة أمس من «تصعيد» في لبنان بعدما توعّد نتنياهو بتنفيذ عملية عسكرية، معتبرة «أنّ اندلاع نزاع من شأنه أن يضرّ بأمن إسرائيل فقط».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: «لا نريد أن نرى تصعيداً للنزاع سيؤدي فقط الى مزيد من الخسائر في الأرواح سواء لدى السكان الإسرائيليين أو اللبنانيين، ومن شأنه أن يلحق ضرراً هائلاً بأمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة».

لكن ميلر قلل من أهمية المؤشرات إلى حرب وشيكة مع لبنان، وقال إن «التصريحات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية التي تفيد أنهم مستعدون لعملية عسكرية، إذا لزم الأمر، تختلف عن قولهم إنهم اتّخذوا القرار بتنفيذ عملية عسكرية. وأضاف «ما زلنا في مرحلة نعتقد فيها أنهم يفضلون حلاً ديبلوماسياً».

وأكد أنّ الولايات المتحدة تتفهم «الوضع غير المقبول بالنسبة لإسرائيل» على حدودها الشمالية، وقال «هناك عشرات آلاف المواطنين الإسرائيليين غير قادرين على العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل، لأنّ ذلك غير آمن بسبب قصف «حزب الله « المتواصل والهجمات بالمسيّرات في المنطقة».

على صعيد آخر، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية في تقريرها أمس، إنّ إسرائيل استخدمت قذائف الفوسفور الأبيض الحارقة في هجمات على مبانٍ سكنية في 5 بلدات وقرى على الأقل في جنوب لبنان، ما قد يؤدي إلى الإضرار بالمدنيين وانتهاك القانون الدولي.

(نداء الوطن)