(أ ف ب )
أرسلت واشنطن مبعوثيها إلى المنطقة، بعد أيام قليلة من خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أعلن فيه «المقترح الإسرائيلي» لصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. ووصل مساء أمس، إلى الدوحة، مدير «المخابرات المركزية الأميركية»، وليام بيرنز، حيث من المقرّر أن يلتقي بالمسؤولين القطريين والمصريين، فيما يصل، اليوم، إلى القاهرة، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك. وبحسب ما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين، فإن «رحلة بيرنز وماكغورك، جزء من حملة ضغط شاملة من أجل التوصّل إلى انفراجة بشأن الصفقة».من جهتهما، يترقّب الوسيطان المصري والقطري ردّ حركة «حماس» الرسمي على المقترح الأخير، وسط تفاؤل في القاهرة وغموض وحذر في الدوحة. وعبّر ثلاثة مسؤولين مصريين معنيين بالملف الفلسطيني، تحدّثوا إلى «الأخبار»، عن تفاؤلهم بأن تؤدي جولة المفاوضات الأحدث إلى اتفاق، مشيرين إلى أنه ربما تكون «المسألة مجرّد مسألة وقت»، وذلك بناءً على مجموعة من الاتصالات التي أجرتها وتلقّتها القاهرة خلال الأيام الماضية، وخصوصاً تلك الأميركية التي دارت حول المفاوضات عموماً، علماً أن «مسألة اليوم التالي للحرب في غزة، احتلّت حيّزاً واسعاً منها، ويمكن القول إن هنالك تقدّماً ملحوظاً في هذا المجال».
في غضون ذلك، أعاد بايدن توجيه انتقادات غير مباشرة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً إن «خلافي الأكبر مع نتنياهو يتعلّق بما سيحدث بعد الحرب في غزة والانتقال إلى حلّ الدولتين». ومع أنه أشار إلى أن «نتنياهو يتعرّض لضغوط هائلة بشأن الرهائن، لذا هو مستعد لفعل أي شيء لاستعادتهم»، فقد أضاف مستدركاً بأن «هناك أسباباً تجعل الناس يستنتجون بأن نتنياهو يعمل على إطالة أمد الحرب من أجل الحفاظ على بقائه السياسي». وعقب كلام بايدن، خرج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، ليشدّد عليه، معتبراً أن «الرئيس كان واضحاً في إجابته، وتناول ما يقوله العديد من النقّاد»، مضيفاً أن «بايدن ونتنياهو لا يتّفقان على أشياء كثيرة، لكنه (بايدن) ملتزم بأن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها». كما أشار كيربي إلى أن «مقترح الاتفاق بشأن غزة، هو مقترح إسرائيلي (…) ولا يمكننا أن نطلب من إسرائيل الموافقة على مقترح صنعته بنفسها»، موضحاً أنه «يشمل وقفاً للعمليات العسكرية، وانسحاباً من قطاع غزة»، مضيفاً أن «قطر ومصر تعهّدتا بضمان التزام حماس بما تعهّدت به، والرئيس بايدن التزم بضمان تنفيذ إسرائيل ما يخصّها».
أرسلت واشنطن مبعوثيها إلى الدوحة والقاهرة في محاولة لدفع المفاوضات قدماً
في المقابل، أشارت قناة «كان» العبرية إلى أن «إسرائيل تطالب واشنطن بضمانات باستئناف الحرب، إن لم تُكمل حماس صفقة التبادل». وأضافت القناة أنه «بعد خطاب بايدن، ساد قلق في إسرائيل من أن يسمح وقف الأعمال العدائية لحماس بتشويه المفاوضات، وبالتالي تجنّب استمرار الحرب وإتمام الصفقة»، كما أنهم في إسرائيل «يخشون من وضع لن تدعم فيه الولايات المتحدة استمرار الحرب، ويطالبون الآن بضمانات بهذا الشأن من الولايات المتحدة». وعلى المقلب الإسرائيلي أيضاً، أعلن حزب «شاس» (11 مقعداً في الكنيست، برئاسة أرييه درعي)، أكبر شريك في ائتلاف نتنياهو، أنه سيقدّم «الدعم الكامل» لصفقة تبادل محتملة مع «حماس»، حتى لو كان ذلك يستلزم «خطوات بالغة التأثير في استراتيجية الحرب على غزة». كما وصلت مجموعة من الشباب من «مقرّ أهالي المختطفين» الإسرائيليين، إلى مقرّ «الكنيست»، بهدف إقناع أعضائه بالتوقيع على وثيقة تطالب الحكومة بالموافقة على الصفقة المطروحة على الطاولة. وبحسب صحيفة «معاريف»، فقد «وقّع حوالي 70 عضو كنيست على الوثيقة»، بينما سيواصل هؤلاء الشباب نشاطهم اليوم، بهدف الوصول إلى 100 توقيع وأكثر.
في المقابل، أكّد القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، في تصريحات إلى وسائل الإعلام، أن «الاحتلال لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة ينعم عبرها أسرانا ومعتقلونا بالحرية»، مضيفاً أن «الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة يأخذ فيها الأسرى ثم يستأنف حربه». كما أكّد حمدان أنه «من دون موقف واضح من إسرائيل بالاستعداد لوقف دائم للحرب، والانسحاب من غزة، لن يكون هناك اتفاق».
(الأخبار)