هذا ما قاله براك عن لبنان على هامش مشاركته في منتدى الدوحة

في حديث خاص لإذاعة الفجر، وعلى هامش مشاركته في منتدى الدوحة المنعقد في دولة قطر ، قال المبعوث الأميركي توم براك إنّ لبنان يمرّ في واحدة من أدقّ مراحله التاريخية، في ظل الانهيار الاقتصادي والشلل السياسي، ما يستدعي مقاربة شديدة الحكمة والمسؤولية لتجنيبه أي انزلاق جديد نحو الحرب وعدم الاستقرار.

وأشار براك إلى أنّ الملف اللبناني، ولا سيما المرتبط بحزب الله، يُعدّ من أكثر الملفات تعقيداً في المنطقة، نظراً لتداخل العوامل الداخلية مع الحسابات الإقليمية والدولية. وذكّر بأنّ الولايات المتحدة تصنّف حزب الله كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو موقف ثابت في السياسة الأميركية، إلا أنّ الواقع اللبناني يقدّم صورة مغايرة، حيث يُعتبر حزب الله قوة سياسية فاعلة، ممثّلة في البرلمان اللبناني ولها حضور في الحكومة والمؤسسات الرسمية.

وفي ما يتصل بملف سلاح حزب الله والصواريخ التي يمتلكها، شدّد المبعوث الأميركي على أنّ اللجوء إلى القوة العسكرية لن يؤدي إلى حل، بل سيضاعف الأزمات، متسائلاً: «هل نعتقد حقاً أنّ نزع السلاح بالقوة العسكرية يمكن أن يكون مخرجاً؟». وأضاف: «رأيي الشخصي واضح، الخيار العسكري ليس حلاً، وأي محاولة من هذا النوع قد تدمّر لبنان وتفتح الباب أمام فوضى إقليمية أوسع».

وأكد براك أنّ معالجة هذا الملف تحتاج إلى مسار مختلف، يقوم على الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية، وينطلق من الداخل اللبناني، معرباً عن ثقته بقدرة اللبنانيين على الوصول إلى تسوية حكيمة. وقال: «اللبنانيون شعب ذكي، وسيجد الطريق المناسب للخروج من هذه الأزمة مهما بلغت تعقيداتها».

كما ربط براك الحل في لبنان بالسياق الإقليمي العام، معتبراً أنّ أي تقدّم داخلي يتطلب توافر مناخ هادئ في المنطقة. وأعرب عن اعتقاده بوجود «لحظة سانحة لخلق السلام والهدوء» على المستوى الإقليمي، يمكن أن تشكّل فرصة حقيقية لانعكاس إيجابي على الوضع اللبناني.

وختم المبعوث الأميركي بالتأكيد على أنّ المجتمع الدولي مدعوّ إلى دعم لبنان بعيداً عن منطق التصعيد والمواجهة، والتركيز على مقاربة تحافظ على استقرار البلاد وسيادتها، وتخفف من معاناة الشعب اللبناني، في انتظار بلورة حلول مستدامة تنقذ لبنان من أزماته المتراكمة.