ربّي صِرتَ منّا فينا

:

بعدَ أن ألَّفتُ " ليلة الميلاد " و " قلبي مهيّا مغارَة " و " وبهالليلة،" فكّرتُ أن أكتبَ شيئًا يتعلّقُ بالمعنى الروحي للميلاد، على صعيدٍ كوني؛ وماذا يعني " الميلاد؟!" 
أريدُ أن أخرجَ عن فكرة " بابا نويل "، والهدَايا، ليس لأنّنا لا نحبُّها، هي جميلةٌ للأولاد؛ إنّما يجب أن يعرفوا ما معنى الميلاد؟!

والميلاد “يعني الله صار منّا وفينا”، وهذا حلمٌ لا يخطرُ على بالِنا،” حلمُ الإنسان وحلمُ الله،” أي لم يبقَ الله فكرة مبهمة، أصبحنا نعرف اسمَه، ونرتوي من حُبِّه، ونغدو رسمَه؛ وبميلادِهِ في مذودٍ حقير، أصبحَ كلّ النّاس يزورون المغارة في كنيستِهم؛ أي أنّ كلّ الدّنيا أصبحَت مزارًا، هذا المذود الصّغير ” جعلَ الدّنيا مزارًا،” ” في القلوبِ شعَّ النّور، وفي العيونِ الانبهار؛” نحنُ متوجِّهون نحو السّماء، صَوبَ العُلى، ولكي نفهمَ العُلى ونفهمَ الأسرار، علينا أن نمشيَ في ظلِّ الأسرار، أي معه، ثمّ نحدِّقُ بالعذراء، لا يُمكنُكَ ألاّ تُحدِّقَ بها، مستودعِ الإصغاء، ومَن يُصغي أكثر من العذراء؟! أيُّ قدّيسٍ في الدُّنيا سمِعَ دعواتٍ، ورأى دموعًا، ومسحَ الدّموعَ أكثرَ من العذراء؟! فروحُنا تتبلسَمُ أمامَكِ أنتِ ” يا قيثارةَ السّماء “، و” قربَكِ ننعَمُ “، علِّمينا الإرتقاء؛ وماذا يعني الإرتقاء؟! نتعالى على مشاكلِنا، لذلكَ نقولُ له:
” رَبّي صِرْتَ منّا فينا
حلمٌ صارَ حلمَك”.
أحبُّ هذه الترتيلة كثيرًا، وموسيقاها معبِّرَة، هلل… هلل… هللونه؛ مثل Douce Nuit،
أي أنّكم إذا أردتُم أن تُنشدوا Douce Nuit، على هذا اللّحن، فذلك ممكن، لأنّي وضعتُها على الإيقاع نفسه.

ربّي صِرتَ منّا فينا:

ربّي صِرتَ منّا فينا حِلمٌ صارَ حِلمَكَ
لَمْ تَعُد لُغزًا عَلَينا صِرنا نَعْرِفُ اسْمَكَ
من حنانِكَ ارتَوَينا حتى صِرنا رسمَكَ
هلل… هلل… هللونُه

١- رَبّي مَهدُكَ الحَقيرُ صَيَّرَ الدُّنيا مَزارْ
في القلوبِ شَعَّ النُّورُ في العيونِ الإنبهارْ
في رؤيا العُلى نَسيرُ مَعْكَ فِي ظِلِّ الأسرارْ
هلل… هلل… هللونه

٢- من حنانِكِ يا مريم يا مُستودَعَ الإصغاءْ
آلامُ الرُّوحِ تُبَلسَمْ يا قيثارةَ السماءْ
قُربَكِ نَزْهُو وَنَنْعَمْ علِّمينا الإرتقاءْ
هلل… هلل… هللونه