ترأس راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه خلال وجوده في لبنان لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر، قداسا احتفاليا في دير مار قبريانوس ويوستينا -كفيفان، بدعوة من رئيس الدير الأب اسطفان فرح الذي عاونه والأب الراعي جوني درغم بالذبيحة الالهية بمشاركة الأب جورج طربيه والأب اغناطيوس داغر، في حضور رئيس بلدية تنورين ياسر نعمه ووفد مرافق لطربيه من أبرشية استراليا المارونية وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى طربيه عظة قال فيها: “نحتفل اليوم بأحد زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات، هذا الأحد الذي يتزامن مع حدث كبير ينتظره لبنان كله، وهو زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا لاوون الرابع عشر للبنان بعد ساعات قليلة . هذه الزيارة هي حدث مهم ونعمة كبيرة، وقلوبُنا كلّها موجّهة نحو هذا اللقاء الذي نرجو أن يحمل الخير والرجاء لبلدنا. وأنا سعيد أن أحتفل معكم اليوم في هذا الدير المبارك، دير كفيفان، دير القداسة والقديسين.”
وشكر لرئيس الدير وعبره للرهبانية اللبنانية المارونية ورئيسها العام “إاتاحة الفرصة للاحتفال بالقداس كتحضير مباشر لزيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر ونصلي من أجل ان تكون زيارة ناجحة للبنان”. ورحب “بالوفد من أبرشية أستراليا، الذين يشاركوننا هذا القداس ويعيشون معنا الفرح الكبير بزيارة البابا المرتقبة”. وقال: “عندما نتأمل بزيارة مريم لإليصابات نرى ان هناك شبها جميلا بينها وبين زيارة البابا للبنان. فالزيارتان تمتا بسرعة. يقول الإنجيل إن مريم “قامت وانطلقت مسرعة من الجليل الى الناصرة”. وعندما نتحدث عن زيارة البابا التي ادخلت الفرح الى قلوب اللبنانيين مقيمين ومنتشرين وخصوصا في أبرشيتي في استراليا، نجد أنه أتى مسرعا إلى لبنان ولم يتأخر بل جاء في السنة الأولى لحبريته في زيارة راعوية ليقول لنا: أنا معكم، أسمعكم، أزوركم، وأحملكم في صلاتي. في الزيارتين رسالة سلام ورجاء. مريم جاءت تحمل المسيح، كلمة الله، مصدر الفرح والبابا يأتي اليوم باسم الرب يسوع نفسه، ليحمل سلامًا لشعب لبنان المعذب ورجاءً لشباب قلق على مستقبله، وتثبيتًا للحضور المسيحي في هذا الشرق المجروح وخصوصا في لبنان.”
أضاف: “موقفنا نحن كما قالت أليصابات “من أين لي أن تأتي إليّ أم ربي؟” نستطيع نحن أيضًا أن نقول: من أين لنا أن يأتي إلينا البابا لاوون الرابع عشر باسم الرب يسوع حاملاً إلينا رسالة المحبة والرحمة والسلام؟ وبالتالي الفرحة التي غمرت قلب أليصابات هي نفسها عند سماع البابا لاوون، صوت الحق، صوت يبشر بالحق وينادي بالعدل والسلام ورفع الظلم، صوت يقول لشعب لبنان لا تخافوا. وإذا كان الله معنا فمن علينا؟”
وتابع: “رسائل الزيارة البابوية لنا مقيمين ومنتشرين هي واضحة وتظهر في برنامج الزيارة. فزيارته لرئيس الجمهورية هي رسالة رسمية وبروتوكولية وطبيعية ولكنها زيارة دعم وصلاة من أجل فخامة الرئيس والحكومة الحالية والمسؤولين من أجل لبنان لكي ينجزوا الاصلاحات والتغييرات المطلوبة ويعيدوا لبنان إلى مساره الصحيح. اما المحطة الثانية فهي زيارة ضريح القديس شربل في عنايا وهنا يؤكد البابا على رسالتنا ودورنا، نحن ابناء الكنيسة اللبنانية وأبناء الكنيسة المارونية، وعلى رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية. هذه الرسالة بعيش الايمان المسيحي والقداسة وبإعطاء قديسين. إن أعظم وأهم رسالة تقوم بها كنيستنا هي إعطاء قديسين للعالم ونحن نفتخر بالقديس شربل الذي أصبح عنوانا للقداسة في لبنان والعالم. واللقاء الثالث هو لقاء البابا مع الشبيبة وهذه المحطة هي الرسالة الأقوى ونحن نعرف جيدا عن شبابنا وألمهم ووجعهم وهواجسهم، وغربتهم الداخلية وخوفهم من المستقبل المجهول. لذلك خصص البابا وقتا كافيا للشبيبة لكي يلتقي بهم يسمعهم ويصغي إليهم ويتكلم معهم، ويفتح أمامهم الطريق نحو الرجاء من أجل ان يتمكنوا من مواجهة الصعوبات ويثبتوا بإيمانهم وأرضهم. وفي المحطة الرابعة يزور البابا مستشفى دير الصليب وهنا نرى عند البابا لاوون الرابع عشر هذه اللمسة الإنسانية والعاطفة على الانسان الضعيف والمتألم وكأنه يريد ان يضع لمسة رجاء للمرضى من اخوتنا الموجودين في المستشفى ليقول لهم: أنتم في قلب الكنيسة. الى وقفة الصلاة على مرفأ بيروت بعد الانفجار الكارثي الذي تسبب بجرح كبير في قلب لبنان والعاصمة بيروت ومن هناك سيصلي ويوجه رسالة واضحة يقول كلمة واضحة، رسالة ضد العنف، ضد السلاح المتفلّت، رسالة تؤكد على ضرورة أن تكون للدولة وحدها حصرية السلاح وأن يتم حل الامور الاخرى بالطرق السلمية لا بالعنف ولا بالمتفجرات. إنها رسالة واضحة يحملها قداسة البابا لبنان وشعبه”.
وختم: “كل هذه النوايا والبرنامج تقدم في ذبيحة شكر يوم الثلاثاء في وسط بيروت من أجل لبنان ومن أجل كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الطائفية والدينية. نحن اليوم أمام زيارة تاريخية، ومع النبي صاموئيل نردد: “تكلم يا رب فإن أبناءك وبناتك يسمعون.”
بعد القداس التقى طربيه المشاركين بالقداس في صالون الدير.



