حضرة السيدة الأولى، نعمة عون، ممثّلة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون،
حضرة وَزير الثَّقافَة غسّان سلامة،
حضرة وزيرة التربيه ريما كرامي،
حضرة وزيرة البيئة تمارا الزين،
حضرة النّائِب وائِل أبو فاعور،
ابْنَةُ بَيْتِ الاستِقْلال الوَزيرة ليلى الصُّلح حمادة،
رَئيس وَأَعْضاء المَجْلِس البَلَدي في راشيّا،
أيُّها الأَصْدِقاء،
ما كانَ مِن مَكان نَحْتَفِل بِهِ باسْتِقْلال لُبنان أَكْثَر رَمْزِيَّة مِنْ راشيّا،
هُنا، في راشيّا، وُلِدَ الاسْتِقْلال وَصِيغَتْ أُسُس الميثاق الوَطَني.
هذا التُّراث الوَطَني الكَبير يَضَع راشيَّا في قَلْبِ التّاريخ اللُّبْناني،
كَرَمْزٍ لِلْوِحْدَة وَالتَّلاقي بَيْنَ المُواطِنين مِن كافّةْ مُكَوِّنات الوَطَن.
افْتِتاح مَتْحَف الاسْتِقْلال في هذا العام بِالذّات،
يَحْمِل رَسائِل إَضافِيَّة.
لُبنان حَزَمَ أَمْرَهُ.
الاسْتِقْلال والسِّيادَة هُما خَيارُنا وَقَدَرُنا.
إِذا كانَ لِلاسْتِقْلال قَلْعَتُهُ في راشيّا،
فَالسِّيادَة هِي القَلْعَة الحامِيَة لِلاسْتِقْلال في القُلوب وفي الدُّسْتور.
سِيادة تَمْتَدُّ عَلى كُلِّ تُرابِ الوَطَن، دونَ اسْتِثناء أَوْ تَبْرير.
سِيادَة في الدِّفاع عَن وِحْدَةْ أَراضينا ضِدَّ كُلِّ اعْتِداء أَو احْتِلال.
سِيادَة هِي إِرادَة وَضَرورَة وَطَنِيَّة، حَيَوِيَّة،
قَبْلَ أَنْ تَكون مَطْلَب أَيّ طَرَف خارِجي.
سِيادَة تُعَمِّق الشُّعور بالانْتِماء.
الانْتِماء إِلى الجُذور وَالأَصالَة وَإِلى رُؤْيَة مُسْتَقْبَلِيَّة لِوَطَنٍ مُزْدَهِر.
هذا المَتْحَف، وَكُلُّ العَمَلِ الإِنْمائيّ اللافِت الذي يَحْصَل في راشَيّا،
مِن تَجْديد السّوق التُّراثي،
وَمَشاريع الإِنارَة التي تُضيء عَلى الجَمال، وَعَلى الفُرَصِ المُتاحَة،
هُمْ تَذْكير بِدَوْرِ بَلداتِنا وَقُرانا،
لا سِيَّما تِلْكَ البَعيدَة جُغٌرافِيًّا عَنِ العاصِمة.
تُقَدِّمون هُنا مِثالًا لِفَضاءاتٍ جامِعَة.
اليَوْم، حِينَ نُعيدُ الحَياة إِلَى المَساحات الثَّقافِيَّة وَالتَّرْبَوِيَّة وَالرّمْزِيّة،
نَقوم بِمُبادَراتٍ تُوائِم بَيْنَ دَعْمِ الاقْتِصادِ المَحَلّي
وَبَيْن الحاجَة إِلى واجِبِ الذّاكِرَة
في أيّ مُجْتَمَع تَعَدُّدي،
تَتكاثَر فيهِ سَرْدِيّات هَدَفُها الوَحيد تَعْميقُ الانْقِسام،
خِدْمَةً لِمَصالح فِئَوِيَّة ضَيِّقَة.
في راشِيّا، نُطْلِق اليَوْم قَلْعَةً تَحمي الذّاكِرَة، وَتحَمي الحَقيقة،
لِنُؤَكِّد أَنَّ الجاذِبِيَّة السَّياحِيَّة في قَلْبِ القُرَى وَالبَلْدات،
حَيْثُ جَمالُ العُمْران وَالنَّاس وَالتّاريخ،
هِيَ المَدْخَل لِطَرْحِ الأَسْئِلَة الضَّرورِيَّة عَنْ ماضينا ومُسْتَقْبَلِنا.
إِنَّنا نَنْظُر إِلى راشَيّا كَوَاحَة جَمالِيَّة وَتاريخِيَّة،
كَقاطِرَة لِلتَّنْمِيَة في البِقاع الغَرْبي وَالجَنوبي.
حينَ تَزْدَهِر راشَيّا، فَهِيَ تُنْعِش مُحيطَها،
وَتَخْلِق فُرَصَ عَمَل لِشبابِها ولِشَبابِ الجِوار،
وَتَبْني جُسورًا لِلتَّلاقي بَيْنَ أَهْلِها وَأَهْلِ القُرَى المُجاوِرة،
مُجَسِّدَةً مِعنْى الميثاق الوَطَني والحَياةِ المُشْتَرَكَة، عَلى أَرْضِ الواقِع.
وَمَعْ ذلِك، لا يُمْكِنُنا أَنْ نَتَجاهَلَ التَّحَدِّيات.
المِنطَقَة بِكامِلِها تُواجِه مَخاطِر كَبيرة،
وَاحْتِمال أَنْ تَتَسَرَّب التَّوَتُّرات الإِقْليمِيَّة أَوْ الانْقِسامات الدّاخِلِيَّة المُجاوِرَة إِلى نَسيجِنا الوَطَني يَبْقَى هاجِسًا.
مَسْؤولِيَّتُنا أَنْ نُصْغي لِمَن اخْتارَ الحِكْمَة نَهْجًا لِلْقِيادَة وَلِمُواجَهَةِ المَخاطِر، وَأَن نُوَجِّه لَهُ التَّحيَّة وَالتَّقدير.
في راشيّا، كُلُّ حَجَر يُؤكِّد أَنَّ لُبْنان بَلَدٌ يَرْفُض الاسْتِسْلام،
بَلَدٌ يَتَجَدَّد دائِمًا.
شُكراً لَكُم، وَمَبْروك لِراشَيّا وَأَهْلِها هذا المَتْحَف، وَما يَفْتَحُهُ مِنْ آفاق.
و كل عيد إستقلال و أنتو بخير!
1





