حذار من “الخمول الاستراتيجي…”


نجيب زوين


بدم بارد قتلت اسرائيل موظف بلدية بليدا.. لم يكن مسلحا ولا من عداد عناصر حزباللا ولا من فرقة الرضوان… هو موظف مدني يقوم بواجبه. تجاوز الاسرائيلي كل الحدود… وما زال يرفض المبادرات الآيلة لتطبيق عادل للقرار 1701، متكئا على دعم اميركي “ترومبي” لا محدود… غافلا ان في لبنان اليوم سلطة قررت ان تكون صاحبة الامر على كامل التراب اللبناني تتعامل مع الاخطار، داخليا وخارجيا، من ضمن استراتجية وضعها الجيش اللبناني.
ما جرى في بليدا، هو خارج القرار 1701 وخارج الميكانيزم، وتجاوز ما يعرف بالخطوط الحمر، فاستدعى فخامة الرئيس قائد الجيش ليعطيه التوجيهات الضرورية.
وجاء الموفدون خوفا من اصطدام بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي.
وحسب التقارير هناك اقتراح ينص يطلب من حزباللا الاحتفاظ بالسلاح مقابل “الخمول الاستراتيجي” اي تثبيت وقفٍ لإطلاق النار يترافق مع انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الخمس المتنازع عليها داخل الأراضي اللبنانية، مقابل التزام حزباللا بتجميد نشاطاته العسكرية جنوب نهر الليطاني.
وأن يحتفظ الحزب بسلاحه ضمن ما تصفه المبادرة بـ “الخمول الاستراتيجي”، أي عدم استخدامه أو تطويره خلال فترة التهدئة، بما يتيح إعادة تفعيل قنوات الوساطة الدولية وضمان استقرار الوضع الحدودي.
اي ان المطروح و “بالمشبرح” اتفاق قاهرة نسخة 2025.

فما هو اتفاق القاهرة؟

  1. هو اتفاق تم توقيعه في 3 تشرين الثاني 1969 بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة اللبنانية، بوساطة مصرية (الرئيس جمال عبد الناصر)، لتنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان.
  2. الجهات الموقّعة:
  • منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات.
  • الدولة اللبنانية مُمثَّلة بقائد الجيش وقتها العماد إميل البستاني، (بتكليف من الرئيس شارل حلو).

أهم بنود الاتفاق:

  1. السماح للفدائيين الفلسطينيين بشنّ عمليات ضد إسرائيل انطلاقًا من جنوب لبنان.
  2. تنظيم وجود المنظمات المسلحة الفلسطينية داخل المخيمات.
  3. عدم تدخل الدولة اللبنانية بالمخيمات، مقابل تعهّد الفلسطينيين باحترام السيادة اللبنانية.

النتائج والتداعيات:

  • أدّى الاتفاق إلى نشوء “دويلات” فلسطينية مسلحة داخل لبنان، خصوصًا في الجنوب (ما عُرف لاحقًا بـ “فتح لاند”).
  • كان من أسباب اندلاع حرب ال 1975، بسبب احتكاك الوجود الفلسطيني المسلح بالأطراف اللبنانية.
  • ألغي رسميًا بقرار من مجلس النواب اللبناني عام 1987، خلال عهد الرئيس أمين الجميّل.

اليوم وبعد ستة وخمسون سنة ضوئية (1969-2025)، يعود اتفاق القاهرة بسيناريو جديد غير مدركين ان الحرب اليوم هي من “نتائج وتداعيات” اتفاق القاهرة…
يبدأ الحل اليوم، من تطبيق خطاب القسم ومقررات مجلس الوزراء القاضية بحصرية السلطة وبتسليم السلاح اللاشرعي، بدءا بسلاح ميليشيا حزباللا، للجيش اللبناني، وانسحاب اسرائيل من لبنان، وما عدا ذلك مرفوض لانه كمن ينام بين العقرب والافعى..
2 تشرين الثاني 2025