لارا يزبك– المركزية
عرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو، في السراي امس، الوضع الأمني في الجنوب والتحضيرات الجارية لرفع التقرير الدوري الى مجلس الامن الدولي بشأن تنفيذ القرار 1701، والتنسيق القائم بين اليونيفيل والجيش. بدوره، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة لازارو، كما استقبل مدير عمليات الأمم المتحدة William Blanchard وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات عند الحدود الجنوبية.
الاجتماعات الجنوبية الطابَع هذه، تأتي في وقت تواصل القوات الإسرائيلية رفع جاهزيتها لشن حرب على لبنان. فقد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، امس إن الجيش أجرى على مدار الأسابيع الأخيرة مناورة برية، تحاكي هجوماً على لبنان. وأضاف أدرعي في بيان عبر “إكس”، أن المناورة التي شاركت فيها الفرقة 146، ولواء المدرعات الاحتياطي 205، تحاكي “السيناريوهات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء، وجاهزية القوات للهجوم”. وأوضح أن المناورة شملت “إجراءات القتال، والتحقق من صلاحية الخطط الهجومية على الجبهة الشمالية، والتجنيد والتزود، ودراسة التحديات في لبنان، والنماذج العملياتية نهاراً وليلاً ووسط منطقة وعرة، تحاكي قدر الإمكان القتال في عمق لبنان”. كما تمرنت القوات الإسرائيلية على “غلاف اللوجستيات والاتصالات والحوسبة في العمق، والتنقل في المناطق الوعرة، والتقدم في محور جبلي، وإطلاق النيران متعددة الدرجات، والقتال في منطقة حضرية، كجزء من رفع الجاهزية على الحدود الشمالية”، حسب المتحدث باسم الجيش.
كما حصلت اللقاءات، على وقع تكثيف الجيش الاسرائيلي من عملياته الامنية على الساحة الجنوبية، حيث استهدف بضربات مدروسة، اكثر من عنصر في حزب الله، في الايام القليلة الماضية. فقد طاردت المسيرات الاسرائيلية الدراجات النارية في جنوب لبنان واغتالت عناصر في الحزب، حيث نعى الاخير، الاحد، أربعة من مقاتليه. اما الاثنين، فاستهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية قُرب مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. وأدت الغارة الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
بحسب ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”، الاجتماعات هذه قد تكون دورية، غير ان كل المعطيات الميدانية تجعلها استثنائية، خاصة في ظل غياب الوساطات العلنية للتهدئة على الضفة الجنوبية، وربط الموفد الاميركي الرئاسي اموس هوكشتاين عودته الى بيروت، بوقف النار في غزة، بعد ان “رضخ” لمعادلة ربط حزب الله الوضعَ الجنوبي الميداني، بالوضع الحربي في قطاع غزة. صحيح ان اتصالات تحصل بعيدا من الاضواء بين هوكشتاين ولبنان الرسمي وبينه ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالتحديد، المكلّف من حزب الله البحث في حيثيات التسوية المنتظرة جنوبا متى توقّفت المدافع في الاراضي المحتلة، غير ان الخطير، بحسب ما تقول المصادر، هو ان تفلّت تل ابيب من كل الروادع والمكابح، حيث لا تبالي بالسقوف التي كانت واشنطن رسمتها لها في رفح مثلا، بدليل ارتكابها مجزرة فيها في الساعات القليلة الماضية، هذا التفلّت قد يدفعها في اي لحظة الى اعلان الحرب الشاملة على لبنان، غير مبالية باتصالات ومساعي هوكشتاين والاميركيين.. وبذلك، سيكون لبنان يدفع ثمن جنون نتنياهو وثمن عجز واشنطن امامه واستسلامها لتشدّد حزب الله ومعادلاته ايضا!