باسيل يذكّر الحزب: لا تراهنوا علينا رئاسيا!
لارا يزبك-المركزية_
اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن “انتظارَ نتائج حرب غزة هو انتظارٌ خاسِر للبنان لأننا نخسر وقتاً من دون مردود إيجابي. وسواء ربح حزب الله أو خسر في الحرب، فأنا لن أبدّل موقفي في ما خص رئاسة الجمهورية، كما أنني سأبقى متمسكاً بأن أعيش معه. وأنا لا أريده أن يخسر، وإذا ربح فسأعاند أكثر لأن لبنان في النهاية يتعيّن أن يعيش في بُعده الداخلي وليس الخارجي فقط. وإذا خسر الحزب فسأعيش معه وسنتشارك الأرض والمآسي والانجازات التي سنقوم بها. وفي رأيي أن من الأخطاء الكبرى في لبنان ربْط الأمور ببعضها البعض. ويمكن أن نختلف حول الجبهة مع الخارج وأن نسيّر في الوقت نفسه ملف الرئاسة لأننا في حاجة الى رئيس للدولة، وهذا لا علاقة به بحرب غزة”.
واشار الى أن “الشرعية التمثيلية يعطيها الناس لا المرجعية. المرجعية تعطي الاعتبار، وثمة فارق بين الشرعية الشعبية التمثيلية والاعتبار السياسي. لا ورقة يمكن أن تجعل من أي شخص مرشحاً، ولا أي تسمية كذلك. المرشح ينبغي أن يتوافر فيه واحد من أمرين: إما قوته الذاتية الذي تفرضه مرشحاً كما كان الحال مع العماد ميشال عون وإما ان يحظى بتأييد من القوى التي تتمتع بالشرعية التمثيلية”. واعرب عن اعتقاده أن “المشكلة لدى الثنائي انه لم يدرك أنه لا يمكنه ان يفرض على مكوّنٍ كالمكوّن المسيحي مرشحاً لا يتمتع بالقوة الذاتية ولا بالشرعية التمثيلية”.
وتابع باسيل “حتى أن المرشح المعني لا يسعى إلى امتلاك واحدة من هاتين الخاصتين. وأنا أتحدث هنا بكل صدق سعياً إلى إيجاد حل، وتالياً أسأل الثنائي كيف يمكن ان ينجح مرشحك في عهدٍ يستمر ست سنوات من دون ان تكون لديه لا القوة الذاتية ولا قوة الدعم؟ وكيف إذا كان المرشح المعني وقبل الانتخابات غير مستعدّ أن يتكلم مع أحد فكيف الأمر بعد الانتخابات. وطرحنا ان نجلس معاً في بكركي ولم يقبل، وطُرحت وثيقة من بكركي ولم يشارك. نحن لا نفتئت عليه لا في حيثيته واعتباره ومكانته واحترامه، لكن هذا شيء والشرعية التمثيلية شيء آخر”.
فيما بدأت الضفة الرئاسية تشهد في الايام الماضية، بعض التحركات بدفع خارجي، رأى رئيس التيار ان لا بد من رفع السقف من جديد، والتصعيد في وجه حزب الله داعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، باسيل اراد ايصال رسالة حازمة الى الضاحية بأن كل ما تفعله عسكريا لن تتمكن من تسييله رئاسيا. وبالتالي، عليها بتسهيل الانتخاب الان، لان لا نفع من الانتظار، فحتى لو انتصر الحزب في الحرب، لن يتمكن من تأمين الاكثرية لمرشحه. فالتيار لن يسايره في هذه النقطة، رغم التحالفات الانتخابية في النقابات التي أبرمت بين الطرفين على مر الاسابيع والاشهر الماضية والتي استفاد منها مرشحو الفريق البرتقالي.. وبالتالي قال باسيل للحزب من جديد: اي شيء لم يتغير، لا تراهنوا علينا!
واذ لعب على وتر التمثيل المسيحي لاستهداف فرنجية في خاصرته الضعيفة، تشير المصادر الى ان هذا الموقف يصيب ايضا الثنائي الشيعي لثنيه عن اصراره على فرض مرشح لا يريده المسيحيون.
هذه المواقف كلها، تتابع المصادر، من شأنها التأكيد ان الحركة الدبلوماسية لن تحقق اي هدف، الا اذا… فحتى بعد الحوار، اذا حصل، لن يبدّل معارضو فرنجية مواقفهم، وباسيل منهم، وقد جدد تذكير الحزب بذلك بوضوح امس. وبالتالي، وبما ان رهان الضاحية على باسيل لايصال فرنجية الى بعبدا، خائب، اللعبة الديمقراطية التي يدعو الوسطاء الى لعبها، لن تأخذ مجراها، تختم المصادر.