كتب مارك بخعازي
لبنان اول دولة عربية تخرج إسرائيل من اراضيها المحتلة،لا بوثيقة اذعان وتسوية، حمالة اوجه، بل بوثيقة من دم ابنائه الذي سفك بسخاء ،وكانت ثماره انسحابا مخزيا لها. من يحاول اليوم الحط من قدر تحرير الجنوب والبقاع الغربي لأسباب سياسية او طائفية او مذهبية، فإنه يجافي الحقيقة والتاريخ، والحقائق الجيوسياسية. وكما لا انكر انا شخصيا دور المقاومة اللبنانية في وجه المحاولات الفلسطينية للسيطرة على لبنان من خلال المخيمات والجزر المسلحة التي إقامتها التنظيمات، والتصدي لمؤامرة الوطن البديل .كما المقاومة السياسية والشعبية والعسكرية في مواجهة الوجود العسكري والامني السوري والحيلولة دون تكريسه إحتلالا دائما، من واجبي أن أؤكد ألا مجال للمقارنة لأن إسرائيل هي عدو،شاء من شاء وأبى من ابى،لأنها هي التي هجرت الفلسطينيين إلى لبنان في العام 1948،وهي التي اجتاحت لبنان في العام 1978،وفي العام 1982،فدخلت بيروت وكانت العاصمة العربية الأولى التي تقع تحت إحتلالها،وهي لا تني عن انتهاك سيادته واستقلاله كل يوم بالخروقات البرية والبحرية والجوية. من دون أن ننسى العمليات العدائية المتكررة وأهمها عناقيد الغضب 1996، وحرب العام 2006،ومجزرتي قانا وسقوط آلاف الشهداء الابرياء. وبعد هل من الجائز التشكيك بالتحرير الذي حققته مقاومة اللبنانيين. أجل أن صناع التحرير هم لبنانيون من الجنوب والبقاع وجبل لبنان وبيروت،وليسوا مستوردين.واذا كانت هناك نقاط متباعدة في الرؤية العقائدية، والسياسية وكيفية إدارة الدولة مع ” حزب الله” خصوصا، و” الثنائي الشيعي ” عموما، فلا يعني ذلك أن التحرير لم يكن حدثا مفصليا، واستراتيجيا في تاريخ لبنان ااحديث، وأن عدم ألاقرار بهذا الأمر يعادل التنكر لابسط قواعد المنطق الوطني والسياسي. فالتحرير تحقق، وصناعه هم لبنانيون وليسوا في حاجة إلى ” فحص دم” للبنانيتهم. وأن الخمس والعشرين من أيار هو عيد كل لبنان واللبنانيين.