نحن الشيعة..
نحن شيعة لبنان. لبنانيون عروبيون وعلمانيون ويساريون وديمقراطيون ومسلمون وملحدون. من رحم المقاومة ولدنا. آباؤنا خبزوا الناصرية في حناجرنا، أطعمونا سيَر غيفارا وماركس وأنطون سعادة وهوشي منه وباتريس لومومبا ومارتن لوثر كينغ ونلسون مانديللا والأم تيريزا والخميني وادهم خنجر وكمال جنبلاط والأخضر العربي وألاريون كبوجي ، أرضعتنا أمهاتنا أنفاس الحُسين وزادت عليها شعر المتنبي وإبن عربي والفارض وأبي العلاء وأبي نواس وبودلير ورامبو وبريفير وت. س أليوت ووأحمد فؤاد نجم والسياب والماغوط وسعيد عقل وإيليا أبو ماضي وجبران وصلاح جاهين، وكان لنا نعمة دوستيوفسكي وماركيز وسارتر وجان جينيه وأفكار كومونة باريس.
نهلنا روح الكتب والفلسفات من بلاد النهرين والشام وبيروت ومصر والمغرب إلى الصين وألمانيا وفيينا وباريس وموسكو وإيران. ملأنا حناجرنا بموسيقى العالم وقاتلنا وتظاهرنا من أجل حقوق المظلومين في كل العالم. نرقص كما يحلو لنا ونغني ما طاب من الغناء. لنا الساحات والشعر والأدب والعلوم ولا حدود لحريتنا.
نحن شيعة لبنان ، سنّته ومسيحيوه ومذاهبه التي ذبحت عبر التاريخ.
نحن التنوع والتعددية في مداها ورحابتها وغناها وأصالتها.
نحن لا نباع ولا نشترى لا في سفارة ولا مقام ولا عرش ولا مشيخة ولا ولاية ولا إمامة. لا دولة تستوعبنا ولا أمة تلخِّصنا.
نحن شيعة لبنان والبنادق التي قاتلت إسرائيل. هزمناها وسنهزمها ولو بعد حين.. نحن الذين وضعنا فلسطين في عباءات آبائنا وهربنا للفدائيين الخبز والسلاح والياسمين. نزلنا صغارا لنجمع قوتا وكساء للجزائر. هتفنا لثورة ظفار. بكينا حين أُمِّمت قناة السويس وهتفنا للمصريين خلال العدوان الثلاثي .قلوبنا هامت بفيتنام. حفظنا دروس التاريخ من ثورة الزنج حتى إنتفاضة الحجارة.
نحن شيعة لبنان ولدنا من عشق صخرتين وحنان الينابيع. زرعنا الشجر كثيفا من أجل العصافير وروينا بدمنا شتول التبغ الحزين.
نحن شيعة لبنان ورقصه وموجه وغناء حناجره. لنا في كل ساح مبدعون وعباقرة وملكات جمال وشعراء وروائيون وسينمائيون.
نحن شيعة عالميون وكونيون لنا في كل تاريخ كتاب وقلم، والبنادق لنا كلما ثَقُلَ ظلم أو إحتلال أو نكبة..



