“الله يراني “على خطى الطوباوي اسطفان نعمة…زيارة حج للإعلاميين الى بلدته .. مسيرة تقديسه بدأت فهو قديس الأرض وببركته لن نتخلى عنها

من جامعة الروح القدس وبهَديه،انطلقت صباحا  رحلة  للاعلاميين ،نظمتها الرهبانية اللبنانية المارونية وطالب دعاوى القديسين الأب بولس القزي لمناسبة انطلاق مرحلة اعلان قداسة الطوباوي الأخ اسطفان نعمه وفي يوم عيده.
 المحطة الاولى كانت في البيت الوالدي الذي نشأ وترعرع فيه حتى السادسة عشرة من عمره في بلدة لحفد الجبيلية، حيث تباركوا من مياه نبع الغرير وجالوا في المكان. وبعد الصلاة شرح الأب جورج غطاس سيرة حياة القديس ، ثم  توجهوا الى دير كفيفان حيث ضريحه وشاركوا في قداس العيد الذي احتفل به النائب العام في أبرشية البترون المارونية المونسنيور بيار طانيوس ممثلا راعي الأبرشية المطران منير خيرالله وعاونه رئيس الدير الأب اسطفان فرح والاب قزي في حضور لفيف من الخورأساقفة وكهنة الأبرشية وحشد  من المؤمنين. وخدمت جوقة المبتدئين في الرهبانية القداس.

في بداية القداس رحب رئيس الدير بالحضور كهنة وعلمانيين واعلاميين، متمنيا عيدا مباركا للجميع. وقال: “نحتفل معا بعيد الطوباوي الأخ إسطفان وقد بدأنا ثلاثية احتفالات شاهدنا خلالها وجه الاخ اسطفان وحياته التي جذبت كثيرين لزيارة هذا الدير وطلب الشفاعة على أمل أن تكون شهادتنا على مثال شهادة الأخ إسطفان.”

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المونسنيور طانيوس عظة تناول فيها الطاقة السلبية التي تدمّر حياة الانسان ومستقبله وذاته. وقال: “عندما ننظر إلى أنفسنا بعين ذواتنا فقط، سنرى الكثير من السلبيات فنعيش طاقة سلبية، إذ لا نُرضي أنفسنا ولا غيرنا. أمّا إذا نظرنا إلى أنفسنا من زاوية الآخرين، فالأمر أيضًا خطِر، لأنّ نظرة الناس تحكمها الغيرة والحسد والمصلحة والأنانية والغضب. أمّا النظرة الحقيقية إلى الذات فهي أن ننظر إليها من خلال عيني الله، في ضوء رحمته ومحبته وعنايته. هنا فقط ندرك قيمتنا، ونسلك طريقنا بثبات.”

أضاف: “لقد تكلّم البابا الراحل فرنسيس عن “القديسين الخفيين اليوميين”، أي كل واحد منّا حين يعيش حياته اليومية تحت نظر الله. وهذا ما عاشه الطوباوي الأخ إسطفان نعمة، الذي كان يردّد ببساطة عبارة: “الله يراني”. هذه الكلمة حملت في قلبه شعورًا عميقًا بأنّ الله حاضر معه، يحفظه ويقوده ويرعاه بمحبة ورحمة وحنان.”

وتابع: “لقد عاش الأخ إسطفان هذه الحقيقة بعمق، فكانت حياته البسيطة اليومية مطبوعة بالطاعة والصمت والصلاة والعمل. وكان صمته صرخة طاعة، وعمله صلاة دائمة، واتحاده بالرب لا ينقطع. لقد جسّد الطاعة الحقيقية التي تعني موت الإرادة الذاتية وقيامة الإرادة الإلهية، والتواضع أمام مشيئة الله. وهكذا صار مثالًا حيًّا على القداسة اليومية، تلك القداسة التي تتجلى في الصمت والعمل والطاعة والإخلاص للإنجيل. إنّها قداسة “القديسين الخفيين” الذين يعيشون بيننا في صمت ووفاء، دون أن يعرفهم الكثيرون.”

وختم: “فلنطلب من الرب أن يمنحنا النعمة بشفاعة الطوباوي الأخ إسطفان، ليكون مدرسة لنا في الطاعة والصمت والعمل اليومي، وليرافقنا قديسًا شفيعًا لنا من على مذابح الكنيسة.”
بعد ذلك تم تبريك عبوات مياه من نبغ الغرير الذي اكتشفه الاخ اسطفان في بلدته لحفد ثم جرى توزيعها على المؤمنين.

وبعد القداس قدمت كلارا عبود شهادة حياة عن نعمة الشفاء التي نالتها بشفاعة الأخ اسطفان مباشرة بعد تطويبه والتي على أساسها فُتح ملف إعلان القداسة،فروت ووالدتها كيف استعادت نظرها على رغم تلف شبكة عينها بحسب تأكيد الأطباء.

وكانت كلمة للأب بولس قزي ثمن فيها دور الإعلاميين في مواكبة مراحل إنجاز ملفات قديسي لبنان معه منذ فتح ملف القديس نعمة الله، لافتا الى أهمية أعجوبة شفاء كلارا عبود التي اعتمدت في ملف تقديس الأخ اسطفان.

ثم أقيم زياح بذخائر الأخ اسطفان وتبارك المؤمنون منها.

وبعد القداس تبادل الجميع التهاني بالعيد في صالون الدير ثم أولم رئيس الدير على شرف الكهنة المشاركين والاعلاميين. بعد ذلك، توجه الوفد الاعلامي الى دير مار يوسف جربتا حيث ضريح القديسة رفقا والذي شهد على أول أعجوبة شفاء بشفاعة الأخ اسطفان للراهبة مارينا.

المركزية