تحدثت وسائل الإعلام الاسرائيلية مساء اليوم الخميس عن جولة جديدة لمدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز الذي سيصل قريبا إلى المنطقة،في وقت ذكرت أن كابينيت الحرب الاسرائيلي أصدر تعليمات للفريق المفاوض بالعمل على صياغة مقترح جديد لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في محاولة لتحريك المفاوضات.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه جرى إخطار مسؤولين رفيعي المستوى في فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن زيارة بيرنز، وأشارت إلى أن رئيس الموساد دافيد برنياع، “سيسافر للاجتماع بالمسؤول الأميركي الذي يقود جهود إدارة بايدن لتحرير الرهائن”.
وبحسب موقع “واللا”، فإن مدير “سي آي إيه” سيجتمع برئيس الموساد في دولة أوروبية، لم يحددها، وأشار إلى إمكانية مشاركة مسؤولين قطريين ومصريين في الاجتماع الذي سيعقد “في الأيام القريبة المقبلة”.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن كابينيت الحرب قرر، الليلة الماضية، توسيع صلاحيات الوفد المفاوض؛ رغم ذلك، أشار موقع “واللا” إلى أنه “ليس من المؤكد أنه سيكون من الممكن تحقيق اختراق في المحادثات حول صفقة الرهائن”.
بدورها، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر مطلعة أن “القرارات التي اتخذها كابينيت الحرب، الليلة الماضية، لا تكفي لجسر الهوة مع حركة حماس والتوصل إلى اتفاق”، وأفادت أن “الوفد المفاوض حصل على موافقة لإبداء مرونة معينة”.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن كابينيت الحرب كلف الفريق المفاوض بـ”صياغة مقترح عيني لتقديمه إلى الوسطاء” من أجل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس؛ وأفادت أن المقترح الذي أعده المسؤول عن ملف الأسرى والرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، سيكون أساسا للمقترح الجديد.
ولفتت إلى أن مقترح ألون يتضمن إبداء إسرائيل الاستعداد للتنازل في ملفات محل خلاف مع حركة حماس، مقابل تشديد الموقف الإسرائيلي في ملفات أخرى. وأشارت إلى أن جميع قادة الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت، أبدوا موقفا موحدا في ما يتعلق بضرورة الدفع نحو استئناف المفاوضات.
ولفتت “كان 11” نقلا عن مسؤول رفيع إلى أنه “ليس من الواضح بعد ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى انفراجة في المفاوضات المعطلة”.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين، أن “مصر لا تزال ملتزمة بالمساعدة في التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة رغم التشكيك في جهود الوساطة التي تبذلها”، وأضافا أن “القاهرة على اتصال بإسرائيل لتحديد موعد لجولة محادثات جديدة”.
وقال المصدران إن الوسطاء المصريين تلقوا اتصالات هاتفية من مسؤولين أمنيين إسرائيليين، يومي الأربعاء والخميس، شكروا فيها القاهرة على دورها. وعبر المصريون خلال الاتصالات عن رغبتهم في استكمال المفاوضات حول غزة، واتفقوا على تحديد موعد للمحادثات.
في المقابل، قال مسؤول مصري رفيع المستوى، في تصريحات نقلتها قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية، إن إسرائيل “لا تزال غير مؤهلة لإبرام صفقة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن”، من دون توضيح الأسباب.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، قال خلال مشاركته في جلسة كابينيت الحرب التي عقدت الليلة الماضية، إن “الحاجة باتت ملحة” للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر.
ونقل المراسل السياسي لموقع “واللا” الإسرائيلي عن مصدرين مطلعين اليوم، الخميس؛ وخلال الاجتماع، قال هليفي إن “الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطا عسكرية على حماس، بما في ذلك من خلال العملية في رفح، لكن ذلك يجب أن يكون مرتبطا بعملية سياسية لإطلاق سراح الرهائن”.
وذكر التقرير أن جميع رؤساء وقادة الأجهزة الأمنية بما في ذلك فريق التفاوض، عبروا عن موقف موحد خلال اجتماع الكابينيت وشددوا على “ضرورة التحرك العاجل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن حتى لو كان ذلك بثمن الاستعداد لمناقشة المقترح الأخير الذي وافقت عليه حماس وتقديم المزيد من التنازلات”.
في هذا الوقت أشار مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك، مجددا اليوم الخميس، إلى أن “حجم سلاح البرية اليوم لا يسمح للجيش الإسرائيلي في المناطق التي احتلها في قطاع غزة، لأنه سيضطر إلى نقل قواته إلى مهام أخرى. وسيعود مقاتلو حماس إلى هذه المناطق لينشأ وضع لا يتمكن فيه الجيش الإسرائيلي من هزمهم ولو في منطقة قتالية واحدة”.
وأضاف بريك، في مقاله المنشور في الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف”، أنه لو صادق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على توصية وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، في بداية الحرب على هجوم متزامن ضد حماس وحزب الله، “لكنا نتواجد اليوم في حرب إقليمية شاملة ستدمر إسرائيل”.