في اليوم الـ229 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة من القطاع مرتكبا 6 مجازر جديدة، وهو ما رفع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و709 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الوقائع الميدانية، كبدت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال المزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات في مخيم جباليا (شمالا) ورفح (جنوبا) وبثت المقاومة صورا لعملياتها،وأعلنت كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الأربعاء إيقاع قوة إسرائيلية من 10 جنود في كمين مركّب شمال بيت حانون، وأضافت أنه فور حضور قوة الإنقاذ “قام مجاهدونا بتفجير عبوة شواظ فيها وأوقعوا أفراد القوتين بين قتيل وجريح” قرب مدرسة الزراعة شمال بيت حانون شمال القطاع.
كما أكدت كتائب القسام أنها قنصت 3 جنود إسرائيليين شمال بيت حانون.
وفي تطورات جنوب القطاع أشار بيان كتائب القسام إلى أن وحداتها المقاتلة على الأرض دمرت دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا بقذيفة “الياسين 105” في حي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح.
وفي المكان نفسه أشار بيان القسام إلى أن مقاتليها استهدفوا جرافتين عسكريتين من نوع “دي 9” بقذيفة “الياسين 105” وجرافة أخرى بعبوة “شواظ”.
كما أكدت كتائب القسام في بيان منفصل استهداف المقاومين ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة تاندوم في محيط بوابة صلاح الدين جنوب شرقي مدينة رفح. كما بثت القسام صورا لقنص جندي إسرائيلي في محور نتساريم جنوب غربي مدينة غزة، كما بثت صورا لقصف حشود إسرائيلية بقذائف الهاون في المنطقة ذاتها.
في السياق رصد استخدام الجيش الإسرائيلي روبوتات مفخخة خلال اقتحامه مخيم جباليا لتفجير منازل واستهداف عناصر من المقاومة .
وقد تمكنت المقاومة من كشف الخديعة الإسرائيلية وجرى التعامل مع الروبوتات المفخخة.
في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 10 ألوية تقاتل في قطاع غزة حاليا، في تصعيد غير مسبوق للقتال منذ مطلع العام.
بدورها، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنها ستنشر مقطعا مصورا يظهر خطف مجندات من غرفة مراقبة تابعة للجيش في 7 تشرين الأول الماضي. والثلاثاء، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الحرب في قطاع غزة “ستطول”و أن إسرائيل تهدف إلى “قتل أكبر عدد من ممكن” من قادة الفصائل الفلسطينية و”تدمير البنية التحتية” في القطاع للضغط من أجل إعادة أسراها.
وتابع هاليفي أن “الجيش مستعد للقيام بمهام محفوفة بالمخاطر لاستعادة المختطفين الأحياء وجثث المختطفين الموتى من أجل دفنها في إسرائيل”.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إصابة 25 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
بايدن: الاعتراف عبر التفاوض وليس بالخطوات الأحادية
النرويج وإيرلندا وإسبانيا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين
إسرائيل تحتج والعرب يدعون الدول الاخرى للاقتداء بهم
وفي حدث تاريخي من قلب أوروبا، أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج، الأربعاء، اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وقالت إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ يوم 28 من الشهر الجاري.
وفي مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، ووزير خارجيته إسبن بارث إيدي، وردت تفاصيله في بيان مشترك نشرته الحكومة النرويجية على موقعها الإلكتروني، قالت إن قرار الاعتراف رسميا بدولة فلسطين “سيدخل حيز التنفيذ في 28 أيار الجاري”، مشيرة إلى أن عددا من الدولة الأوروبية ذات التوجه المماثل “ستعترف بدولة فلسطين رسميا في التاريخ ذاته”. وأضافت أنه “تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين”.
وجاء في البيان الصحافي للحكومة النرويجية: “للفلسطينيين حق أساسي ومستقل في إقامة دولتهم. لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام في دولتين منفصلتين. ولا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”.
وأشار ستوره إلى أن هذا القرار “يتيح في نهاية المطاف استئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخما جديدا”.
كذلك، أعلنت أيرلندا اعترافها بفلسطين كدولة. وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في دبلن ، أنه تم اتخاذ هذه الخطوة على نحو مشترك مع النرويج وإسبانيا.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ، إن الحكومة ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة. وأضاف أمام النواب الإسباني: “الثلاثاء المقبل في 28 أيار، ستقر إسبانيا في مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
واتهم نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “يعرض للخطر” حل الدولتين في الشرق الأوسط من خلال سياسة “المعاناة والدمار” التي ينتهجها في قطاع غزة.
ورحبت فلسطين بإعلان اسبانيا والنرويج وإيرلندا و”ثمنت عاليا مساهمة هذا القرار في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين”.
بدورها، رحبت حركة حماس، الأربعاء، بإعلان النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، واعتبرته “خطوة مهمة” على طريق تثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وفي أول رد فعل على هذه القرارات، استدعت إسرائيل الأربعاء سفيرَيها في أيرلندا والنرويج “لإجراء مشاورات طارئة”، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: إن “أيرلندا والنروج تعتزمان توجيه رسالة إلى الفلسطينيين والعالم أجمع بأن الإرهاب يجدي نفعا” وفق زعمه.
من جهته، اعتبر وزير خارجية فرنسا ستيفان سيغورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين “ليس من المحظورات”، لكن الوقت ليس مناسباً الآن لبلاده للقيام بذلك، وفق قوله.
وأكد البيت الابيض ان الرئيس جو بايدن يرى ان الاعتراف بفلسطين يجب ان يكون عبر مفاوضات وليس خطوات احادية.
ترحيب الجامعة العربية والسعودية
في المقابل، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “بالخطوة الهامة” التي تضع هذه الدول الثلاث “على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع”.
ورحّبت السعودية “بالقرار الإيجابي” الذي اتخذته ثلاث دول أوروبية والقاضي بالاعتراف بدولة فلسطين، داعيةً سائر الدول إلى القيام بالخطوة نفسها.
كما رحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية بقرار الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، في خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية، والتعامل بالمسؤولية المطلوبة مع الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة، ووقف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، لاسيما في مدينة رفح الفلسطينية.
ورحّب الأردن على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي “بالقرارات التي اتخذتها دول أوروبية صديقة”. وقال “نحن نثمّن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسّد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو من عام 1967”.
يذكر أن 9 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين وهي: بلغاريا، وبولندا، والتشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، والمجر، وقبرص، والسويد، ومالطا.