من له اذنان سامعتان فليسمع

نجيب زوين

توم برّاك: ” ‎لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لحل مشكلة سلاح حزب الله”

ابتهج اللبنانيون باغلبيتهم الساحقة بوصول العماد جوزاف عون الى سدة الرئاسة، وزاد من ترحيبهم بالحكم الجديد ما سمعوه في خطاب القسم، فعاد الامل انهم على اعتاب البدء ببناء دولة القانون بعد اكثر من خمسة عقود من الضياع. وزاد تفاؤلهم تكليف السيد نواف سلام لرئاسة حكومة جامعة اعتمدت بيانا وزاريا سياديا جاء مكملا لخطاب القسم.
ونامت اكثرية الشعب مطمئنة ان غدها بايد امينة مشهود لها بالصدق والنظافة والوفاء. نامت متفائلة رغم النتائج الكارثية لحرب افتعلها حزباللا مع اسرائيل نصرة للقدس وفلسطين!!!، ورغم الخراب والدمار والتهجير الذي اصاب اكثرية اللبنانيين.
نعم… نام المواطنون يدغدغهم حلم قيام الدولة السيدة وانتهاء عهد دويلة حزباللا الايرانية. امل المواطن ان اهل الحكم الجدد سيعيدون للقانون هيبته وللدستور موقعه واحترامه. وان لبنان السيد المعافى قد حان وقته، انتهت عهود “الزعران” والخارجين على القانون والفاسدين والمفسدين والمسلحين اللاشرعيين والميليشيات العميلة والمجموعات الارهابية.
فرح المواطن البسيط ان “بعد العسر يسر” وقد حان وقت الركون الى دولة “تحتكر القوة” وتفرض سيطرتها وبقواها الذاتية على كل شبر من الاراضي اللبنانية، تنزع السلاح من جميع المتواجدين على ارضها وتحت سلطتها.
ولكن ” ما كل ما يحلم به المرء يدركه” ولا كل ما وصل الى آذاننا صحيحا، وإلا لما كان يجرؤ المبعوث الأميركي الخاص، ذو الاصول اللبنانية توم برّاك في حديث الى صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية ان يقول امس حرفيا: “ان لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لحل مشكلة أسلحة حزب الله وإلا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا”، مضيفاُ: “إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام”. أضاف: “يقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني”.
عذرا سيد برّاك ما كنت اعرفك متخصصا بتاريخ المنطقة وان زحلة، ارض اجدادك كانت جزءا من بلاد الشام، رحم الله سعيد عقل؟؟؟
وانتظرت، كاكثرية الشعب، ان يصدر عن اهل السلطة موقفا، وهم المعنيون مباشرة بهذا التصريح “البرّاكي” الذي يتهمهم مباشرة بالتخاذل والتخلي عن موجبات مسؤولية الحاكم تجاه رعيته. وبعدني ناطر… وين المستشارين؟؟؟
هل يعي اهل الحكم الى اين اوصلونا بسياساتهم الاستيعابية لحزباللا، متناسين ان “دنبة الكلب حطوها 40 سنة بالقالب”..
ايها السادة شاءت الاقدار ان تكونوا حيث انتم تمثلون الملاذ الاخير للمواطن الخائف على مستقبله، بايديكم خلاص لبنان فأقدموا وإلا لن ينفع الندم.
ولا تنسوا اننا شعب ما تعود يوما البكاء على الاطلال..
ومن له اذنان سامعتان فليسمع….