علي يوسف
لا يختلف رد الموفد الاميركي على الرد اللبناني على اسئلته او ورقته عن مضمون الورقة نفسها وان كان التعاطي جاء بلهجة” ايجابية ” خبيثة تتميز بأكبر درجات الاستعلاء والغطرسة الناعمة ..؟؟
ولعل الموقف اللبناني هو الذي اعطاه التمريرة لكي يمارس هذا الخبث ؟؟؟ فالتذاكي بالمطالبة بانسحاب الجيش الصهيوني بعد ان نفذ لبنان خلو جنوب الليطاني من المقاومة وسلاحها واعتبار نزع السلاح مسألة داخلية تحت غطاء حصرية السلاح بيد السلطة وفقا لخطاب القسم والبيان الوزاري هو تذاكي نكتفي بوصفه انه غير موفق ..؟!
لقد قدم لبنان في ما سمي اتفاق وقف اطلاق النار تنازلا مسبقا اشبه بإعلان هزيمة حيث نفذ انسحاب المقاومة من جنوب الليطاني وتسليم كل مراكز المقاومة ومخازنها في المنطقة من دون ان يكون هناك تنفيذ متزامن لخطوات انسحاب صهيوني ووقف العدوان جنوب الليطاني وشماله بل وفي كل لبنان ..؟؟!!! ولم يكتف بذلك بل مدد ما سمي مهلة تنفيذ ال ١٧٠١ بتفسيراته المتناقضة من دون اي مقابل وبحيث استكمل العدو التدمير الممنهج لمنطقة جنوب الليطاني على مرأى من السلطة اللبنانية ومن لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق اللذين اكتفيا بتسجيل اعتراضات خجولة تكرس الارتضاء بإعلان الهزيمة ..!!!
ولم تكتف السلطة بذلك بل اعلنت العجز الكامل عن المقاومة لتحرير الارض وتأكيد اعتماد الدبلوماسية طريقا وحيدا لهذا التحرير بما يعني اسقاط لبنان عسكريا ودفاعيا وتحويله الى مستجدي تحرير الارض بما افقد لبنان اي قدرة على وضع شروط او اتفاق يحقق بعض التوازن وان كان بغلبة للعدو ..!!!
وهذا بالطبع سمح للعدو باستمرار العدوان بعد ان حصل على بنود خروج المقاومة من جنوب الليطاني وصدور البيان الوزاري الذي يتحدث عن حصرية السلاح بيد السلطة اي نزع سلاح المقاومة واعلان نهائية سياسة الاستجداء لتحرير الارض وتأمين ما يسمى “السيادة ” تحت سقف التبعية ..؟؟؟
وهكذا انتقل العدو الى مستوى اعلى من الشروط قبل البحث في انسحابه وهو شرط تسليم سلاح المقاومة كتعبير عن الهزيمة الكاملة والتبعية الكاملة سياسيا واقتصاديا ؟؟…
وهكذا جاء الموقف اللبناني في الرد على ورقة الموفد براك مقسما القضية الى قسمين :
- الانسحاب الصهيوني من الاراضي اللبنانية وطبعا من دون توافر عناصر اي ضغوط لهذا المطلب .؟؟!!
- جعل موضوع السلاح مسألة داخلية تحت سقف التأكيد على حصرية السلاح بيد السلطة اي تسليم السلاح ومن دون اي شروط او مقابل ؟؟… لا بل مع اضافة الاصلاح تحت انتداب صندوق النقد الدولي ؟؟؟!!! وكل ذلك مجانا واستجداءا لدعم اقتصادي لا يرتكز الى رؤية او مشروع ؟؟؟؟
ويمكن القول ان هذه التمريرة التي هي عبارة عن مجزرة سياسية وسيادية في حق لبنان سمحت للموفد براك ان يتلقفها ويجيب مقسما جوابه الى قسمين : - في شأن المطالبة بانسحاب العدو فالمشكلة تتعلق بالآليات المعتمدة والتي يجب اعادة النظر فيها !!؟؟ ومن دون ان يشرح المشكلة في هذه الآليات ؟بل وأكثر من ذلك اكتفى بهذا القول وأخرج الموضوع من البحث في انتظار لا شيء ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
- اما في موضوع السلاح وبما ان الرد اللبناني اعتبر الأمر مسألة داخلية وتحت سقف تأكيد حصر السلاح الذي ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري فقد دعا السلطة واللبنانيين الى البدء بمعالجة هذه المسألة وفقا للطرح اللبناني وابدى استعداد اميركا للمساعدة ؟؟؟!!!!
وهكذا نجح براك في استيعاب التمريرة اللبنانية وذلك بسحب الانسحاب من التداول ووضع الصراع الداخلي على السلاح على الطاولة وابدى الاستعداد للمساعدة على تأجيج هذا الصراع ليأخذ مداه الأقصى ؟؟؟؟؟
ويمكن التأكيد ان هذا الخبث الاستعلائي للموفد الاميركي كان قد تم التحضير له قبل الزيارة وما يدل الى ذلك هو الاستجابة السريعة ل “القوات اللبنانية “وفي اليوم نفسه لدعوة براك لتأجيج الصراع الداخلي فأصدرت موقفها بعدم دستورية الموقف اللبناني وضرورة ان يتم بحث واتخاذ الموقف في مجلس الوزراء( علما انها لم تقل ذلك اثناء التحضير لصياغة الموقف ) وهددت بالانسحاب من الحكومة اذا لم تقم الحكومة بتنفيذ بيانها الوزاري لجهة حصرية السلاح ؟؟!! معلنة في ذلك بدء تنفيذ خطة الموفد الاميركي براك في وضع الصراع الداخلي على الطاولة ونشر الفوضى الداخلية ..؟؟؟!!!!
وهكذا فإن التعاطي مع طروحات الموفد براك من زاوية الحديث الهادىء والتجاوب الشكلي مع التمريرة اللبنانية والحديث عن ايجابيات هو اقل ما يقال فيه انه استمرار لمسيرة تذاكي وهروب الى الامام لم يعد لهما معنى في ما نشهده من وضع كل الوقائع على الطاولة حيث التعامل مع الحقائق ووضوح المواقف وتحديد المواقع بوضوح حيث تحدد المسؤوليات والتبعات ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!